حصن كيفا / ܚܣܢܐ ܕܟܐܦܐ

    ملف الموقع

     يقع حصن كيفا (الاسم الحالي مشتق من اسم المدينة بالسريانية ܚܣܢܐ ܕܟܐܦܐ ويعني حصن صخري) على امتداد نهر دجلة العلوي في الأناضول في محافظة باتمان في تركيا الحديثة. تقع المدينة على بعد 30 كم جنوب شرق مدينة باتمان ومايزيد عن 100 كم شرق دياربكر. على الرغم من ان الاستيطان في المدينة يعود الى العصور القديمة، إلا ان فترة ازدهارها كانت خلال حكم السلالة الأرتوقية من القرن الثاني عشر الى القرن الخامس عشر، عندما تم بناء نماذج رائعة من العمارة في العصور الوسطى. احتلت المدينة العليا ذات يوم موقعاً خلاباً على قمة الوادي المطل على النهر، ومع ذلك، فقد غمرَ المدينةَ الماء منذ عام 2019 عندما قامت تركيا ببناء سد إليسو. لحسن الحظ إن فريق مشروع توثيق آثار وتراث بلاد وادي الرافدين (MMM) كان قد قام بتوثيق الموقع في عام 2015 قبل ان يغمر الماء المدينة بالكامل.  

    and Imam Abdullah Mausoleum)

    Lower Town (Zeynel Bey Tomb

    General Views of Hasankeyf (Interior)

    مناظر عامة لحصن كيفا (من الخارج)

    مناظر عامة لحصن كيفا (من الداخل)

    القصر الكبير

    القصر الصغير

    أطلال الجسر الحجري

    المناظر الطبيعية والمباني المحيطة

    قام فريق مشروع توثيق آثار وتراث بلاد وادي الرافدين (MMM) بتوثيق موقع حصن كيفا في ربيع عام 2015، قبل الانتهاء من مشروع بناء سد إليسو؛ وبالتالي تُظهر الصور ويشير الوصف الى المدينة قبل ان يتم غمرها ونقل العديد من معالمها (للمزيد من التفاصيل راجع 'التاريخ').

    من أبرز معالم مدينة حصن كيفا كان الجسر المهيب فوق نهر دجلة. كان الجزء المركزي (المتمثل بالقوس الرئيس) من الجسر يغطي الامتداد الأوسع متفوِّقاً بذلك على جميع الجسور الحجرية في الأناضول. يصفه ياقوت الحموي (المتوفي عام 1229) بأنه الأكثر روعة من بين الجسور التي رآها على الأطلاق 1. ما يزال تاريخ بناء الجسر موضوع نقاش، إذ لا تحمل الأجزاء المتبقية منه اي كتابات يمكن الاعتماد عليها. يوجد تعليق مجهول مضاف الى كتاب الجغرافي ابن حوقل في القرن العاشر ينسب بناء الجسر الى الحاكم الأرتوقي فخر الدين قره أرسلان في عام 1116 - 1117 ميلادي، ولكن من المعروف ان والده داود (1109 – 1144) كان الحاكم في ذلك الوقت. على اي حال، يتفق معظم الدارسين اليوم على التاريخ الأرتوقي لبناء الجسر وذلك لسببين: الأول هو التشابه الهيكلي بين جسر حصن كيفا وجسر ارتوقي اخر على رافد باتمان، والثاني هو تشابه اعمال الحجارة في الجسر مع تلك الموجودة في قصر القلعة ، والتي من الممكن ان تكون من الحِقبة الأرتوقية (انظر ادناه).

    تظهر عدد من المنحوتات التي تُجسِّد أشخاصاً على الواجهات الغربية للدعامات الرئيسية للجسر؛ وقد فُسِّرت هذه المنحوتات على انها تمثيل مبكر للخاصّكية، وهم فيلق حماية الملك وحرسه الشخصي 2. كان الجسر بحالة جيدة عندما قام كلٌّ من جيوسافات باربارو (1413 – 1494) وشرف الدين بِتليسي (شرف خان 1543 – 1603) وكاتب چلبي (المتوفى عام 1657) واوليا چلبي (مواليد 1682، زار حصن كيفا عام 1656) بكتابة مدوناتهم 3. ومن الممكن ان الجسر انهار في وقت ما في اواخر القرن السابع عشر او اوائل القرن الثامن عشر، إذ كان مدمرا بالفعل عندما مر هيلموث فون مولتك بالمنطقة عام 1838 4.   

