نصب بيكولي

    ملف الموقع

    تم بناء النصب التذكاري بيكولي، الذي يعود تاريخه إلى العصر الساساني، على تلٍ جنوب ممر يحمل نفس الاسم، والذي يمر عبر سلسلة قره داغ في جبال زاگروس الغربية (انظر البانوراما). كان الممر في العصر الساساني جزءًا من طريق استراتيجي يمر من العاصمة الإمبراطورية طسيفون إلى سهل شهرزور (حيث تقع مدينة السليمانية الحديثة) وإلى أقصى الشمال، مقاطعة أبوربادغان الجبلية (المنطقة الشمالية الغربية من منطقة إيران الحالية وأذربيجان الإيرانية)، ويمتد الممر بالقرب من الحدود بين محافظتي كرماغان (التي تضم الكثير من كردستان العراق الحديثة) وأشوريستان (قلب بلاد وادي الرافدين التي تنتمي إليها طسيفون).1[1] اليوم توجد بقايا الهيكل المنهار على بعد 16 كم غرب مدينة دربند خان على بعد 100 كم جنوب السليمانية.
    وقد قام الإمبراطور نارسيه (حكم من 293 إلى 302م) ببناء النصب المزين بنص طويل للاحتفال بذكرى اعتلائه العرش الإمبراطوري. ويشير النص إلى أن النصب كان موجودًا في المكان الذي اجتمع فيه نبلاء الإمبراطورية وعظمائها لمقابلة نارسيه وإعلان دعمهم لمزاعمه مقابل مزاعم ابن أخيه العظيم بهرام الثالث.

    • 1. في الموقع الجغرافي ليبيكولي انظر الى سيريتي، ترييبلي وتيليا 2015.

    النُصب من جهة الغرب / الجنوب الغربي

    النصب من جهة الشرق

    النصب من جهة الشمال / الشمال الغربي

    النصب من جهة الجنوب / الجنوب الشرقي

    المنحدرات المحيطة والحجارة الساقطة

    باركال (مستوطنة شرق بيكولي)

    الصور التاريخية

    الصور التكميلية

    تعرض نصب بيكولي للانهيار منذ فترة طويلة ولم يتبق منه سوى جزء بسيط من ارتفاعه الأصلي. ومع ذلك، فإن الأدلة الأثرية كافية لإعادة رسم النصب على الورق، وهو ما قام به إرنست هرتسفيلد لأول مرة في عشرينيات القرن الماضي (انظر الرسم الخاص به)، ومنذ ذلك الحين واصل العلماء تنقيح التفسير للبيانات الأثرية.

    للنصب شكل مكعب في مخططه، قياسه حوالي 8 × 8 متراً في قاعدته، وقد كان مبنياُ من صلب احجار غير متجانسة أما الواجهة فكانت من أحجار مربعة الشكل مقطعة بدقة والعديد منها يحتوي على كتابات، لكنها سقطت كلها. وما تزال العديد من قطعه المواجهة للسهل متناثرة فوق سفح التل. والقطع ذات الكتابات موجودة الان في متحف السليمانية/ سليماني (كذلك بعض القطع ذات الصور في واجهتها الأمامية. انظر أدناه). وتمكن هرتسفيلد من تقريب شكل النصب من توزيع القطع كما اكتشفها في الموقع (انظر المخطط). وعندما كان يعيد تخطيط النصب، أخذ في اعتباره أيضًا هياكل مماثلة - خاصة برج الأخمينية في كعبة زوردوست، والذي أضيف إليه نصٌّ من قبل والد نارسيه.1 إن الارتفاع الأصلي للنصب التذكاري غير مؤكد، لكن افتراض هرتسفيلد نسبة 3: 2 (ارتفاع:عرض) يجعله بارتفاع 12 م. وهناك صفان من الكتل البنائية مرسومان بشكل هندسي في الجزء العلوي: صف علوي من الكتل المتدرجة (يتكون كل منها من أربع درجات) وأسفله صف من الاشكال المجوفة (انظر الرسم التخطيطي2) . تحدد الزوايا الأربع أعمدة من طراز ثلاثة أرباع، بقطر 31.5 سنتميتراً، تستقر قواعدها المصممة على شكل جرس على منصة بارزة قليلاً.3 ولا يوجد أثر لأي نوع من القوالب، مثلا إطار للكتابة.

