دير مار جبرائيل من قرطمين/ ܕܝܪܐ ܕܡܪܝ ܓܒܪܐܝܠ

    ملف الموقع

    يقع دير مار جبرائيل على بعد حوالي كيلومترين شمال قرطمين في منطقة ميديات جنوب شرق تركيا. يضم مجمع الدير الضخم هذا، والذي تم إنشاؤه في القرن الرابع ميلادي، كنائساً وأقبية وغرف ضيوف وحظائراً. وقد تم بناء الهياكل القديمة وإعادة بنائها، وأضيفت مبانٍ وأقسام جديدة لاستيعاب وظائف الدير المتجددة واحتياجاته بمرور الوقت.

    خارج الدير والمناظر المحيطة به

    بوابات الدخول

    خارج الكنيسة الرئيسة والفناء المجاور

    الكنيسة الرئيسة (الرواق ومن الداخل)

    ردهة اوغرفة انتظار تؤدي الى قبة ثيودورا

    ممر مقبب

    كنيسة والدة الله (من الداخل)

    الساحة الشمال غربية

    بيث قديشه / بيت القديسين (الداخل)

    جناح المطبح

    المستويات العليا

    من المفيد تصنيف أبنية مجمع الدير إلى مجموعتين لفهم تركيبته بشكل أفضل: الأولى تشمل جميع المباني الموجودة على مستوى الأرض أو أدناه والتي يعود تاريخها الى الفترة ما بين القرن الرابع والقرن السادس الميلادي. المجموعة الثانية تشمل المباني التي تم بناؤها منذ منتصف القرن العشرين وما بعده.

    المباني التي يعود تاريخها إلى الفترة ما بين القرنين الرابع والسادس الميلادي:
    تشمل المباني الأكثر قدماً الكنيسة الرئيسة (كنيسة مار جبرائيل) وقبة ثيودورا بغرفها المجاورة، والممر إلى الغرب، والقبو (بيث قاديشة)، وكنيسة مريم العذراء بغرفها المجاورة. وهناك مبانٍ قديمة أخرى خارج مجمع الدير، بما في ذلك أقواس مار جبرائيل وقبة المصريين والخزان الكبير.

    وقد اُغلقت كنيسة مار جبرائيل لإجراء أعمال التجديد عندما تم توثيق مجمع الدير من قبل فريق مشروع توثيق آثار وتراث بلاد وادي الرافدين (MMM) في حزيران 2015. ويوجد وصف دقيق للكنيسة كتبه كل من گيرترود بيل وهانس هولرويجر.1
    تتكون الكنيسة من رواق، وصحن، وثلاث مناطق للمذبح، وثلاث غرف دفن. وقد بُني الرواق بتبرع من الإمبراطور أناستاسيوس عام 512 ويقع في الجهة الغربية وهو مغطى بسقف من القرميد، ويؤدي الرواق الى الصحن من خلال باب واحد. أما الصحن فهو يتخذ شكل قاعة مقببة أسطوانية كبيرة ذات نوافذ صغيرة في جداره الجنوبي تسمح بدخول النور اليه. ويقف في منتصف الصحن لوح حجري كبير كمنصة، يضمُّ نقوشاً يعود تاريخها إلى القرن الثامن (وهو الآن موضوع في قبة ثيودورا).

    هنالك ثلاثة أبواب تؤدي من صحن الكنيسة إلى ثلاثة أركانٍ مقببة تحتوي كل منها على مذبح. وتم تجويف الجدار السميك للقاعة الرئيسة على شكل محراب مقوس حيث يوجد المذبح الرئيسي للكنيسة. أرضية هذه القاعة وقبتها مزينة بقطع كبيرة من الفسيفساء. أما فسيفساء القبو فهي أكثر تفصيلاً. وفي وسطها صليب شعاعي موضوع على قاعدة ذهبية. وفي كل ركن من الزوايا الأربع، تتشعب تصاميم نباتية من إناء مزدوج اليد، ينقسم إلى منطقتين مزخرفتين. وهناك ثلاثة شرائط من الزخرفة تحد القبو: الأول عبارة عن تصميم متداخل بثلاثة ألوان، والثاني عبارة عن صف من نجومٍ ثُمانيّةٍ مجوّفة تزين كل منها نقطةٌ بيضاء في الداخل، والثالث عبارة عن سلسلة من الأشكال المعينية تنفصل عن كل منها سلسلة أخرى بحزم متقاطعة من ثلاث جواهر. 
    تتشابه الزخرفة في بعض الفسيفساء البيزنطية المبكرة. كما توجد أجزاء فسيفساء إضافية على الجدران الجنوبية والشمالية للغرفة، تحت القبو. وتشير التقاليد المحلية إلى أن الكنيسة بأكملها كانت مزينة بالفسيفساء، وأن تيمورلنك دمرها جميعًا باستثناء هذا الجزء الصغير من المذبح. أما الركن الخاص بالمذبح الجنوبي فله كُوة مستطيلة مبنية في الجدار الشرقي منه. 
    وفي الركن الثالث، يوجد باب صغير يؤدي إلى حجرة الدفن التي تحتوي على مذبح. وإلى الغرب يوجد غرفتا دفن أخريان مظلمتان تمامًا ويُولج اليهما من باب صغير جداً لدرجة لا يمكن المرور منه إلا بصعوبة.

