كنيسة القديسة سلطان مهدوخت

    ملف الموقع

    تقع كنيسة القديسة سلطان مهدوخت في قرية ارادن على بعد حوالي 150 كم من الموصل و50 كم من مدينة دهوك. تقع القرية في وادي صبنا، ويحيط بها جبل مَتين من الشمال وجبل كاره من الجنوب. اسمها بالآشورية الحديثة (الآرامية الحديثة) يعني 'أرض عدن'، معبراً عن جمال طبيعتها. تقع هذه الكنيسة الشهيرة على بعد حوالي نصف كم جنوب القرية، بجانب تل من المحتمل ان يكون مستوطنة قديمة. تم تدمير قرية ارادن بالكامل في عام 1987 بأستثناء الكنيسة إذ ما زالت قيد الاستعمال حتى يومنا هذا، ويأتيها الناس للزيارة والصلاة من جميع انحاء العراق. 

    المناظر والتفاصيل الخارجية

    مصلى المعمودية

    تعود كنيسة القديسة سلطان مهدوخت الى القرن الرابع الميلادي، وتعكس الأسلوب البسيط في بناء الكنائس الشرقية المبكرة. يتكون الهيكل الأسطواني المقبب من كتل الحجر الجيري المنحوتة تقريباً. على الرغم من انه قد تم تجديد المبنى مؤخراً، إلا أنه ما يزال يحافظ على مخطط الأرضية الأصلي فضلاً عن بعض العناصر المعمارية القديمة في جميع انحاء المبنى. يحيط بالكنيسة جدار حديث يضم بوابةً تؤدي الى الفناء المفتوح (انظر البانوراما)؛ يستعمل هذا الفناء في الاحتفالات الدينية (خاصة تلك التي يتم إجراؤها سنوياً في 15 ايار لإحياء ذكرى راعية القرية القديسة سلطان مهدوخت). 
    يقع المدخل الرئيسي للكنيسة على الجانب الجنوبي ويؤدي الى الكنيسة الأولى، او مُصلى المعمودية، (انظر البانوراما). تتكون هذه المنطقة من مساحة طويلة وضيقة بأرضية من مستويين: مستوى أعلى يبدأ من المدخل الرئيسي ويمتد غرباً وشرقاً، والمستوى الأدنى، وربما الأصلي، في الطرف الشرقي من الكنيسة. يوجد حوض المعمودية الحجري في الزاوية الجنوبية الشرقية من الطابق السفلي. مقابل الحوض، يوجد مدخل صغير مقنطر يؤدي الى مذبح الكنيسة الرئيسي والكنيسة الى الشمال. نحتت في الجدران الشمالية والجنوبية المحيطة بالأرضية العليا ثماني كوات مقوسة، أربعة في كل جدار. في الكوة الثانية في الجدار الجنوبي، توجد بقايا هيكل عظمي بشري، يشمل الجمجمة وعظام مختلفة جنباً الى جنب مع بعض القطع الأثرية. يجد فوق هذه الكوة لوح رخامي حديث معلق على الجدار يحمل كتابات تذكارية باللغتين العربية والسريانية تذكر المطران عبد الأحد سمانو ريس (1879 – 1916) المدفون في هذه الكنيسة. 
    يتكون الفضاء الرئيسي للكنيسة من صحن مقبَّب (انظر البانوراما)، وهو أكبر وأوسع من مُصلى المعمودية. يتكون سقف الصحن من قبو أسطواني طويل مائل مع أقواس عرضية. تحتوي الجدران الشمالية والجنوبية على عدة منافذ مربعة. تم فتح نوافذ بأحجام مختلفة في الجدار الغربي. يفصل الجدار الشرقي الصحن عن فضاء المذبح، بمداخل صغيرة مربعة على اليمين واليسار. داخل المدخل الأيمن، توجد بقايا لما يبدو أنه عمود ربما يعود الى الهيكل القديم. هناك بوابة مقوسة للدخول الى المذبح من صحن الكنيسة (انظر البانوراما). 
    تم تزيين مذبح الكنيسة الحالي بأثاث خشبي حديث فضلاً عن صور ولوحات تظهر السيد المسيح والعذراء مريم. ومع ذلك، فأن اللوحة الرئيسية تصور قصة القديسة مهدوخت وأخويها ولقائهم مع القديس عبدا، الذي عالج شقيقها وأعادهُ الى الحياة. داخل المذبح توجد العديد من الكوات المربعة والمقوسة في الجدار الشمالي، بينما توجد العديد من الكوات المربعة في الجدران الشرقية والغربية. بعضها فيه صلبانٌ وأزهار؛ بينما البعض الأخر فيه آثار من السخام التي تشير الى ان هذه الكوّات كانت أماكن لشموع النذور. توجد العديد من مقابس الأبواب الحجرية القديمة، التي لم تعد مستعملة، داخل الكنيسة وخارجها. من المحتمل ان هذه المقابس كانت تعود الى الهيكل القديم، ويتم الاحتفاظ بها داخل الكنيسة كآثار من المبنى الأول. لم يتبق شيء من الصور التي ربما كانت تزين الكنيسة الأصلية. لدينا طابوقة واحدة منفردة – موجودة لوحدها في المنطقة المجاورة للزاوية الجنوبية الغربية للمذبح – مُزيّنة بصليب شرقي نموذجي. 
    في السنوات الأخيرة، وبأشراف المطران ربان القس، تم تجديد مبنى الكنيسة بأكمله، إذ تمت توسعةُ مدخلها الرئيسي ومداخلها الداخلية وإكساء جدرانها بالجبس الأبيض فضلاً عن إنارة مصلياتها بالكهرباء.

