منحوتة دربندي كَور

أسماء اخرى

دَربندي كَور

التاريخ

حوالي 2090 قبل الميلاد

تاريخ التوثيق
ربيع 2017
نوع الموقع
منحوتات صخرية و مقابر
المحافظة/المنطقة
محافظة السليمانية/سليماني
    وسائل اعلامية

    مدخل ممر داربندي كَاور

    منحوتة داربندي كَاور (مشاهد كاملة وبعيدة)

    منحوتة داربندي كَاور (مشاهد تفصيلية)

    داخل ممر داربندي كَاور (مناظر عامة)

    تضاريس ممر داربندي كَاور

    مناظر طبيعية بالقرب من داربندي كَاور

    الصور التاريخية

    تقع هذه المنحوتة الصخرية الكبيرة في دربندي گَور ('ممر الوثني') ضمن منطقة قره داغ، احدى الامتدادات الغربية لجبال زاگروس في كردستان العراق. تقع المنحوتة ضمن مضيق نَتَجَ عن مرور جدولٍ ينسابُ إلى تحت تلٍّ شديد الانحدار، وقد نُحتت عالياً في منحدر من الحجر الجيري يتميز بطبقاته الرسوبية المائلة (أنظر إلى البانوراما). إن هذا المضيق يوفِّر ممراً نوعاً ما عبر الجبل، ولكنه صخري شديد الانحدار –إنه منظر طبيعي يكاد يكون مَحَرَّماً (أو ممنوعاً (نظراً لخطورته)) بعيداً عن المستوطنات الرئيسية.

    على الرغم من ان المنحوتة، التي تصور حاكماً منتصراً، كانت قد أُرخت الى عهد الملك نرام سين الأكدي، إلا ان الآثاريين حالياً يعتقدون، استناداً إلى الأسلوب الفني، انها تعود الى سلالة اور الثالثة (اواخر الألف الثالث قبل الميلاد).

    تعد هذه المنحوتة من المنحوتات الصخرية الكبيرة الحجم، إذ يزيد ارتفاعها عن الثلاثة امتار. إن الجدار الصخري الذي نُحتت عليه غير مستوي وغير منتظم الشكل (أنظر  إلى إعادة التكوين الفوتوغرامتري)؛ تمتد الطبقات الرسوبية المموجة قطرياً عبر سطح المنحوتة التي تم وضعها بجوار تجويف صخري كبير. تم حفر وتهيئة خلفية المنحوتة في عمق واجهة الجرف لتشكل منطقة مسطحة، بالرغم من هذا فأنها ما تزال منتفخة في منطقة المركز وتميل نحو الأرض قليلاً. لقد تم نحت قمة المنحوتة الصخرية ولربما كان ذلك محاكاةً لشكل المسلات التي كانت سائدة في الشرق الأدنى القديم. في الوقت الذي قام فيه فريق مشروع توثيق اثار وتراث بلاد وادي الرافدين (MMM) في عام 2017، كان هناك إطار يحد قمة المنحوتة لحمايتها من المياه وضعته مديرية اثار السليمانية ضمن اعمال الترميم التي قامت بها في هذا الموقع.

