ملف الموقع
تقع هذه المنحوتة الصخرية الكبيرة في دربندي گَور ('ممر الوثني') ضمن منطقة قره داغ، احدى الامتدادات الغربية لجبال زاگروس في كردستان العراق. تقع المنحوتة ضمن مضيق نَتَجَ عن مرور جدولٍ ينسابُ إلى تحت تلٍّ شديد الانحدار، وقد نُحتت عالياً في منحدر من الحجر الجيري يتميز بطبقاته الرسوبية المائلة (أنظر إلى البانوراما). إن هذا المضيق يوفِّر ممراً نوعاً ما عبر الجبل، ولكنه صخري شديد الانحدار –إنه منظر طبيعي يكاد يكون مَحَرَّماً (أو ممنوعاً (نظراً لخطورته)) بعيداً عن المستوطنات الرئيسية.
على الرغم من ان المنحوتة، التي تصور حاكماً منتصراً، كانت قد أُرخت الى عهد الملك نرام سين الأكدي، إلا ان الآثاريين حالياً يعتقدون، استناداً إلى الأسلوب الفني، انها تعود الى سلالة اور الثالثة (اواخر الألف الثالث قبل الميلاد).
وسائل اعلامية
الوصف و الرموز و المشاهد الفنية
إن المصادر العامة لـ'الوصف والرموز والمشاهد الفنية' هي: Debevoise 1942, 82–83; Strommenger 1963; Braun-Holzinger 2007, 149 (cat. AB 14); Marf Zamua 2007; Bahrani 2017, 170–172; Eppihimer 2019, 61–67.
التاريخ
بسبب افتقار المنحوتة إلى نَص، فإن تحديد تأريخها والسُلالة التي ينتمي إليها الملك الذي تم تصويره أضحى عُرضةً للكثير من النقاش. نظراً للتشابه العام مع مسلة نرام سين، فقد كان الاعتقاد ذات مرة بأنها أكدية؛ لكن، هنالك عدد من الملامح الرمزية والشكلية تُشير إلى تأريخٍ حدث لاحقاً بشكلٍ ملحوظ (أي بعد العصر الأكدي بفترة ليست بالقصيرة) في الألفية، ضمن عصر ملوك سلالة أور الثالثة.1 إن هذه الملامح تتضمن نمط القلنسوة والمجوهرات التي يرتديها الحاكم، وكذلك النمط الشكلي للحية، ذات الشعر الملتف قرب الوجه والتي تتخذ امتداداتٍ متموجة وهي تتجه الى الأسفل. لعدد من الأسباب، رجَّحَ كثيرٌ من الباحثين ربط هذه المنحوتة بالحاكم شولگي (حكم ما بين 2047-2094 ق.م).2 مع ذلك، فإن هذا التعريف ظَلَّ مؤقتاً نظراً للوضع الحالي للدليل، كما أن احتمالية أن يكون قد نُحِتَ من قِبَل حاكم محلي قد بقيت أيضاً مفتوحة.
دعماً لفكرة تجسيد حاكم محلي، نستطيع ملاحظة أنَّ ملوك المناطق الجبلية في شرق دجلة كانوا معروفين بنقش رسم المنحوتات الصخرية بمصطلحات رمزية متفق عليها تخص المَلَكية في وادي الرافدين (كما في مجموعة المنقوشات المعروفة في سربيل زهاب في ايران الحديثة).
من الممكن أن تكون كما في مسلة نرام-سين، فإن منحوتة دَربَندي گەور كانت قد نُقِشَت للدلالة على معركة معينة كلحظة تذكارية؛ وملوك سلالة أور الثالثة (خاصةً شولگي) قاموا بعمل حملات عسكرية في هذا الإقليم.3 وكاحتمال بديل، فإنه من الممكن أن يَدَّعي حاكمٌ محلي النصرَ على عدو من الجوار. لكن، افتقار المنحوتة إلى نص، من ضمن عدة عوامل، يمكن أن يشير إلى تفسير أكثر عموميةً. إن رمزيتها، و حجمها الضخم، وتكاملها مع المعالم الطبيعية للمناظر الطبيعية المحيطة تُشَكِّل تصوراً عن قوة الملك مع امتدادها على هذه التضاريس الصخرية والوعرة. إن المنحوتة لا يمكن أن يُنظَر لها ببساطة على أنها صورة للدعاية، نظراً الى موقعها المنعزل. إن تجسيد حضور الملك في هذه الطبيعة الخلابة بهذه الطريقة كما لو أنها تتجاوز الزمن، فالصورة يمكن فهمها نسبةً إلى المفهوم الفلسفي للسمو.4
- 1. في أواخر ستينات القرن العشرين (1960s)، كان معظم الباحثين يميلون إلى إرجاع تأريخ هذه المنحوتة إلى العصر الأكدي، مُتبِعين بذلك مقترحات سِدني سمِث (e.g. Strommenger 1963, 87–88). كان بوز(1973) أول من جادل بأسلوب نظامي لصالح عصر سلالة أور الثالثة، وذلك بعد مقترحٍ أكثر اختصاراً لآنتون موورگات.
