ملف الموقع
يعد دير الربان هرمزد (في السرياني: 'الراهب' هرمزد) من أشهر الأديرة المسيحية في العراق. ويقع على بعد حوالي كيلومتر واحد من قرية القوش وحوالي 45 كم شمال شرق الموصل. تم بناء مجمع الدير في منتصف الطريق أعلى جبل بيت عذرا، المعروف أيضًا باسم جبل القوش. يرتفع هذا المبنى على نوع من المدرج الطبيعي، كما لو كان منحوتًا في الجبل على ارتفاع 800 متر فوق مستوى سطح البحر، مع إطلالة رائعة على سهل نينوى وقراه القديمة (انظر البانوراما). حتى وقتٍ قريب، لم يكن بالإمكان الوصول إلى الدير إلا سيرًا على الأقدام لكن بعد أن تم إنشاء طريق ممهد للسيارات، أصبح الوصول إلى الدير مُتاحاً أكثر للحُجاج والزوار على حد سواء. عند الوصول إلى الدير، يجد المرء مجمّعاً يتألف من كنيسة في الوسط والعديد من الحجرات والغرف على كلا الجانبين. تم بناء المجمّع بأكمله مباشرة على قاعدة صخرية بدون وضع أي أساس. تم بناء أجزاء من المجمع من الصخر الرملي المقطع بغير انتظام، في حين تم قطع أجزاء أخرى ببساطة في سفح الجبل. يحيط بالمباني الرهبانية والكنيسة سفح الجبل الذي تتخلله كهوف محفورة بالصخر، وتمثّل المساكن السابقة للنُساك المرتبطين بالدير.
وسائل اعلامية
الوصف و الرموز و المشاهد الفنية
المصادر العامة ل ' الوصف والرموز والمشاهد الفنية '
Awad 1934; Leroy 2004; Brock 2009.
الكتابات
يحتوي مجمع الدير بأكمله على العديد من النصوص السريانية.
نصوص الكهوف:
تم العثور على كتابات سريانية في خمسة كهوف على الأقل موزعة على الجانب الغربي من الجبل1.
وفيما يلي ترجمتها:
كهف الأب إليشاع: ' في عام 1835 للمسيح شغلت أنا أليشاع الفقير هذا الكهف في عهد والدنا المميز حنا جار من ألقوش'.
كهف الأخ منصور: 'احتل أخي منصور هذا الكهف عام 1820'.
كهف عوديشو: 'في عام 1995 باليونانية [1684 م] احتل عوديشو الخاطئ هذا الكهف'.
كهف يونان: 'صلوا من أجل الآثم يونان'.
غرفة السجن: في عام 1842 قام إسماعيل باشا (والي) العمادية بحبس الرهبان وتعذيبهم في هذه الكهوف ونهب الدير. قمنا (الرهبان) بتوسيع هذا الكهف عام 1931. '
نصوص مقبرة البطاركة:
تغطي تسع بلاطات رخامية ذات نقوش سريانية قبور الآباء البطاركة. وقدم أمير حراق نسخة مترجمة إلى اللغة الإنجليزية.2
التاريخ
ولد مؤسس الدير، الربان هرمزد، إما في أواخر القرن السادس أو أوائل القرن السابع الميلادي لعائلة مسيحية في محافظة الأحواز الفارسية. سافر إلى بلاد ما بين النهرين حيث التقى بثلاثة رهبان من كنيسة المشرق. عرّفه هؤلاء الرجال على حياة الرهبَنة في دير الربان بار أدا. وبعد أن أمضى أكثر من أربعين عامًا في التنقل بين ثلاثة أديرة مختلفة، وصل الربان هرمزد في النهاية إلى ألقوش التي طلب منه سكانها المسيحيون بناء دير هناك (وهو الذي يحمل اسمه الآن). ومن غير المعروف بدقة تاريخ وفاته، لكنه على الأغلب في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي. يقع مكان دفنه تحت المذبح الشرقي لكنيسة الدير. كان الربان هرمزد رجلاً زاهداً وذا معجزات وديره مفتوح لاستقبال الناس من جميع الأديان والمعتقدات عبر تاريخه.