    إن موضوع الصورة_ من الواضح أنه حاكم _ يَظهر أساساً بشكلٍ جانبي، رغم أن كَتِفَيه العريضين وجذعه ذو العضلات قد تم إظهارها بشكلٍ أمامي. إنه يخطو باتجاه اليمين وإلى الاعلى نسبةً الى المنحدر، ساقَه اليُمنى ثابتة وساقَه اليُسرى منحنية عند الرُكبة. تتجعَّد لحية الحاكم وتلتف مُشكِّلةً دوائر ملتصقة بذقنه ثم تمتد بشكل خطوط متموجة عددها 14 خط؛ وهو يرتدي قلنسوة ذات حافة مطوية. ويرتدي الحاكم ثوب او تنورة مع حزام متكون من اربعة خطوط متوازية يتدلى منها شريط عند الخصر. وتظهر على صدره قلادة وبيده سوار. يمسك بيده اليسرى قوساً يمتد عبر صدره وبيده اليمنى يمسك بسلاح اخر، ربما كان فأساً، بوضع افقي. هناك شخصان منحوتان، أصغر حجماً من الحاكم بشكلٍ ملحوظ، استلقيا في وضعيات متباعدة، ومهزومة تحت خط أرض شبه متدرج. إنهما يتميزان أساساً بتصفيفة شعرهما ذات الضفيرة الواحدة. لا توجد حدود للمنحوتة في جزئها السفلي. ونظراً لغياب نص او كتابة مصاحبة للمنحوتة، لا يمكن إرجاعها الى حاكم معين. إن تحديد تاريخ هذه المنحوتة ما يزال موضع نقاش؛ إلا إن التحليل الأيقوني والطراز يرجحان تأريخاً يعود إلى سلالة أور الثالثة (أنظر للمزيد في 'التاريخ').

    إن موضوع المنحوتة، بحاكم منتصر يدعس ضحايا أصغر حجماً، يتم مقارنته عادةً بمسلة نرام سين الشهيرة؛ إن هذه المنحوتة واحدة من عدة منحوتات صخرية مشابهة تناولت ثيمة أساسية مشابهة للحاكم المنتصر(وبضمنها، على سبيل المثال، تلك التي في دَربَندي بلولا، 50كم نحو جنوب الشرق).1 لكن، هذه المنحوتات جميعا مختلفة جداً في خواصها التشكيلية وكذلك من ناحية الطراز. إن منحوتة دَربَندي گَور هي من المنحوتات الأقرب شبهاً بمسلة نرام سين، مع ذلك يمكن ملاحظة اختلافات مهمة بينهما. من الملاحظات التي تستدعي انتباهاً خاصاً، هي إن الحاكم لا يرتدي رداء الرأس ذو القرون المخصص للآلهة.  فضلاً عن إنه لم يكن ضرورياً تصوير المنطقة في منحوتة دَربَندي گَور_ رغم إنها كانت مصوَّرة بعناية في مسلة نرام سين _ إذ إن النحات حَرَصَ على دمج النقش بالمناظر الطبيعية الواقعية. خطوة الملك الصاعدة تتبع ميلان المنحدر، في إحساس بالحركة تُعَزِّزُه ترسبات طبقات الحجر الجيري _ إنَّها خاصية أصبحت واضحة من خلال الملاحظة المباشرة للمنحوتة أثناء قيام فريق مشروع توثيق اثار وتراث بلاد وادي الرافدين (MMM) بالعمل الميداني.2 من الممكن ايضاً ملاحظة إن الشخصيتان المنحوتتان تحت أقدام الملك، واللّتان تفتقدان إلى حد أسفل، تبدوان كأنهما تتزحلقان إلى أسفل المُنحدَر.3 إن التكامل الأنيق بين الصورة والمشاهد الطبيعية ربما يكون مهماً للتأويلات الخاصة بوظيفتها. (انظر 'التأريخ').

    • 1. في هذه المنحوتات وعلاقتها بمسلة نرام سين ومع بعضها البعض، أنظر خصوصاً إلى Postgate and Roaf 1997, 150–154; Eppihimer 2019, 57–61.
    • 2. Bahrani 2017, 172; Bahrani 2018, 177–181.
    • 3. Eppihimer 2019, 62.

    إن المصادر العامة لـ'الوصف والرموز والمشاهد الفنية' هي: Debevoise 1942, 82–83; Strommenger 1963; Braun-Holzinger 2007, 149 (cat. AB 14); Marf Zamua 2007; Bahrani 2017, 170–172; Eppihimer 2019, 61–67.