- 2. Moortgat 1967, 74 and notes 255, 347; Boese 1973, 42–48; الأحدث حالياً، Eppihimer 2019, 65.
- 3. Boese 1973, 45–46; cf. Eppihimer 2019, 65.
- 4. Bahrani 2018, esp. 177–181.
المطبوعات المبكرة
في عام 1902، قام الآثاري ڤنسنت شايل بنشر ملخص، لوصفٍ سابق عن منحوتة دَربَندي گَور.1 بما أن المضيق كان يُشار إليه بـ'ممر الوثني' في عهد مصدر شايل الذي لاحظ المنحوتة عام 1895، فلا بُدَّ أنَّها كانت معروفة للسكان المحليين منذ وقتٍ طويل. في أوائل عشرينات القرن العشرين، قام سيسيل جَي إيدمونز _ الذي كان في ذلك الوقت ضابطاً في الإدارة البريطانية للعراق_ بزيارة دَربَندي گَور، وقد قام بنشر وصفه وصوره للمنحوتة عام 1925.2 من بين الباحثين الذين درسوا المنحوتة خلال القرن العشرين كان كُلٌّ من طارق مظلوم و وليد ياسين، وقد قدّما تحليلاً وصوراً في القسم العربي لمجلة سومر عام 1970.3
- 1. Scheil 1902, 14; أنظر كذلك إلى Debevoise 1942, n. 18. إن هذه المعلومات تم تزويد شايل بها من قِبَل إيميل جاكري، وهو مهندس فرنسي عمل في خدمة الحكومة العثمانية؛ بعد رحلته التي مرَّ بها بولاية الموصل عام 1895، إذ قام جاكري بإيصال انطباعه عن منحوتة مطابقة للنصب المقصود.
- 2. Edmonds 1925.
- 3. مظلوم وياسين 1970، 347 (وما بعدها). واللوحات 1-4. للببليوغرافيا خلال عام 1982، أنظر إلى Börker-Klähn 1982, 137–138.
مراجع مختارة
Bahrani, Zainab. 2017. Art of Mesopotamia. New York: Thames & Hudson.
Bahrani, Zainab. 2018. “The Phenomenal Sublime: Time, Matter, Image in Mesopotamian Antiquity.” In Time in the History of Art: Temporality, Chronology, and Anachrony, edited by Dan Karlholm and Keith Moxey, 171-183. New York: Routledge.
Boese, Johannes. 1973. “Zur stilistischen und historischen Einordnung des Felsreliefs von Darband-i Gaur.” Studia Iranica 2: 3-48.
Börker-Klähn, Jutta. 1982. Altvorderasiatische Bildstelen und vergleichbare Felsreliefs. Baghdader Forschungen 4. Mainz am Rhein: P. von Zabern.
Braun-Holzinger, Eva A. 2007. Das Herrscherbild in Mesopotamien und Elam: Spätes 4. bis frühes 2. Jt. v. Chr. Münster: Ugarit-Verlag.
Debevoise, Neilson C. 1942. “The Rock Reliefs of Ancient Iran.” Journal of Near Eastern Studies 1 (1): 76-105.
Edmonds, Cecil J. 1925. “Two Ancient Monuments in Southern Kurdistan.” Geographical Journal 65 (1): 63-64.
Eppihimer, Melissa. 2019. Exemplars of Kingship: Art, Tradition, and the Legacy of the Akkadians. Oxford: Oxford University Press.
مظلوم، طارق، ووليد ياسين. 1970. "التنقيبات الآثارية في منطقة السليمانية." سومر 26: 347- 359.
عزيز زاموا، دلشاد. 2007. "منحوتة دربندي كَاور و تحليل الأدلة الفنية لتحديد فتراتها الزمنية." سوبارتو 15 (بللغة الكردية).
Moortgat, Anton. 1967. Die Kunst des alten Mesopotamien: Die klassische Kunst Vorderasiens. Cologne: M. DuMont Schauberg.
Postgate, J. Nicholas, and Michael D. Roaf. 1997. “The Shaikhan Relief.” Al Rāfidān 18: 143-156.
Scheil, Vincent. 1902. Une saison de fouilles à Sippar. Mémoires publiés par les membres d’Institut français d’archéologie oriental du Caire 1. Cairo: Imprimerie de l’Institut français d’archéologie orientale.
Strommenger, Eva. 1963. “Das Felsrelief von Darband-i Gaur.” Baghdader Mitteilungen 2: 60-88.