منحوتة أَييل

    ملف الموقع

    تقع منحونة أييل الصخرية على بعد 50 كم شمال دياربكر، على الضفة الجنوبية الغربية من نهر دجلة، بارتفاع 838 م (2750 قدماً) فوق مستوى سطح البحر، في الضواحي الشرقية لمدينة أييل الصغيرة. نُحتت المنحوتة على الوجه الغربي لتكوين صخري طبيعي هائل يطل على وادي نهر دجلة (انظر البانوراما1 يعود تاريخها الى العصر الأشوري الحديث، ربما الى عهد الملك سرجون الثاني. توجد على الوجه الشمالي الغربي للتكوين الصخري فتحة محفورة في الصخر لا علاقة لها بالمنحوتة.

    • 1. يبدو ان منسوب المياه قد ارتفع في هذا الجزء من نهر دجلة بعد الأنتهاء من بناء سد دجلة في عام 1997. انظر الصور قبل وبعد بناء السد في Bartl 1999–2001, figs. 1 and 2.

    فتحة في الصخر

    سور التحصين

    المناظر الطبيعية المحيطة و مدينة إيكَل

    من المحتمل ان التكوين الصخري الذي نُحتت عليه منحوتة أييل كان جزءاً من الحصن الذي لايمكن الأتفاق على تاريخه الدقيق.1 إن السطح الذي نُحت عليه المشهد ، والذي ابعاده 1.40 م ارتفاعاً و 1.80 م عرضاً، يتّخِذُ شكلَ محراب او كُوّةٍ أركانها العلوية مستديرة، إلّا ان للمنحوتة خطٌّ كُنتوري يعملُ كإطارٍ ثانٍ مستطيل الشكل يظهر بوضوح على جهتها اليمنى. بهذا تكون هذه المنحوتة الوحيدة المعروفة بمثل هكذا إطارٍ مزدوج، إذ عُدَّت هذه الخاصية دليلاً على حدوث تغيير لاحق في تكوين هذه المنحوتة2.

    تم نحت شكل رجل ملتحِ في يسار المشهد وهو بوضع الوقوف يصل ارتفاعه لارتفاع المنحوتة نفسها. يظهر الرجل بشكل جانبي واقفاً على منصة صغيرة وقدمه اليسرى متقدمة الى الأمام. وهو يرتدي غطاء رأس مخروطي مقرن مع شريط من الريش متوج بنجمة وسترة قصيرة الأكمام تحت رداء مهدب.3 يمسك بيده اليسرى بفأسٍ طويل ويتدلى من حزامه سيفٌ قصير. يده اليمنى مرفوعة امامه ولكن بسبب سوء حالة المنحوتة ليس من الواضح اذا كانت قد مُثِّلت بشكل قبضة يد ام ان كانت ممدودةً في إيماءة الأوربانا تاراسو (الأصبع الممدود). تظهر خمسة رموز دينية امام اليد اليمنى المرفوعة تعود لالهة بلاد وادي الرافدين، منها من اليسار الى اليمين: عصا برأس كبشٍ على قاعدة تدل على الإله ايا، وبرقٌ ثلاثي الأشواك على قاعدة يدل على الإله أدد، ومجرفةٌ مع شرابات على قاعدة تدل على الإله مردوخ، وعصا برأس أسد مزدوج ترمز الى نركال،4 فضلاً عن شمس مجنحة ترمز الى شمش.

    ما يزال موضوع هوية الشخص المنحوت وتاريخ المنحوتة قيد النقاش. إذ أن هناك اقتراحٌ مفادُهُ بأن الشخص الظاهر قد يكون إلهاً  – وتحديداً الإله أدد إلهُ العاصفة - بسبب غطاء رأسه المُقرَّن، في حين ان وقوف الشخص على منصة او قاعدة قد يشير الى ان الشخص المنحوت يمثِّل تمثالاً للإله؛ وقد قيل ايضاً انه قد يكون ملكٌ مُؤَلَّه.5 على الرغم من انه قد تم اقتراح تواريخ مختلفة للمنحوتة ضمن الحِقبة الأشورية الحديثة، إلا ان التحليل الأكثر حداثة يدعم تاريخاً في اواخر القرن الثامن قبل الميلاد، ربما خلال فترة حكم الملك سرجون الثاني.6