    مقابل الباب المؤدي إلى صحن مار جبرائيل توجد غرفة كبيرة مثمنة الأضلاع تعرف باسم قبة ثيودورا. يوجد على كل جانب من الجوانب الثمانية لهذا المبنى الرائع كُوة مستطيلة كبير ومقوس الشكل. وترتفع فوق الأقواس قبة مسطحة مصنوعة من الطوب والحجر يبلغ قطرها حوالي 10.5 متراً. والقبة غير مرئية من الخارج فهي تبدو على شكل كتلة مربعة ذات سقف مسطح. يعود تاريخ المبنى الحالي إلى القرن السادس الميلادي ويعمل كمكان للمعمودية. وقد كان اللوح الحجري الكبير، المذكور أعلاه، الذي يقع في منتصف هذا المبنى، يستعمل كطاولة لإعداد خبز الدير مما يوحي بأن المبنى كان يستعمل أيضًا كمطبخ في آن واحد. وهناك نقش سرياني على اللوح يشير إلى أنه قد صنعه زكريا عين واردو وأنه تم وضعه في مكانه عام 776 -777م. ومنذ ذلك الحين، يبدو أن اللوح الحجري قد تغير مكانه بين قبة ثيودورا وصحن كنيسة مار جبرائيل (إذ كان يستعمل أيضًا لأغراض مختلفة).

    هنالك كنيسة ثانية مخصصة للسيدة العذراء تقع في الطرف الغربي من مجمع الدير. وهي عبارة عن مبنيَين كبيرين يحوطان ساحتين. ويؤدي ممر مقبب طويل من ردهة مار جبرائيل إلى الفناء الصغير من شمال كنيسة العذراء. وعلى طول الجانب الغربي من هذا الفناء يوجد ممر مقبب يفتح منه باب إلى الكنيسة. باتباع شكل الكاتدرائية، ينقسم التصميم الداخلي للكنيسة إلى ثلاثة أقسام وسقف بثلاثة أقبية أسطوانية متوازية فوق صحن الكنيسة والممرات. وعلى الجانب الشمالي من الممر، هناك باب صغير يؤدي إلى سرداب يُعرف باسم بيث قاديشة ('بيت القديسين')، حيث توجد قبور العديد من الرهبان.

    وتقع بقايا كنيسة ثالثة مخصصة لمار شمعون في محيط المجمع، إلى جانب أطلال إلى الشمال من الدير تعرف بقبة المصريين. وهي غرفة صغيرة ذات قبة مثمنة الأضلاع، مربعة من الخارج. وتحتوي الحنايا ذات الجوانب الثمانية على مقابر لرهبان مختلفين. والقبة تشبه قبة ثيودورا، ويقع إلى الغرب منها الخزان الكبير الذي ما يزال مستعملًا حتى يومنا هذا، بأقبيته الثلاثة بقياس 24 × 20 م.2

    المباني التي يعود تاريخها إلى منتصف القرن العشرين وما بعده:
    نتيجة لسلسلة طويلة من الغارات والحروب والمجاعات والاضطهاد في المنطقة، تم تدمير دير مار جبرائيل وهُجر عدة مرات عبر تاريخه. حدثت آخر أحداث عنف عندما تم تدمير الدير، إلى جانب العديد من الأديرة الاخرى، في أعقاب الانتفاضة الكردية عام 1926.3
    وقد تم تجديده منذ ذلك الحين وقد أُلحِقَت بالمجمّع الأصلي العديد من الإضافات. وتشمل المعالم المضافة سقفًا جديدًا لكنيسة مار جبرائيل جنبًا إلى جنب مع برجين للجرس ـ أحدهما تم تشييده عام  1971والآخر عام 1979 كما تم بناء جناح جديد تمامًا لإيواء الأخوات وعائلات المدرسين وكذلك الفصول الدراسية وغرف الضيوف. وفي شرق الدير، تم بناء قبو جديد على جدران قديمة بتقنيات تقليدية. وكشفت التجديدات الأخيرة عن قطع أثرية وفضاءات قديمة مخفية، بما في ذلك غرف تقع خلف قبة ثيودورا فضلاً عن سردابٍ محتمل تحت كنيسة العذراء.