    يتضح من توزيع الكتل الساقطة، والتي تحتوي على كتابات، بأن النص المكتوب باللغتين الفارسية الوسطى والفرثية قد احتل العرض الكامل للجانبين الغربي والشرقي للنصب على التوالي. وكانت هناك 8-7 مسارات للكتابة على كل جانب، وكل منها مكون من عدة أسطر. كانت المسارات تتنقل من زاوية إلى أخرى وتمتد على ما يبدو، في بعض الأماكن على الأقل، إلى أعمدة الزاوية.4 وقد استدل هرتسفيلد من النص المكتوب بحروف صغيرة الى أن سطوره النهائية كانت موضوعة في مستوى نظر العين، إذا كان مقروءاً. وهذا من شأنه أن يضع صفوفه السفلية مباشرة فوق المنصة (انظر المزيد في قسم 'النصوص').

    على جانبي النصب، تم اكتشاف أربع كتل حجرية ذات تماثيل نصفية منقوشة بشكل بارز تعود لشخصية ملكية، يُفترض أن يكون نارسيه نفسه. وعلى الأغلب، أعاد هرتسفيلد وضعها فوق النص المكتوب، تقريبًا في منتصف كل جدار. ومع ذلك، فقد لوحظ منذ ذلك الحين أن نظام التثبيت المستخدم خلف اثنين من التماثيل النصفية يختلف عنه في التمثالين الآخرين، مما قد يشير إلى تباين في مواضعها.5
    كما تم اكتشاف تمثال نصفي خامس مجزأ، منحوت بالكامل في الشكل الدائري، بين الأنقاض. ومن غير الواضح كيف، او فيما إذا، تم دمجه في الشكل المعماري للنصب.6

    يصور كل من التماثيل النصفية الأربعة البارزة ملكاً ساسانياً ومن الواضح أنه نفسه في تلك التماثيل المنحوتة. يرتدي الملك التاج الإمبراطوري المميز الذي يعلوه نقش دائري لأزهار. وينسدل شعره في أربع ضفائر على كلا الجانبين تحيطها شراشيب إكليله، ويرتدي عقدًا من اللؤلؤ وأقراطًا، ورُسمت لحيته بشكل حلقة. ويظهر التمثال النصفي الخامس أن الملك مزين بنفس الطريقة.7 ويمكن مطابقة العديد من الميزات الأيقونية الأكثر تحديدًا، والتي تم رسمها في جميع التماثيل النصفية الخمس، مع صور نرسيه المسكوكية وتمثيله في مشهد التنصيب في موقع نقش رستم.8

    لابد أن المكونات المعمارية والأيقونية للهيكل قد شكلت بمجموعها نصبًا تذكاريًا رائعًا للأحداث المسجلة في النص لصعود نارسيه إلى العرش. كما تم التكهن بأن له وظيفة طقسية أخرى، إذ كان هرتسفيد قد طرح إحتمالية وجود درج متكامل.9 وبينما لا يوجد دليل أثري عليه إلا إنه يمكن الاستشهاد بمقارنات متزامنة تدعمه. علاوة على ذلك، يصف النص النصب التذكاري بشكل يوحي ضمنيا انه كان متدرجاً (سواء الهيكل أو قاعدة التمثال). وقد تم التكهن مؤخرًا بأن الهيكل كان مبنيًا على قاعدة يقف عليها الملك الساساني لمخاطبة الجمهور وتلقي المديح، وهذا يتماشى مع فكرة أن التزكية لملكية نارسيه حدثت في بيكولي (انظر قسمي 'النصوص' و 'التاريخ'). ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الهيكل يؤدي أي دور طقسي يتجاوز وظيفته كنصب تذكاري.