    هنالك نصٌّ في مدخل الكنيسة: 'كنيسة القديسة سلطان مهدوخت من الجيل [القرن] الرابع 319 ميلادية.'

     

    ونصٌّ تذكاري:

     'سراج منير وحبة خردل في كرم الرب

    المرحوم الأب

    عبد الأحد سمانو ريس

    وُلِدَ في قرية ارادن عام 1879م

    دخل معهد مار يوحنا الحبيب في الموصل 1894

    سيم كاهناً في 15 آيار 1904

    مع زميله يوسف غنيمة البطريرك

    بوضع يد البطريرك مار يوسف عمانوئيل الثاني

     قام بتشييد دير راهبات القلب الأقدس

     في ارادن 15 اب 1911

    توفي في 16 شباط 1916

    ودفن في كنيسة سلطان مهدوخت في ارادن.'

     

    يسمح لنا الحجر المكتوب الذي يٌفترض أنه كان قد تم العثور عليه داخل كنيسة القديسة سلطان مهدوخت بمعرفة تأريخ البناء وعائديته الى القرن الرابع الميلادي، وتحديداً الى الأعوام 319 – 325). على الرغم من عدم وجود اي توثيق منهجي للكنيسة، إلا أن ما مُتعارف عليه محلياً يؤكد على ان الكنيسة كانت قد بُنيت على الموقع نفسه الذي تم فيه اعدام القديسة سلطان مهدوخت مع شقيقيها. كانت القديسة وإخويها من أبناء الأمير فولار، الذي كان مسؤلاً عن إمارة دورساس في عهد الملك شابور الثاني حاكم الإمبراطورية الساسانية. في طريق عودتهم الى المنزل، سقط الشقيق الأصغر للقديسة من فوق حصانه ودخل في غيبوبة. حينها قام القديس عبدا، من قرية مجاورة، على إعادة الأمير الى الحياة. أخبر هذا الأمير إخوته عن حلمٍ رآه اثناء غيبوبته، إذ رأى أسقفاً راكعاً أمام عرش المسيح يطلب حياة الأمير. نتيجة ذلك، اعتنقت سلطان مهدوخت وإخوتها الإيمان المسيحي وطلبوا التعميد. مع وصول الخبر الى والدها، أرسل الجنود للبحث عن الأخوة الثلاثة وإعادتهم للاستجواب. بعد ثلاث سنوات، تم العثور على القديسة وأخويها في كهف بالقرب من قرية أرادن. يخبرنا التقليد أن الثلاثة كان قد تم إعدامهم على الفور ودفنوا فيما يعرف الآن بكنيسة سلطان مهدوخت. اليوم، يؤمن الكثير من الناس أن سلطان مهدوخت قد قامت بالعديد من المعجزات، بما في ذلك منح البركة للنساء غير القادرات على الحمل وشفاء العديد من المرضى. في 15 أيار من كل عام، يجتمع الناس من مختلف المعتقدات احتفاءاً بسلطان مهدوخت وعقيدتها.

    أبونا ، البير. 1985. شهداء المشرق. بغداد: مطبعة الخلود.

    شير ، أداي. 1900. كتاب سيرة أشهر شهداء المشرق القديسين. الموصل: مطبعة الدومينيكان.

    المحتوى
    Helen Malko (2016)
    تعديل المحتوى
    ماثيو بيبلز (2019)