ظل دير الربان هرمزد أحد أكثر مراكز الرهبنة الشرقية نشاطًا طوال تاريخه، إذ يبدو أن التقليد الصوفي لكنيسة الشرق قد تم الحفاظ عليه لأطول فترة ممكنة وكان أكثرها نجاحًا. وعلى الرغم من أن الدير لا يزال قيد الاستعمال حتى اليوم إلا أنه كان قد تعرض لعدة هجمات أدت إلى هجره في القرون الماضية. ووقعت إحدى أسوأ تلك الهجمات في القرن الثالث عشر عندما قدم المغول إلى بلاد وادي الرافدين وقتلوا المسيحيين ونهبوا كنائسهم وأديرتهم.1
تمت استعادة الحياة في الدير في الآخر، وبحلول نهاية القرن الخامس عشر أصبح دير الربان هرمزد مقرًا لكاثوليكوس - بطاركة كنيسة المشرق الآشورية. وفي القرن السادس عشر، سافر راهب من هذا الدير، يدعى سولاقا، إلى روما وأصبح الأول من سلالة منفصلة من البطاركة الكاثوليك (الكلدان). ومع ذلك، ظل دير الربان هرمزد تحت إدارة كنيسة المشرق الآشورية التي دفن فيه هنا بطاركتها الذين تحمل مقابرهم كتابات طويلة وغنية بالمعلومات.
خلال القرن الثامن عشر، تعرض الدير الى عدة هجمات خطيرة من قبل الأكراد مما أدى إلى هجره.2
وفي عام 1808، أعاد الراهب جبرائيل دانبو (1775-1832) حياة الرهبنة في الدير. وتبع ذلك اعتداءات أخرى بما في ذلك قتل دانبو ونهب الدير وفُرِضت الضرائب وتم جمعها من المصلين. وبالتالي، تم إنشاء دير جديد، سيدة البذور، عام 1858 بالقرب من ألقوش، وبلغ عدد قاطنيه حوالي خمسين راهبًا. اليوم، يبدو أنه قد تم التخلي عن الرهبنة في الدير مرة أخرى، وانخفض عدد السكان المسيحيين إلى أرقام صغيرة جدًا بسبب تزايد الاضطرابات والعنف خاصة بعد عام 2003.
شهد المجمع وكنائسه تجديدات كبيرة في السنوات الأخيرة. ويتضح هذا بشكل خاص في كنيسة الثالوث المقدس، إذ تمت توسعة مداخلها وإكساء جدرانها بالجبس الأبيض، كما أضيئ المصلى بالكهرباء. وعندما زارها فريق عمل مشروع توثيق أثار وتراث بلاد وادي الرافدين (MMM)، في أكتوبر 2013، كانت مواد البناء المختلفة موجودة في الموقع مما يشير إلى أن المزيد من إعادة البناء كانت على وشك الحدوث.
المصادر العامة ل'التاريخ':
Awad 1934, Brock 2009.
مراجع مختارة
عواد، كوركيس حنا.1934. أثر قديم في العراق: دير الربان هرمزد (بجوار الموصل). الموصل: مطبعة نجم.
Baumer, Christoph. 2006. The Church of the East: An Illustrated History of Assyrian Christianity. London: I. B. Tauris.
Brock, Sebastian. 2009. “Monasticism in Iraq: The Cultural Contribution.” In The Christian Heritage of Iraq: Collected Papers from the Christianity of Iraq I-V Seminar Days, edited by Erica C.D. Hunter, 64-80. Piscataway, NJ: Gorgias.
Budge, E. A. Wallis. 1902. The History of Rabban Hormizd the Persian and Rabban Bar-Idta. 2 vols. London: Luzac.
Harrak, Amir. 2009. “Patriarchal Funerary Inscriptions in the Monastery of Rabban Hormizd: Types, Literary Origins, and Purpose.” Hugoye: Journal of Syriac Studies 62: 293–309.
Leroy, Jules. 2004. Monks and Monasteries of the Near East. Piscataway, NJ: Gorgias.