    • 1. هرتسفيلد 1924 , 1-8 . هنا يشير أيضًا إلى البرج المربع في طاق جيرا.
    • 2. حسب ملاحظات هرتسفيلد (1924 , 6) ، كان هذا الشكل سائدًا في التقليد المعماري لبلاد ما بين النهرين. يقترح أن بيكولي يشكل رابطًا بين النسخ الإسلامية اللاحقة والرافدينية للتصميم.
    • 3. تم التعرف على أجزاء من قواعد الأعمدة الجرسية هذه بعد زمن هرتسفيلد. قد يشير وجودهما إلى أن المنصة تم تصويرها بشكل أكثر أهمية مما كانت عليه في إعادة تصميم هرتسفيلد (انظر سريتي وتربيلي  2012 , 85 ).
    • 4. قواعد الأعمدة التي تم تحديدها مؤخرًا مرسومة بمحاذاة الكتابة الرئيسية (انظر الملاحظة السابقة).
    • 5. تريبيلي وتيليا 2016 ,422  .
    • 6. أعتبره هرتسفيلد (1924 , 3)  قطعة مهجورة غير مستخدمة في النصب التذكاري. ومع ذلك، قد تشير جودته العالية إلى أنه تم استخدامها بالفعل بطريقة ما. انظر المناقشة في كوليفا وتريبيلي 2017 .
    • 7. تم تحديد نقوش نباتية علوية في التمثال النصفي الخامس بعد زمن هرتسفيلد (تريبيلي وتيليا 2016 ,423   والشكل 5). يبلغ ارتفاع أقسام التمثال النصفي والجزء العلوي منه مجتمعة مترين تقريبًا. لابد أن التمثال أطول إلى حد ما، نظرًا للكسر عند حافته السفلية.
    • 8. فضلاً عن ذلك، تم مؤخرًا تحديد آثار لنقوش أزهار (ربما نوع أكانتوس) على أحد التماثيل النصفية، والتي تتطابق مع النقش في عملة نارسيه  (انظر تريبيلي وتيليا 2016 ,423   والشكل 4).
    • 9. هرتسفيلد 1924 , 6.

    المصادر العامة ل'الوصف والرموز والمشاهد الفنية':   

    Herzfeld 1924, 1–10; Cereti and Terribili 2012, 84–87; Terribili and Tilia 2016, 419–423.

     

    ربما اشتهر نصب بيكولي التذكاري بنصه الطويل، وهو يعد أحد المصادر الرئيسية المهمة للتاريخ المبكر للإمبراطورية الساسانية. ونظراً لتفكك النص وانهيار النصب، فقد شكلت عملية ترجمته تحديًا هائلاً للعلماء امتدت على مدى قرن وهي مستمرة حتى يومنا هذا. وضع هنري رولينسون الأساس عام 1844 من خلال رسم 32 قطعة من الكتل المكتوبة، وقام بتمرير الرسومات إلى إي. توماس الذي نشر بدوره أول نسخة مبدئية.1 ومع ذلك، فإن إرنست هرتسفيلد هو أول من قام بترجمة منهجية، حيث حلل توزيع الكتل كما سقطت ليشير إلى وجود نسختين من نفس النص على كلا الجانبين: الفارسية الوسطى ('فارسية') في الغرب، والفرثية ('بهلوي') في الشرق (انظر الصور التاريخية للكتل النموذجية من الغرب و الشرق).

    أكد باحثون حديثون أن هرتسفيلد كان أيضًا محقًا بشكل عام في إعادة بنائه لترتيب الكتل ذات الكتابات. شغل تصميم النص ثماني مسارات للنسخة الفارسية الوسطى وسبعة للبارثية. والنص مكتوباً بشكل بارز ويختلف حجم الحرف فيه باختلاف المسار. وتكون الخطوط اللاحقة في المسارات السفلية، والتي من المفترض أن تكون حول مستوى النظر، بحجم أصغر (الأحرف حوالي 30-40 ملم)، والأسطر السابقة الموضوعة بمسار أعلى، وبالتالي تبعد أكثر عن النظر، تكون أكبر (الأحرف حوالي 50-60 ملم).

    توجد فجوات عديدة في كل نسخة من النص في فترة هرتسفيلد، نصف القطع المكتوبة تقريبًا. ومع ذلك، من الواضح أن النصين يعملان بشكل متوازٍ وهو ما سمح لهرتسفيلد بالتعويض إلى حد ما عن الثغرات الموجودة في كل جانب.