    ما تبقى من مساحة المنحوتة خالٍ من اي عناصر تصويرية اخرى. ومع ذلك، يبدو ان المنحوتة تضمنت بالأصل نصوصاً منقوشة او أشكالاً اضافية، ولربما كانت تمثل المشهد النمطي المعروف لعابدٍ يقفُ أمام الآلهة. يبدو ان الجزء الخالي من النقوش هو نتيجة عملية محو الأشكال التي يبدو أنها حدثت في العصور القديمة. لايمكن التحقق من الأسباب الكامنة وراء ازالة الأشكال الإضافية المفترضة (والتغير المذكور اعلاه في إطار المنحوتة). فضلاً عن ذلك، وعلى الرغم من ان الرحالة الأوائل زعموا انهم شاهدوا اثراً لكتابات مسمارية في هذا الجزء، فلا يمكن ملاحظة اي بقايا لكتابة في الوقت الحالي (انظر 'الكتابات'). وقد لاحظ المسافرون بالفعل في بدايات القرن العشرين ثقوب طلقات الرصاص العديدة حول المنحوتة وتركيزها بشكل خاص على شكل الرجل7.

    • 1. Börker-Klähn (1989, 192) and Kreppner (2002, 72يعدان المنحوتة اورارتية؛ مخالفين بذلك Bartl 1999–2001, 27.
    • 2. إن هذا الموقف قد تمت مناقشته من قِبَل Wäfler (1976, 293, 304ff).
    • 3. هذه الملابس تتفق مع  Hrouda’s “Schalgewand Nr. 1” (1965, 25) .
    • 4. لأن هذا الرمز تالف بشكل كبير كان لابد من الاعتماد على تفسير والفر (1976، 193).
    • 5. Adad: Wäfler 1976, 293, 296; deified king: Börker-Klähn 1989, 193.
    • 6. Wäfler (1976) يقارن التفاصيل الأسلوبية للرداء وغطاء الراس بأمثلة من اواخر القرن الثامن قبل الميلاد ويرجع تاريخ المنحوتة الى عهد الملك سرجون الثاني (721 – 705 ق.م). بينما تفضل Börker-Klähn (1989, 193) تاريخاً ابكر ، ربما من عهد الملك اشوربانيبال الثاني  (883 – 859 ق.م) وشلمنصر الثالث (858 – 824 ق.م). Bartl (1999-2001) قدم رسماً جديداً للمنحوتة وايد Wäfler بكون المنحوتة عائدة الى اواخر القرن الثامن قبل الميلاد.
    • 7. King 1913, 68, n. 5 .

    المصادر العامة ل 'الوصف والرموز و المشاهد الفنية':

    Wäfler 1976; Börker-Klähn 1982, 193; Bartl 1999–2001.

    زار جي. تيلور، القنصل العام البريطاني لديار بكر، الموقع عام 1862 واشار الى 'اثار كتابة طويلة بالخط المسماري (موجودة داخل حنية بقياسات 6 × 4 اقدام)، على الرغم من انها مشوّهة بشكل كبير، يمكن رؤية بقاياها بسهولة ولكنها غير مقروءة.'.1 ويذكر الضابط البريطاني تشارلز دبليو ويلسون، في دليل السفر لعام 1895، وجود 'كتابة مسمارية غير مقروءة'، على الرغم من انه ليس من الواضح ما إذا كان قد زار الموقع بنفسه.2 من ناحية اخرى، زار عالم الآشوريات ل. دبليو كينغ الموقع في عام 1904، وتستحق ملاحظاته الاستشهاد بها بشيء من التفصيل: 'من المستحيل احياناً معرفة ما إذا كانت [لوحة منحوتة في جرف من الحجر الجيري] تحمل كتابة دون فحص دقيق. كمثالٍ على ذلك، تلك المنحوتة الموجودة في منحدر فوق قرية أييل في اعالي دجلة، شمال ديار بكر، فمن المعتقد انها تحوي كتابةً [...] ومن الأسفل تبدو بالفعل وكأنها كانت تضم كتابةً بالخط المسماري. ولكن عند التمعن بها من الأعلى، وجَدت ان هذا المظهر كان بعضُهُ بسبب العوامل الجوية، وبعضُهُ بسبب طلقات الرصاص واثرها في الحجر الجيري والتي تسببت في ازالة أجزاءٍ من سطح المنحوتة.'.3 تماشياً مع ملاحظات كينغ، لم يلاحظ كلاً من بيتر بارتل اثناء دراسته للمنحوتة4 ولا فريق مشروع توثيق اثار وتراث بلاد وادي الرافدين (MMM) في زيارته للموقع عام 2015 أيَّ أثرٍ لنصٍّ مكتوب.