    بسبب افتقار المنحوتة إلى نَص، فإن تحديد تأريخها والسُلالة التي ينتمي إليها الملك الذي تم تصويره أضحى عُرضةً للكثير من النقاش. نظراً للتشابه العام مع مسلة نرام سين، فقد كان الاعتقاد ذات مرة بأنها أكدية؛ لكن، هنالك عدد من الملامح الرمزية والشكلية تُشير إلى تأريخٍ حدث لاحقاً بشكلٍ ملحوظ (أي بعد العصر الأكدي بفترة ليست بالقصيرة) في الألفية، ضمن عصر ملوك سلالة أور الثالثة.1 إن هذه الملامح تتضمن نمط القلنسوة والمجوهرات التي يرتديها الحاكم، وكذلك النمط الشكلي للحية، ذات الشعر الملتف قرب الوجه والتي تتخذ امتداداتٍ متموجة وهي تتجه الى الأسفل. لعدد من الأسباب، رجَّحَ كثيرٌ من الباحثين ربط هذه المنحوتة بالحاكم شولگي (حكم ما بين 2047-2094 ق.م).2 مع ذلك، فإن هذا التعريف ظَلَّ مؤقتاً نظراً للوضع الحالي للدليل، كما أن احتمالية أن يكون قد نُحِتَ من قِبَل حاكم محلي قد بقيت أيضاً مفتوحة.

    دعماً لفكرة تجسيد حاكم محلي، نستطيع ملاحظة أنَّ ملوك المناطق الجبلية في شرق دجلة كانوا معروفين بنقش رسم المنحوتات الصخرية بمصطلحات رمزية متفق عليها تخص المَلَكية في وادي الرافدين (كما في مجموعة المنقوشات المعروفة في سربيل زهاب في ايران الحديثة).

    من الممكن أن تكون كما في مسلة نرام-سين، فإن منحوتة دَربَندي گەور كانت قد نُقِشَت للدلالة على معركة معينة كلحظة تذكارية؛ وملوك سلالة أور الثالثة (خاصةً شولگي) قاموا بعمل حملات عسكرية في هذا الإقليم.3 وكاحتمال بديل، فإنه من الممكن أن يَدَّعي حاكمٌ محلي النصرَ على عدو من الجوار. لكن، افتقار المنحوتة إلى نص، من ضمن عدة عوامل، يمكن أن يشير إلى تفسير أكثر عموميةً. إن رمزيتها، و حجمها الضخم، وتكاملها مع المعالم الطبيعية للمناظر الطبيعية المحيطة تُشَكِّل تصوراً عن قوة الملك مع امتدادها على هذه التضاريس الصخرية والوعرة. إن المنحوتة لا يمكن أن يُنظَر لها ببساطة على أنها صورة للدعاية، نظراً الى موقعها المنعزل. إن تجسيد حضور الملك في هذه الطبيعة الخلابة بهذه الطريقة كما لو أنها تتجاوز الزمن، فالصورة يمكن فهمها نسبةً إلى المفهوم الفلسفي للسمو.4

    • 1. في أواخر ستينات القرن العشرين (1960s)، كان معظم الباحثين يميلون إلى إرجاع تأريخ هذه المنحوتة إلى العصر الأكدي، مُتبِعين بذلك مقترحات سِدني سمِث (e.g. Strommenger 1963, 87–88). كان بوز(1973) أول من جادل بأسلوب نظامي لصالح عصر سلالة أور الثالثة، وذلك بعد مقترحٍ أكثر اختصاراً لآنتون موورگات.
    • 2. Moortgat 1967, 74 and notes 255, 347; Boese 1973, 42–48; الأحدث حالياً، Eppihimer 2019, 65.
    • 3. Boese 1973, 45–46; cf. Eppihimer 2019, 65.
    • 4. Bahrani 2018, esp. 177–181.