    كانت دراسة هرتسفيلد خطوة حاسمة في توضيح محتوى النص، لكن العلماء أجروا عددًا من التنقيحات على قراءاته. علاوة على ذلك، ظهرت قطع جديدة - 30 منها في فترة هرتسفيلد - لم يتم تضمينها في الدراسة عام 1924. وظهرت العديد من هذه الإضافات في ترجمة هيلمت همباك وبرودز سكيرفو (1978-1983)، والتي ما  تزال تعد النسخة المرجعية. واستمر العلماء في ملء الفجوات إذ تم الكشف عن المزيد من القطع - أكثر من 20 قطعة بدءاً من عام 2020 .2

    يقدم النص رواية نارسيه للأحداث التي اعتلى بها العرش الساساني، جنبًا إلى جنب مع فقرات تمهيدية وختامية. 
    الملخص التالي يعتمد بشكل رئيسي على ترجمة همباك وسكيرفو.3

    يقدم نارسيه نسبه الخاص به وفقًا للنصوص الملكية للاتفاقيات الساسانية، ويذكر تشييد النصب التذكاري. بعد هذه المقدمة، ينتقل النص إلى سرد الأحداث التي أدت إلى تتويج نارسيه. تبدأ بوفاة ابن شقيقه، بهرام الثاني، وتتويج ابنه بهرام الثالث على يد الحاكم النبيل وهنام. بعد ذلك، اجتمع في المجلس مجموعة من نبلاء معارضين وكتبوا إلى نارسيه طالبين منه مغادرة أرمينيا (الدولة التابعة التي كان يحكمها نيابة عن ابن أخيه) والإطاحة بالمغتصبين وأخذ مكانه الشرعي على العرش الإمبراطوري.

    وبالفعل، انطلق نارسيه إلى طسيفون وأرسل عرضًا للهدنة إلى بهرام ووهنام، فضلاً عن إشعار مسبق للنبلاء بأنه سيقبل عرضهم. تم العثور على مقطع مهم في السطر 32، يروي فيه أنه أثناء عبوره إلى المناطق الفارسية التقى نارسيه وأتباعه في 'المكان الذي تم فيه إنشاء هذا النصب'. يُفترض أن هذا الاجتماع هو سبب اختيار بيكولي موقعاً للنصب التذكاري.

    في غضون ذلك، حشد وهنام وبهرام دعم وجهاء آخرين وانطلقوا في حملتهم ضد نارسيه. لكن قواتهم بدأت بالفرار لصالح نارسيه. في ذاك الوقت، كتب نارسيه رسالة يوجه فيها اللوم إلى بهرام بسبب استيلائه غير اللائق على العرش.
    واستسلم بهرام، وعلى اثر ذلك أدرك وهنام أن قضيته ضاعت فهرب لكن تم أسره من قبل حزب أرسله نارسيه. كما أن نارسيه عاقب أكثرية المتمردين.

    ثم يعود النص إلى المراسلات بين نارسيه والنبلاء المخلصين حول موضوع الخلافة، إذ ذكّرهم نارسيه بالإجراء التقليدي لتحديد من هو الأنسب لأن يكون لملكاً، وأكد الوجهاء أن نارسيه هو بالفعل الخليفة الأنسب. وتمت دعوة نارسيه رسميًا لتولي العرش وقبل هو الدعوة. ويشير الجزء الختامي من النص إلى حالة السلام والصداقة مع روما قبل الانتقال إلى قائمة الملوك والحكام الأصغر الذين اعترفوا بنارسيه كملك الملوك. وفي الآخر، يشير نارسيه إلى حكمه العادل بعد المطالبة بالمملكة مجدداً.

    من الإضافات الحديثة إلى الترجمة الجديرة بالملاحظة، والمستمدة من قطع تم اكتشافها مؤخرًا، مقطع مبكر يشير إلى النصب التذكاري باسم 'بيريز-أناهيد-نارسيه' (ربما يُقرأ تقريبًا على أنه 'نارسيه المنتصر بفضل بهاء أناهيد')؛ لأنه تمت صياغته كاسم علم. وقد يكون هذا هو اسم النصب التذكاري نفسه.4
    أناهيد هي الإلهة التي تترأس تنصيب نرسيه في موقع نقش رستم.

