مسجد و مئذنة عمادية

    ملف الموقع

    يقع مسجد العمادية الكبير في الطرف الشمالي للقلعة، جنوب القصر (المتلاشى حالياً). شيد مبنى الجامع الحالي خلال القرن الماضي فوق نسخة مهدمة مُسبقاً لقاعة الصلاة. تُعدُّ منارته، التي تقع على بعد عدة أمتار من القاعة، المبنى الاعلى ارتفاعاً في المدينة. ومن المحتمل أن تكون قد أُنشِأت في القرن السادس عشر الميلادي.

    المسجد والحديقة

    المئذنة: منظر كامل

    قمة المئذنة

    الصور التاريخية

    أعيد بناء مسجد العمادية في القرن العشرين على هيكل سابق ترجع اصوله الى فترة العصور الوسطى وربما قبل ذلك (للمزيد انظر 'التاريخ'). فنجد قاعة الصلاة ذات مخطط طولي وممراتها الثلاثة مقببة بمجموعة من عقود منخفضة ومدببة الشكل ترتكز على دعامات ضخمة. أروقة المسجد وجدرانه مجصصة بلون ابيض عادي. يتم الوصول الى المسجد من الشرق عن طريق صحنٍ (فناء وسطي) طويل، و المحاط بجدار من الجنوب وبمبانٍ حديثة من الشمال.

    إن منارة الجامع، التي بُنيت على الأرجح في القرن السادس عشر، تقف شامخة في الركن الشمالي الشرقي لهذا المجمع، بجوار البوابة في نطاق الصحن. لقد بُنِيَت من كتل مربعة من الحجر الجيري المحلي الوردي اللون وتقع على ارتفاعٍ يفوق 30 م. إن أبعاد القاعدة المربعة هي 5 م 5xم؛ وهنالك باب تقع ضمن المنارة في جانبها الشرقي. كل واحدة من الجوانب الثلاثة الاخرى للقاعدة مزينة بكوّة مصمتة ذات تقَوُّسٍ مدبَّب في أعلاها، وكل كوّةٍ منها تضم لوحاً دائرياً كميداليون صغيرة مزينة بطُرُزٍ من النقوش المعقدة. فوق تلك الكوّات هناك ألواحٌ منقوشة مستطيلة الشكل صُمِّمَت لتضم الكتابات المنقوشة. رغم ذلك، بقيت هذه الالواح فارغة لسبب غير معروف ـــــ وبالتالي بات تاريخ هذا المُنشأ غير معروف على وجه الدقة. كان الانتقال من القاعدة المربعة الى بدن العمود ذو المخطط الدائري من خلال ما يٌعرف بنمط 'المثلث التركي' من الحنيات الكروية.  وفوق هذا الانتقال مباشرةً هناك شريطٌ مزخرف و قالبٌ زخرفي محدَّب بسيط. إن بدن العمود مجرد من التفاصيل سوى من قالبٍ زخرفي محدَّب آخر يقع تحت الشرفة مباشرةً، والركائز المقوسة التي تم نقشُها بدقة بتصاميم الزهور؛ وفوق ذلك توجد قبة يعلوها علم.  لقد أُعيدَ بناء الجزء العلوي من المنارة بعد تضرره خلال الصراع العسكري في ستينات القرن المنصرم (هذا هو سبب ذلك الاختلاف البسيط في لون وحالة الوحدات البنائية).

    هنالك معتقدٌ بأن جامع العمادية الكبير كان قد بُنيَ فوق مبنىً كان قد شُيِّدَ قبل الاسلام، رغم عدم وجود دليل اثري على ذلك سوى منسوب الارض المنخفض.1  ليس واضحاً على وجه الدقة متى تم إنشاء أول جامع في هذا الموقع. بالتأكيد كان هناك جامعٌ يقع في العمادية/ اميدي من الحقبة الزنكية. عنصرين من ذلك المبنى تم الحفاظ عليهما وهما الآن في المتحف العراقي: منبرٌ خشبي يمكن إرجاع تاريخه الى القرن الثاني عشر الميلادي و بابٌ خشبية عليها كتابة من عهد بدر الدين لؤلؤ (1225-1259).2 يمكن الافتراض، رغم أنه لا يمكن التأكد بشكل دقيق، بأن ذلك المبنى القروسطي كان قائماً في موقع الجامع الكبير الحالي. قد تكون المنارة قد أُضيفت لاحقاً إلى الجامع. لم تضف إليها كتابة مطلقاً، وليس لدينا أي وثائق أخرى مكتوبة يمكنها أن تُنسِب هذا المنشأ الى فترة معينة. لكن، العُرف (التقليد) المحلي يرى أنه قد تم إنشاؤه في عهد الامير الباهديني حسين والي (حكم 1534-1573م).3 كان الجامع في عِداد الأنقاض في أواسط أربعينيات القرن التاسع عشر، وفقاً لتقارير الرّحّالة الغربيين (للمزيد انظر في 'المطبوعات المبكرة'). لقد أُعيدَ بناؤه في القرن العشرين، وقد تم إصلاح مئذنته بعد دمارها أثناء غارات القصف في ستينات القرن العشرين.

    • 1. يظهر هذا المعتقد في لافتة المسجد، المزودة له من قبل مديرية اثار دهوك.
    • 2. الجنابي 1982، 191-196؛ فضلاً عن 190-195.
    • 3. كما موضح في لافتة مديرية اثار دهوك.

    على الرغم من أن الرّحّالة الأوائل إلى العمادية/اميدي أشاروا بشكل عابر إلى جامع، فإن ويليام آيزنوورث وهنري جيمز روس _كلاهما زاراها في اربعينيات القرن التاسع عشر_ قدّما تفصيلاً كافياً لتشخيص وصفَيهما لما سبق ما يُعرف اليوم بالمسجد الكبير؛ وقد لاحظ الأخير (يقصد هنري جيمز روس) إن'أمام القصر هناك بقايا لجامع كبير، دُمِّرَ بسبب الحرب والاهمال؛ بينما، كانت المنارة ذات بناءٍ متين وشكّلت عنصراَ جيداً'1 لقد كان هنري بايندر، في ثمانينات القرن التاسع عشر، الرّحّالة الوحيد الذي التقط صورةً فوتوغرافيةً للمَعلَم.2

    • 1. Ross 1902, 108. Cf. Ainsworth 1842 (2), 197.
    • 2. Binder 1887, p. 207.

    Ainsworth, William. 1842. Travels and Researches in Asia Minor, Mesopotamia, Chaldea, and Armenia. 2 vols. London: J. W. Parker.

    Al-Janabi, Tariq. 1982. Studies in Mediaeval Iraqi Architecture. Baghdad: Republic of Iraq, Ministry of Culture and Information, State Organization of Antiquities and Heritage.

    Binder, Henry. 1887. Au Kurdistan en Mésopotamie et en Perse. Paris: Maison Quentin.

    Ross Henry James. 1902. Letters from the East by Henry James Ross, 1837-1857. London: Dent. 

    المحتوى
    ماثيو بيبلز (2020)