    • 1. Taylor 1865, 36 .
    • 2. Wilson 1895, 248 .
    • 3. King 1913, 68, n. 5 .
    • 4. Bartl 1999–2001 .

    في النصف الثاني من القرن الثامن قبل الميلاد، لاسيما في عهد الملكين الأشوريين تجلاث بلصّر الثالث (744 -727 ق.م) وسرجون الثاني (721 – 705 ق.م)، كان هناك صراع عسكري مستمر بين بلاد اشور ومملكة اورارتو. كانت منطقة اعالي نهر دجلة حيث تقع منحوتة أييل الصخرية واحدةً من المناطق المتنازع عليها بين هاتين القوتين، ومن المحتمل ان يكون هذا قد لعب دوراً مهماً في تحديد موقع المنحوتة في هذه المنطقة. غالباً ما تظهر المنحوتات الصخرية من العصر الآشوري الحديث في أماكن ذات مغزى رمزي مثل مصادر الأنهار والممرات الجبلية والينابيع، ولكن ليس بالضرورة في أماكن يسهل الوصول اليها. مع موقعها الرائع المطل على وادي دجلة وامكانية رؤيتها الجزئية من الطريق الحديث والقديم، فإن منحوتة أييل الصخرية هي مثال رائع للآثار الآشورية في اطراف امبراطوريتهم.

    ذُكرت منحوتة أييل للمرة الأولى في العصر الحديث في ملاحظات السفر الخاصة بالقنصل العام البريطاني لديار بكر، جون جي تيلور، الذي زار الموقع في شهر اب 1862 وادعى انه لاحظ اشكالاً منحوتة مع نَصِّ منقوش.1 بعده قدم الضابط البريطاني تشارلز دبليو ويلسون وصفاً موجزاً للموقع في دليل السفر الخاص به وأكد وجود نصٍّ منقوش، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان قد زار الموقع بنفسه.2 الكيميائي والرحالة وهاوي الآثار فالديمار بيلك، الذي يبدو انه كان مهتماً بنسخ النص المسماري المزعوم كما ذكر في تقارير سفره، يظهر بأنه كان قد الغى رحلته الى الموقع.3 أجرى عالم الآشوريات ل. دبليو كينغ فحصاً دقيقاً للمنحوتة في عام 1904، وعارض فكرة وجود نص مسماري في المنحوتة.4

    • 1. Taylor 1865, 36 .
    • 2. Wilson 1895, 248 .
    • 3. Belck 1901, 486, 501 .
    • 4. King 1913, 68, n. 5 .

    Bartl, Peter V. 1999-2001. “Zum Felsrelief von Eğil.” State Archives of Assyria Bulletin 13: 27-37.

    Belck, W. 1901. “Forschungsreise in Klein-Asien.” Verhandlungen der Berliner Gesellschaft für Anthropologie, Ethnologie und Urgeschichte, Sitzung vom 21. December 1901. Zeitschrift für Ethnologie 33: 452-522.

    Börker-Klähn, Jutta. 1982. Altvorderasiatische Bildstelen und vergleichbare Felsreliefs. Mainz am Rhein: P. von Zabern.

    Hrouda, Barthel. 1965. Die Kulturgeschichte des assyrischen Flachbildes. Bonn: Habelt.

    King, L. W. 1913. “Studies of Some Rock-Sculptures and Rock-Inscriptions of Western Asia.” Proceedings of the Society of Biblical Archaeology 35: 66-94.

    Kreppner, Florian Janoscha. 2002. “Public Space in Nature: The Case of Neo-Assyrian Rock Reliefs.” Altorientalische Forschungen 29: 367-383.

    Taylor, J. G. 1865. “Travels in Kurdistan, with Notices of the Sources of the Eastern and Western Tigris, and Ancient Ruins in Their Neighbourhood.” Journal of the Royal Geographical Society of London 35: 21-58.

    Wäfler, Markus. 1976. “Das neuassyrische Felsrelief von Eğil.” Archäologischer Anzeiger: 290-305.

    Wilson, Charles, ed. 1895. Handbook for Travellers in Asia Minor, Transcaucasia, Persia, etc. London: J. Murray.

    المحتوى
    Erhan Tamur
    تعديل المحتوى
    تغيير المحتوى: ماثيو بيبلز (19/9/11)