    • 1. Thomas 1867, 278–296 (no. 3).
    • 2. راجع خاصةً Cereti and Terribili 2014 .
    • 3. راجع ملخص Humbach and Skjaervø 1983 (3.1), 20–23.
    • 4. Cereti and Terribili 2014, 357–358, and n. 41.

    المصادر العامة ل 'الكتابات': 

    Humbach and Skjaervø 1983; Skjaervø 2006; Cereti and Terribili 2014.

    إن نارسيه، الملك الساساني المسؤول عن النصب، هو الابن الثالث للإمبراطور العظيم شابور الأول (حكم من 242 إلى 272 م). ولم يكن من المتوقع أبدًا أن يصل إلى العرش الإمبراطوري لكونه الأبن الأصغر، فتم تعيينه بدلاً من ذلك ملكاً على المنطقة المهمة شبه المستقلة أرمينيا. وبعد وفاة شابور، سقط العرش في يد الأخوين الأكبر لنارسيه على التوالي، هرمز الأول (272-273) وبهرام الأول (273-276) ثم ابن بهرام الثاني (276–293). وعند وفاة الأخير عام 293، تم إعلان ابنه الصغير ملكًا، بهرام الثالث، بدعم من فصيل من البلاط بقيادة النبيل وهنام. لكن من الواضح أن فصيلًا آخر عارض التتويج (في ذلك الوقت، يبدو أن مسألة الخلافة الملكية قد تم السيطرة عليها إلى حد كبير من خلال إجماع نبلاء المملكة).

    يُستدل على الأحداث التي تلت ذلك من النص نفسه، وهو نص منحاز بشكل واضح (راجع 'الكتابات'). فوفقاً لنسخة نارسيه من السرد، ناشده النبلاء أن يسير من أرمينيا وأن يتولي العرش كملك شرعي. وفي طريقه الى طسيفون التقى بوفد من أنصاره في بيكولي، الموقع الذي تم اختياره لاحقًا للنصب التذكاري قبل استئناف مسيرته. ويبدو أن بهرام ووهنام قد استسلما قبل اندلاع أي قتال حقيقي إذ لم يرد ذكر معركة في النص.

    يمكن الافتراض أن النصب التذكاري شُيِّد خلال السنوات القليلة الأولى بعد تنصيب نارسيه الإمبراطوري عام 293. ويشير الجزء الأخير من النص إلى السلام مع الرومان، الذي كُسر عام 296، عندما أعلن نارسيه الحرب على روما تحت قيادة دقلديانوس. النصب المهم الآخر لعهد نارسيه هو مشهد تنصيبه الشهير والمنحوت في نقش رستم. ويبدو من المرجح أن نصب بيكولي قد صمد على الأقل حتى نهاية الفترة الساسانية، لكن تاريخه اللاحق غامض رغم تأكدنا من أنه قد تم تدميره منذ فترة طويلة بحلول عام 1844، عندما أشار هنري رولينسون إلى بقاياه على أنها 'أكوام عشوائية من الطوب وقذائف الهاون والركام والحجارة'.1 كما أشار الى أن النصب كان معروفاً للسكان الأكراد المحليين باسم بت خانه ('المعبد المحبوب').2

    • 1. Rawlinson 1867, 297.
    • 2. Rawlinson 1867, 298؛يدعي أن بعض السكان المحليين حددوا الآثار بشكل أكثر دقة بمعبد نار.

    المصادر العامة ل'التاريخ':

    Humbach and Skjaervø 1983 (3.2), 10–13; Cereti and Terribili 2012.

