ضريح كور و كج

    ملف الموقع

    يعود إشكَوتي كور وكچ ("كهف الفتى والفتاة") إلى نمط القبور المحفورة في الصخور والتي عُرٍفَت ضمن العُرف السائد على أنها "ميدية،" رغم أنها بشكل عام توصف الآن بأنها تعود إلى العصر الأخميني. إنه أحد قبرَين اثنين من هكذا قبور تقع في كردستان العراق، إلى جانب المثال الأكثر شهرةً والمتمثل بأشكَوتي قيزقَپان، 2-3 كم إلى الشمال؛ وبشكلٍ أكثر تحديداً، فقد وُجِدَ في محافظة السليمانية قرب قرية شورناخ، جنوب تلال سَر سِرد وعلى امتداد منحدرات بانزاد (أنظر إلى مخطط المنطقة). أن القبر، الذي يبدو كأنه قد تُرِك دون أن يكتمل، قد نُحِتَ فوق شرفة طبيعية ضيقة  على وجه المُنحدَر، تُطِلُّ على وادي چَرمَگا وجبل پيرامَگرون عن بعد (أنظر إلى البانوراما).

    منظر القبر من الخارج

    حجرة القبر الأمامية: مناظر داخلية وتفاصيل

    الغرفة الداخلية للقبر

    تفاصيل محيط القبر

    ممر سرقاشان بالقرب من كور وكج

    الصور التاريخية

    الصور التكميلية

    يتألّف قبر كور وكچ من فضاءَين اثنين رئيسيين، حجرة انتظار وحجرة الدفن (أنظر إلى المخطط). يتم الدخول إليه عبر فتحة مستطيلة في واجهة المنحدر (6.75م عرضاً × 4.05م ارتفاعاً) تقود مباشرةً إلى حجرة الانتظار. تمتد حجرة الانتظار بعمق 2.4م نحو الجدار الخلفي، والذي يعمل كواجهة لحجرة القبر الداخلية (أنظر إلى البانوراما). يتميز سقف حجرة الانتظار بوجود بروزَين اثنين منحوتين في الصخر  يحاكيان الجسور الخشبية، وُضِعا تقريباً بمسافاتٍ متساوية عن بعض وبارتفاع 0.5م. وقد كان هذَين البروزَين في السابق "مُسنَدَين" بعمودَين اثنين منفصلين، كما أنهما متكامِلَين مع النسيج الصخري، وقد وُضِعا باتجاه الجدار الخلفي. إن معظم الأعمدة، التي كانت لتقف بارتفاع 3.55م من الأرضية حتى الجسور، قد فُقِدَت. هنالك قاعدة عمود تم توثيقها سابقاً على الجهة اليسرى، تضمُّ قاعدة عمود مربعة بارزة وتوروس (وهو حلية دائرية كبيِّرة محدبة توجود عادة في قاعدة العمود الكلاسيكي)، لم تعد موجودة في القبر(أنظر إلى الصورة التاريخية والرسم)؛ إن تاج العمود المحفوظ في الجانب الأيمن متهريء جداً بسبب الظروف الجوية، مع ذلك هنالك احتمالية لإمكانية تعريفه على انه من الطراز الآيوني في الشكل (كما في الأعمدة المتصلة بالجدار في قبر قيزقَپان القريب؛ أنظر إلى القرين). على العكس من حُجرة الانتظار في قيزقَپان _ بصورها المنحوتة الدقيقة _ فإنَّ واجهة كور وكچ تفتقر لأي حُلية منحوتة؛ ربما كان هذا بسبب حالة عدم الاكتمال أو بسبب أنها كانت مصممة ليتم رسمها.

    هنالك باب مستطيلة صغيرة، 1.2 م ارتفاعاً × 0.8 م عرضاً، قد وُضِعَت في مركز الجدار الخلفي لحُجرة الانتظار. إن العمق الملحوظ لعضادات الباب المنحوتة، مصحوباً بالاتساع المميز للجانب الأيسر، يمكن أن يوحي بأن (على العكس من قيزقَپان) حُجرة القبر كان من المُخطَّط لها أن تُختَم ببلاطةVon Gall 1988, 582.. في المخطط، فإن حجرة القبر هي على شكل مستطيل غير منتظم قليلاً (1.5 × 0.9م). إن الأرضية في الجانب الأيمن قد حُفِرَت بعمق نصف متر تقريباً، مُشكِّلةً جزءاً مستطيلاً غاطِساً من المُخَمَّن أنه قد صُمِّم لاستقبال رُفات شاغل القبر. كما قيزقَپان، فإن هذا الجزء صغير جداً على جسد شخص بالغ ممتد، وقد يكون قد استُعمل كنوع من حاويات جمع عظام الموتى يُعرَف بأستودان (بالفارسية سۆتۆدان).