    • 1. Bell 1982, 6–10, 31–35; Hollerweger 1999, 60–91.
    • 2. Hollerweger 1999, 67.
    • 3. Palmer 1999, 46.

    المصادر العامة ل' الوصف و الرموز و المشاهد الفنية':

    Bell and Mundell Mango 1982, 8–9, 33–35; Hollerweger 1999, 72–74.

    يعود التاريخ الطويل لدير مار جبرائيل إلى القرن الرابع الميلادي، إن لم يكن قبل ذلك، فهنالك بعض الأدلة على نشاط ديني ما قبل المسيحية في الموقع). تأسس الدير حوالي 350 ميلادي من قبل راهِبَين هما صموئيل اشتين وتلميذه شمعون من قرطمين. 
    بحلول عام 397، كان قد لفت الدير انتباه الإمبراطور الروماني الشرقي أركاديوس، الذي تميز عهده بإعانات لدير معين في الشرق، من المفترض أن يكون هو هذا الدير ذاته. وتم بناء الخزان الكبير والقبو الرئيس بين عامي 395 و397. وكانت تمنح الأموال للدير كل عام. وفي عهد ثيودوسيوس الثاني، تم بناء 'بيت القديسين' (المشابه لقبة المصريين) وكنيسة العذراء وبيت قاديشة (القبو). 

    وجّه الإمبراطور أناستاسيوس مزيدًا من العناية والاهتمام إلى الدير. وبحسب السجلات السريانية في الدير، فقد تم إرسال الذهب والحرفيين لبناء قاعة صلاة رائعة بُنيت في وسط الدير وتحيط بها أروقة من الشمال والجنوب والغرب. وتم بناء المذبح في القاعة الرئيسة باستعمال الرخام والاشكال التي تصور أسدًا وثورًا ونسرًا ورجلًا منحوتًا على جوانبه الأربعة. ويقال إنه قد كانت هناك صورة لملاك فوق المذبح. لقد تم دعم القبة البرونزية العلوية بأربعة أعمدة. كما يوجد مصباح من ذهب معلق بسلسلة من الفضة في ركن المذبح. ويشير الوصف أيضًا إلى أرضيته الفسيفسائية المذهبة والأشجار البرونزية على جانبي مدخله.

    يتميز التاريخ اللاحق للدير بفترات اضطهاد وتحديات أخرى، لكنه نجا منها جميعًا. اليوم، يقوم مجتمعه النشط بتوفير الحماية للسكان المسيحيين المحليين في بعض المناسبات ويشارك في الزراعة والتعليم. ومع ذلك، فهو يواجه حاليًا موجة أخرى من الاضطرابات السياسية.

    المصادر العامة ل' التاريخ':

    Palmer 1999; Barsoum 2008.

    Barsoum, Ignatius Aphram I. 2008. The History of Tur Abdin, translated by Matti Moosa. Piscataway, NJ: Gorgias.

    Bell, Gertrude. 1924. Amurath to Amurath. London: Dutton.

    Bell, Gertrude, and Marlia Mundell Mango. 1982. The Churches and Monasteries of the Tur ‘Abdin. London: Pindar. Reprint, with new preface, notes, and catalogues, of Gertrude Bell’s The Churches and Monasteries of the Tur ‘Abdin (1910) and Churches and Monasteries the Tur ‘Abdin and Neighboring Districts (1913).

    Hollerweger, Hans, ed. 1999. Țur ‘Abdin: Living Cultural Heritage. Linz: Freunde des Tur Abdin.

    Palmer, A. 1999. “The 1600-Year History of the Monastery of Qartmin (Mor Gabriel). In Țur ‘Abdin: Living Cultural Heritage, edited by Hans Hollerweger, 37–46. Linz: Freunde des Tur Abdin.

    المحتوى
    Helen Malko (2016)
    تعديل المحتوى
    ماثيو بيبلز(11/25/19)