    قام هنري رولينسون أثناء زيارته لبيكولي عام 1844 بتدوين ملاحظات حول مكان النصب وحالته، ورسم رسومات تخطيطية للعديد من القطع المكتوبة (مما سمح بمحاولة مبكرة لترجمة النص من قبل إي.توماس عام 1867).1 ولم تُجرَ أي دراسة أخرى حتى تمت بعثات إرنست هرتسفيلد إلى الموقع عامي 1911 و 1913، والتي أدت إلى كتابته عن النصب التذكاري ونصها عام 1924.2 رافق هذا العمل صورٌ للنصب ومحيطه، فضلاً عن جرد فوتوغرافي للقطع المكتوبة. وزار هرتسفيلد بيكولي للمرة الثالثة سنة 1923 واكتشف 30 قطعة جديدة من النص (بعد فوات الأوان لإدراجها في دراسته لعام 1924).3
    وعلى الرغم من أن دراسات هرتسفيلد ضرورية لفهمنا للنصب التذكاري إلا أنها لم تشكل حفريات منهجية في الموقع، وهو امر مطلوب حتى يومنا هذا.

    • 1. رولينسون 1867: يصف رولينسون أنه سمع عن النصب التذكاري بحلول ثلاثينيات القرن الماضي لكنه لم يزر الموقع فعليًا حتى عام 1844، ولم تُنشر تعليقاته إلا سنة 1867 كملحق ضمن دراسة توماس للنص (توماس 1867).
    • 2. تم العثور على التقرير الأولي في هرتسفيلد 1914؛ الدراسة في هرتسفيلد 1924.
    • 3. هرتسفيلد 1926، 227-228. انظر التعليقات على إدخالات دفتر ملاحظاته في سيريتي وتريبيلي 2012، 83.

    Cereti, Carlo G., and Gianfilippo Terribili. 2012. “The Paikuli Monument.” In Sylloge Nummorum Sasanidarum, Bd. 2, edited by Michael Alram and Rika Gyselen, 74–87. Vienna: Verlag der Osterreichischen Akademie der Wissenschaften.

    Cereti, Carlo G., and Gianfilippo Terribili. 2014. “The Middle Persian and Parthian Inscriptions on the Paikuli Tower: New Blocks and Preliminary Studies.” Iranica Antiqua 49: 347–412.

    Cereti, Carlo G., Gianfilippo Terribili, and Alessandro Tilia. 2015. “Paikuli and Its Geographic Context.” In Studies on the Iranian World I: Before Islam, edited by Anna Krasnowolska and Renata Rusek-Kowalska, 267–278. Krakow: Jagiellonian University Press.

    Colliva, Luca, and Gianfilippo Terribili. 2017. “A Forgotten Sasanian Sculpture: The Fifth Bust of Narseh from the Monument of Paikuli.” Vicino Oriente 21: 167–195.

    Herzfeld, Ernst. 1914. “Die Aufnahme des sasanidischen Denkmals von Paikuli.” Abhandlungen der Königlich Preussischen Akademie der Wissenschaften (1): 1–29. 

    Herzfeld, Ernst. 1924. Paikuli: Monument and Inscription of the Early History of the Sasanian Empire. Berlin: D. Reimer & E. Vohsen.

    Herzfeld, Ernst. 1926. “Reisebericht.” Zeitschrift der Deutschen Morgenländischen Gesellschaft (n.F.) 80: 225–284. 

    Humbach, Helmut, and Prods O. Skjaervø. 1978–1983. The Sassanian Inscription of Paikuli. 3 vols. Wiesbaden: Dr. L. R. Reichert; Tehran: Iranian Culture Foundation.

    Rawlinson, Henry. 1867. “Note on the Locality and Surroundings of Paikuli.” In by E. Thomas, “Sassanian Inscriptions,” Journal of the Royal Asiatic Society of Great Britain and Ireland (n.s.) 3 (1): 296–300.

    Skjaervø, Prods O. 2006. “A New Block from the Paikuli Inscription.” Journal of Inner Asian Art and Archaeology 1: 119–123.

    Terribili, Gianfilippo, and Alessandro Tilia. 2016. “The Activities of the Italian Archaeological Mission in Iraqi Kurdistan (MAIKI): The Survey Area and the New Evidence from Paikuli Blocks Documentation.” In The Archaeology of the Kurdistan Region of Iraq and Adjacent Regions, edited by Konstantinos Kopanias and John MacGinnis, 417–425. Oxford: Archaeopress.

    Thomas, E. 1868. “Sassanian Inscriptions.” Journal of the Royal Asiatic Society of Great Britain and Ireland (n.s.) 3 (1): 241–358.  

    المحتوى
    ماثيو بيبلز (2019)