منحوتة دربندي بلولا

    ملف الموقع

    توجَد منحوتة دربندي بلولا إلى الشرق من قرية بلولا الحديثة، قرب الحدود الإيرانية وتبعد حوالي 80 كم جنوب شرق السليمانية. تقع القرية مباشرةً تحت  سلسلة أقصى الغرب لجبال زاگروس، القرة داغ؛ وبشكلِ أكثر تحديداً، فإنها تقع على امتداد نهر عبّاسان/هوّاسان ، وهو رافد ديالى، في نقطة التقائه بجدول ينحدر من جبل بامو إلى الشرق. إن المضيق الذي حُفِرَ بواسطة هذا الجدول يوفِّر ممرّاً جبلياً، وإن المنحوتة _مع الكتابة المسمارية المصاحبة لها_ تم عرضها على تشكيل صخري بارز يقع أعلى جهته المنحدرة (أنظر إلى البانوراما). يرجع تأريخها إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد (العصر البابلي القديم)، وهي تُصوِّر شخصية ذَكَرٍ مُسلَّح يقف مُنتصِراً فوق اثنين من الضحايا الأصغر حجماً.

    الوجه الجنوبي لممر بلولا (منطقة تشمل التضاريس)

    الوجه الجنوبي لممر بلولا (مناظر عامة)

    الوجه الشمالي لممر بلولا

    تفاصيل داخل ممر بلولا

    منظر طبيعي شرق ممر بلولا

    منظر طبيعي غرب ممر بلولا

    منظر طبيعي شمال ممر بلولا

    الصور التاريخية

    الصور التكميلية

    إن المنحوتة قد نُقِشَت في واجهة المنحدر حوالي 250 م فوق مستوى الأرض (أنظر إلى إعادة التكوين الفوتوغرامتري). إن فسحة التشكيل هي تقريباً مستطيلة، وبأبعاد تقريبية حوالي 83 سم عرضاً و90 سم ارتفاعاً. إن الموضوع الأساسي للمشهد يتمثل بشخصية ذكر يمشي ويتجه نحو اليمين (نحو مدخل المضيق). إن الشخص المنحوت غير الملتحي، الذي يمكن تخمينه على أنّه حاكم محلي، يرتدي تنورة ذات شراشيب مع حزام. إنه يرتدي قُلُنسوة ورداء رأس (cap and a fillet)، فضلاً عن قلادة ذات حُلية مستديرة مُتَدَلِّية حول رقبته. يحمل الحاكم عِدَّة أسلحة: إنَّه يحمل خِنجراً أو فأساً حجرياً في يده اليمنى وقوساً في يده اليُسرى، بينما يَتَدلّى فأسٌ معدني ذو عصاً مستقيمة من حِزامِه. وخلفه تقف بشكلٍ مستقيم جعبةُ سهامِه.

    يظهر الحاكم وهو يُسَيطر على ذَكَرَين اثنين أصغر حجماً، اللّذَين تم عرضهما في المنحوتة بشكلٍ أكثر تبسيطاً من شكل الحاكم في المنحوتة. لقد ظهرا بدون حَلقِ ذَقنَيهِما وبشعرٍ قصيرٍ جداً أو بقُلُنصوات، ومن المحتمل أن يكونا مُرتَدِيَين تنورَتَين أو ربما تونيكَين (والتونيك هو رداء يشبه رداء كهنة المعابد) (وهو ما يشير إليه الخط على امتداد افخاذِهِما). أحدهما يتهاوى إلى الخلف، تحت قدم بطل المشهد الأمامية وهي تدعسه. أما الآخر، فقد وُضِعَ على حافة نوعاً ما وقد تم تحديدها من خلال عدم انتظامها في مساحة المنحوتة، وقد تم إظهار ثاني هذين الشخصين الصغيرين (الأسيرين) راكِعاً تلميحاً لطلب الرحمة.

    تَشغَل الكتابة الحافة أقصى اليمين للمنحوتة، خلف الضحية الراكع. لقد وُضِعَت (أي الكتابة) ضمن لوح مستطيل عمودي الإتجاه حوالي 35 سم ارتفاعاً و7 سم عرضاً. إنّ اللوحَ مُقَسّمٌ إلى أربعة أعمدة؛ لقد ضمت الصفوف الثلاثة العُليا أحرفاً مسمارية، بينما تُرِكَ الصفُّ الأسفل فارغاً (أنظر إلى المزيد في 'النصوص').