    المصادر العامة لـ" الوصف و الرموز و المشاهد الفنية": Edmonds 1931, 190–191; von Gall 1966, 25–27 (no. 5); von Gall 1974, 142; von Gall 1988, 580–582; Bahrani 2017, 300–302

    إن العصر الذي يجب أن يعود له قبر كور وكچ قد أثار مناقشة مهمة. في العقود التي تَلَت اكتشافه من قبل الباحثين الغربيين في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، فقد تم إرجاعه إلى المرحلة الميدية وفقاً للتسلسل الزمني لإرنست هيرتزفيلد للقبور المنحوتة في الصخر (أواخر القرن السابع الى أوائل القرن السادس قبل الميلاد).Herzfeld 1941, 203–204؛ قام المؤلف بتحديد تاريخ قيزقَپان بالعصر الميدي الأخير وخمَّن إن كور وكچ قد سبقتها. لكن، منذ ستينات القرن الماضي، فإن هذا التصوُّر قد واجه تحدياً صعباً من قِبَل هوبيرتوس فون گال، الذي قام بتحديد تاريخها فضلاً عن أغلب القبور المماثلة بالعصر الأخميني؛ وفقاً لنظرته، فإن القبر كان قد بُنيَ لحاكم محلي، شبه مستقل ضمن نطاق الامبراطورية.Von Gall 1966; von Gall 1988. ليس من الواضح لِماذا تم تركه قبل إكماله أو إن كان قد تم استعمالهُ آنِفاً. ليست فقط الظروف المحيطة بصنع القبر هي الغامضة فحسب؛ بل إن تاريخه اللاحق برُمَّتِهِ غير معروف. إلّا، إنّه كان مألوفاً لدى أكراد المنطقة (الأكراد المحليين) عند زيارة سيسل جَي إدموندز الأولى للموقع في ثلاثينات القرن الماضي. وِفقاً لإدموندز، فإن إسم القبر هو ("الفتى والفتاة" باللغة الكردية) أتى من حكاية مفادها أن هذا القبر قد صُنِعَ لأمير شاب أحَبَّ أميرةً من وراء نهر تابين.Edmonds 1934, 190–191. فبَنَت له (أي إن الأميرة بَنَت للأمير) جسراً لتسهيل أمر زياراته، لكن هذه القصة الرومانسية انتهت بمأساة عندما انهار الجسر وغرق الشابان.

    لقد كان الكهف معروفاً لأكراد المنطقة قبل أن يتم توثيقه من قِبَل المستكشفين الغربيين  (راجع "التاريخ"). في عام 1931، قام أحمد بگ توفيق بگ، متصرف السليمانية، بتنبيه سيسل جَي إدموندز _الذي كان في ذلك الوقت مديرَ الآثار في العراق_ إلى كُلٍّ من قيزقَپان وكور وكچ؛ إدمونز نشرَ دراسته عن كِلا القبرَين، وتضمنَّت مخططات وصور، في عام 1934 .Edmonds 1934; cf. Edmonds 1957, 211–212.

    Bahrani, Zainab. 2017. Art of Mesopotamia. New York: Thames & Hudson.

    Edmonds, Cecil J. 1934. “A Tomb in Kurdistan.” Iraq 1: 183–192.

    Edmonds, Cecil J. 1957. Kurds, Turks, and Arabs: Politics, Travel and Research in North-Eastern Iraq. London: Oxford University Press.

    Herzfeld, Ernst. 1941. Iran in the Ancient East. London: Oxford University Press.

    مهدي، أحمد. 1950. "مواقع أثرية في ناحية سورداش بلواء السليمانية". سومر 6: 231-243.

    Von Gall, Hubertus. 1966. “Zu den ‘medischen’ Felsgräbern in Nordwestiran und Iraqi Kurdistan.” Archäologischer Anzeiger, 19–43.

    Von Gall, Hubertus. 1974. “Neue Beobachtungen zu den sog. medischen Felsgräbern.” Proceedings of the IInd Annual Symposium on Archaeological Research in Iran, edited by Firouz Bagherzadeh, 139–154. Tehran: Iranian Centre for Archaeological Research.

    Von Gall, Hubertus. 1988. “Das Felsgrab von Qizqapan: Ein Denkmal aus dem Umfeld der achämenidischen Königsstrasse.” Baghdader Mitteilungen 19: 557–582.

    المحتوى
    ماثيو بيبلز (2019)