    في عام 1902، قام الآثاري ڤنسنت شايل بنشر ملخص، لوصفٍ سابق عن منحوتة دَربَندي گَور.1 بما أن المضيق كان يُشار إليه بـ'ممر الوثني' في عهد مصدر شايل الذي لاحظ المنحوتة عام 1895، فلا بُدَّ أنَّها كانت معروفة للسكان المحليين منذ وقتٍ طويل. في أوائل عشرينات القرن العشرين، قام سيسيل جَي إيدمونز _ الذي كان في ذلك الوقت ضابطاً في الإدارة البريطانية للعراق_ بزيارة دَربَندي گَور، وقد قام بنشر وصفه وصوره للمنحوتة عام 1925.2 من بين الباحثين الذين درسوا المنحوتة خلال القرن العشرين كان كُلٌّ من طارق مظلوم و وليد ياسين، وقد قدّما تحليلاً وصوراً في القسم العربي لمجلة سومر عام 1970.3

    • 1. Scheil 1902, 14; أنظر كذلك إلى Debevoise 1942, n. 18. إن هذه المعلومات تم تزويد شايل بها من قِبَل إيميل جاكري، وهو مهندس فرنسي عمل في خدمة الحكومة العثمانية؛ بعد رحلته التي مرَّ بها بولاية الموصل عام 1895، إذ قام جاكري بإيصال انطباعه عن منحوتة مطابقة للنصب المقصود.
    • 2. Edmonds 1925.
    • 3. مظلوم وياسين 1970، 347 (وما بعدها). واللوحات 1-4. للببليوغرافيا خلال عام 1982، أنظر إلى Börker-Klähn 1982, 137–138.

    Bahrani, Zainab. 2017. Art of Mesopotamia. New York: Thames & Hudson.

    Bahrani, Zainab. 2018. “The Phenomenal Sublime: Time, Matter, Image in Mesopotamian Antiquity.” In Time in the History of Art: Temporality, Chronology, and Anachrony, edited by Dan Karlholm and Keith Moxey, 171-183. New York: Routledge.

    Boese, Johannes. 1973. “Zur stilistischen und historischen Einordnung des Felsreliefs von Darband-i Gaur.” Studia Iranica 2: 3-48.

    Börker-Klähn, Jutta. 1982. Altvorderasiatische Bildstelen und vergleichbare Felsreliefs. Baghdader Forschungen 4. Mainz am Rhein: P. von Zabern.

    Braun-Holzinger, Eva A. 2007. Das Herrscherbild in Mesopotamien und Elam: Spätes 4. bis frühes 2. Jt. v. Chr. Münster: Ugarit-Verlag.  

    Debevoise, Neilson C. 1942. “The Rock Reliefs of Ancient Iran.” Journal of Near Eastern Studies 1 (1): 76-105. 

    Edmonds, Cecil J. 1925. “Two Ancient Monuments in Southern Kurdistan.” Geographical Journal 65 (1): 63-64.

    Eppihimer, Melissa. 2019. Exemplars of Kingship: Art, Tradition, and the Legacy of the Akkadians. Oxford: Oxford University Press. 

    مظلوم، طارق، ووليد ياسين. 1970. "التنقيبات الآثارية في منطقة السليمانية." سومر 26: 347- 359.

    عزيز زاموا، دلشاد. 2007. "منحوتة دربندي كَاور و تحليل الأدلة الفنية لتحديد فتراتها الزمنية." سوبارتو 15 (بللغة الكردية).

    Moortgat, Anton. 1967. Die Kunst des alten Mesopotamien: Die klassische Kunst Vorderasiens. Cologne: M. DuMont Schauberg.

    Postgate, J. Nicholas, and Michael D. Roaf. 1997. “The Shaikhan Relief.” Al Rāfidān 18: 143-156.

    Scheil, Vincent. 1902. Une saison de fouilles à Sippar. Mémoires publiés par les membres d’Institut français d’archéologie oriental du Caire 1. Cairo: Imprimerie de l’Institut français d’archéologie orientale.

    Strommenger, Eva. 1963. “Das Felsrelief von Darband-i Gaur.” Baghdader Mitteilungen 2: 60-88.

    المحتوى
    ماثيو بيبلز (2020)