    لقد قورِنَت المنحوتة بمسلة نرام سين الشهيرة لكنها في الواقع مختلفة عنها كتكوين. إنّها واحدة من عِدّة منحوتات نُقِشَت في الصخر ضمن مناطق الجوار بشكل عام، بضمنها تلك التي في دَربَندي گور، فضلاً عن المجموعة الموجودة في سربيل زهاب في إيران الحديثة.

    بما إن النَص لم يحفظ إسماً لشخصية تاريخية يمكن تشخيصها (أو تحديدها)، فلا يمكن تحديد الحاكم/النظام الحاكم الذي تتعلق المنحوتة به، ولا تأريخ المنحوتة على وجه الدقة. إن طراز الصورة والكتابة هما أهم المعايير التي يستعملها الباحثون في سَعيهم لتحديد تأريخ؛ لقد تبايَنَت المقترحات من العصر الأكدي إلى العصر البابلي القديم أو الوسيط. لكن، الدليل الرمزي والكتابي يبدو وكأنّه يُرَجِّح التأريخ الذي في نهاية هذا المدى، ألا وهو العصر البابلي القديم.1

    • 1. تم مناقشة موضوع تحديد التأريخ بالعصر البابلي القديم أو الوسيط في Calmeyer 1975 ؛Farber 1975؛ وتأريخ أكثر تحديداً (إن كان بمبدئياً (لم يتم التأكد منه بعد)بالعصر البابلي القديم في Postgate and Roaf 1997, 148, 154.)

    إن المصادر العامة لـ'الوصف و الرموز و المشاهد الفنية': Berger 1892؛ Herzfeld 1941, 186–187؛ Debevoise 1942, 81–82؛ Calmeyer 1975؛(Börker-Klähn 1982, 139–140 (no. 33؛ Postgate and Roaf 1997.

    إن النص تالف وكذلك صعب الترجمة، ولا توجد هناك قراءة مُوَحّدة متفقٌ عليها للنص بأكمله (أنظر إلى الرسم).1

    يُشير السطر الأول إلى نَسَبِ حاكمٍ لم يعُد بالإمكان قراءة اسمه. يصِف السطر الثاني خَلقَهُ لصورة وأماكن لعنةٌ على كل من يؤذيها. يبدو أن السطر الثالث هو استكمالٌ للَّعنة، مُستَدعياً الآلهة شَمَش وأَدَد. يبدو أن الحروف يعود تأريخها إلى العصر البابلي القديم، مع بعض السمات القديمة جداً وبعض الأشكال الأخرى الأكثر حداثةً (أي نسبةً لفترة العصر البابلي القديم)2.

    • 1. أنظر إلى اللمحات العامة في Calmeyer 1975؛ Farber 1975؛ Börker-Klähn 1982, 139–140 (no. 33)؛ Postgate and Roaf 1997, 146–148.
    • 2. اقترح Herzfeld (1941, 186) إن النص قد أُضيف إلى المنحوتة لاحقاً بعد نحتها (at a date subsequent to its creation)؛ لكن هذا الاقتراح تم رفضه من قِبَل الباحثين الذين جاؤوا بعده (أنظر الى الملاحظة السابقة).

    إن النَص المُصاحِب لمنحوتة دَربَندي بلولا يحتفظ فقط بتلميحات عن اسم الحاكم المسؤول عنها، وهذا لا يُتيح تعريفَه بـ (أو مُطابقته مع) أي أحد من الشخصيات التاريخية المعروفة. إن الحجم الصغير للمنحوتة، وطرازها الإقليمي، يبدو وكأنّه يشير إلى كونِهِ حاكماً محلياً أكثر من كونه إمبراطوراً أو أنها جاءت نتيجةً لتكليف1.

    إن الغرض من هذه المنحوتة ليس واضحاً. إن موضوع المنحوتة يصلح بالتأكيد للاحتفاء بذكرى انتصارٍ عسكري، لكن بغياب الدليل التاريخي، فإن دَلالَتَها المقصودة تبقى صعبة التحديد.2 إن موضعها ضمن المناظر الطبيعة يُثير أسئلةً مُحَيِّرة حول وظيفتها. بينما كانت موضوعةً على امتداد الممر الجبلي، فإن هناك شكٌّ بأنَّه قد كان طريقاً متميزاً؛ فضلاً عن ذلك، فإنّ حجم المنحوتة الصغيرة نسبياً، الموضوعة على ارتفاع عالٍ هكذا، قدَّمَها (وخاصةً النَص المصاحِب لها) على أنَّها بالكاد يمكن قراءَتَها من قِبَل المارين بها. هنالك عددٌ من المنحوتات التي تم توقيعها بشكل مشابه، موحيةً بذلك بأن مسألة وضوحها للمارّة لم تكُن أولويةً أساسية.

    • 1. قارن مع Börker-Klähn 1982, 140; Postgate and Roaf 1997, 154.
    • 2. إقترح ( Postgate and Roaf (1997, 146 إحياء ذكرى إنتصار الناس (أو الشعب) على قوة غزو في هذا الموقع.

    بعد فترة قصيرة من مروره بهذا الموقع عام 1836، قام هنري رولنسون بنشر تعليقٍ مختصرٍ عن منحوتة دَربَندي بلولا ('شَيخان')، مُقارناً التشكيل بالنمط الشكلي للحاكم المنتصر الذي كان شائِعاً تواجدهُ على الأختام الأسطوانية وقد وضع ملاحظةً تلخيصية للنَص المسماري.1 وقد أجرى ليون بيرگَر عام 1890 اختباراً عن كَثَب ورسوماتٍ للمنحوتة و النَص؛ ولقد أُجرِيَت دراسة مشابهة من قِبَل جاك دو مورگان و ڤنسنت شايل في السنة التي تَلَتها2. في عام 1923، قام إيرنست هرتزفيلد بزيارة الموقع وتأشير موضع المنحوتة في خارطته الأثرية للمنطقة عام 1924.3 قام سيسِل جَي. إدموندز، الضابط في الإدارة البريطانية في العراقية، بدراسة الموقع عام 1926 وقد نَشَر وثيقةً مُصَوّرةً مُبَكِّرة للمنحوتة (أنظر إلى الصورة التاريخية )4.

    • 1. Rawlinson 1839, 31–32.
    • 2. Berger 1892; de Morgan and Scheil 1893.
    • 3. Herzfeld 1924, Sheet 2; Herzfeld 1926, 228.
    • 4. Edmonds 1928; قارن مع  Edmonds 1966, 159–160.

    Berger, Léon. 1892. “Sculpture rupestre de Chéïkh-khân.” Revue d’Assyriologie et d’archéologie orientale 2 (4): 115-120. 

    Börker-Klähn, Jutta. 1982. Altvorderasiatische Bildstelen und vergleichbare Felsreliefs. Baghdader Forschungen 4. Mainz am Rhein: P. von Zabern.

    Calmeyer, P. 1975. “Hūrīn Šaihān.” In Reallexikon der Assyriologie und Vorderasiatischen Archäologie, edited by Dietz Otto Edzard, et al. Vol. 4: 504-505.

    De Morgan, Jacques, and Vincent Scheil. 1893. “Les deux stèles de Zohâb.” Recueil de travaux relatifs à la philologie et à l'archéologie égyptiennes et assyriennes 14: 100-105.

    Debevoise, Neilson C. 1942. “The Rock Reliefs of Ancient Iran.” Journal of Near Eastern Studies 1 (1): 76-105. 

    Edmonds, Cecil J. 1928. “Two More Ancient Monuments in Southern Kurdistan.” Geographical Journal 72 (2): 162-163. 

    Edmonds, Cecil J. 1966. “Some Ancient Monuments on the Iraqi-Persian Boundary.” Iraq 28 (2): 159-163.

    Farber, Walter. 1975. “Zur Datierung der Felsinschrift von Šaih-hān.” Archäologische Mitteilungen aus Iran (n.F.) 8: 47-50.

    Herzfeld, Ernst. 1924. Paikuli: Monument and Inscription of the Early History of the Sasanian Empire. Berlin: D. Reimer & E. Vohsen.

    Herzfeld, Ernst. 1926. “Reisebericht.” Zeitschrift der Deutschen Morgenländischen Gesellschaft (n.F.) 80: 225-284. 

    Herzfeld, Ernst. 1941. Iran in the Ancient East. London: Oxford University Press.

    Herzfeld, Ernst. 1968. The Persian Empire: Studies in Geography and Ethnography of the Ancient Near East. Wiesbaden: F. Steiner.

    Postgate, J. Nicholas, and Michael D. Roaf. 1997. “The Shaikhan Relief.” Al Rāfidān 18: 143-156.

    Rawlinson, Henry. 1939. “Notes on a March from Zoháb, at the Foot of Zagros, along the Mountains to Khúzistán (Susiana), and from Thence through the Province of Luristan to Kirmánsháh, in the Year 1836.” Journal of the Royal Geographical Society of London 9: 26-116.

    المحتوى
    ماثيو بيبلز (2019)