    اما بالنسبة للقلعة، فبالرغم من ان القلعة الأصلية كانت قد شيدت من قبل الإمبراطور الروماني قسطنطينوس الثاني (337 – 361 ميلادي)، إلا ان الهياكل المتبقية حالياً تعود جميعها الى القرنين الثاني عشر والخامس عشر. كانت القلعة محاطة بالوديان من ثلاث جهات ويمكن الوصول اليها من خلال منحدر على الحافة الشمالية الشرقية. كانت تطل على نهر دجلة من الشمال، وما تزال ثلاثة من بواباتها السبعة الأصلية باقية، أحداها تحمل نصاً يشير الى إعادة بناء القلعة من قبل الحاكم الأيوبي العادل سليمان حوالي 14205.

    كانت القلعة تضم قصرين. أحتل القصر الكبير الجهة الشمالية وكانت مساحته حوالي 46 ×55 م. لم يبقَ منه اليوم سوى بنيته التحتية، ولكن من المرجح ان جانبه الشمالي – الذي يطل على نهر دجلة – كان قد صمم كواجهة القصر الرئيسية، وكان يضم سلسلة من الدعامات فضلاً عن البوابة الرئيسية. لم يصلنا اي نص مكتوب من هذا القصر، ولكن بالاعتماد على طراز البناء يمكن إرجاع تأريخ المبنى الى القرن الثاني عشر، اي الى الحِقبة الأرتوقية. يوجد عند الطرف الشمالي للقلعة بقايا قاعة مستطيلة الشكل مسقفة بقبو اسطواني. يُعتقد ان هذا الهيكل كان جزءاً من صرح أكبر سُمي 'القصر الصغير'. ويحمل احد أطر النوافذ المتبقية زوجاً من منحوتة تمثل الأسد على الجهة الخارجية للإطار. يُنسب هذا البناء الى العصر الأيوبي. يحتل مسجد القلعة (المسجد الكبير) اعلى بقعة فيها. يرجع تاريخ اقدم كتابة عثر عليها هنا الى عام 1394، أي من عهد العادل سليمان، ولكن من الواضح بأن المبنى الأصلي يعود الى تاريخ اقدم بكثير6. وقد تم بناء مئذنة الجامع في عام 1520، في وقت قريب من الغزو العثماني. عند مقارنته مع المساجد المعاصرة له تقريباً في جزيرة ابن عمر وسيلفان وكيزيل تبة، فأن هذا المبنى يبدو متواضعاً في هيكله وزخرفته.

    يقع مسجد الرزق في الجهة الشمالية الغربية من المدينة السفلى. تم تشييد هذا المبنى حول فناء مقنطر، في نهايته الجنوبية تقع اربع وحدات بنائية؛ ويقع المحراب في الغرفة المركزية البارزة. تشير الكتابة الموجودة على المدخل المزخرف للواجهة الشمالية الى ان المسجد قد شيد في عام 1409 من قبل الحاكم الأيوبي السالف الذكر العادل سليمان. ولكن من المعروف بأن هذا المبنى مرَّ بمراحل متعددة من اعادة البناء والترميم، وان الكتابة التي ترجع تأريخه الى 1409 انما هي في الواقع تشير الى تاريخ تشييد المبنى الثاني في هذا الموقع 7. للمسجد منارة غنية بالزخرفة يصل ارتفاعها الى 30 م ولها قاعدة مربعة وجسم اسطواني يرتكز على عنصر انتقالي مثمن الشكل. تم تزيين الجانبين الشرقي والشمالي لقاعدة المئذنة بزخارف مربعة كوفية موضوعة ضمن إطارات متعددة من انماط المقرنصات. يوجد على جسم المئذنة الأسطواني ثلاثة شرائط اسطوانية، احدها يحتوي على كتابة. تم تزيين المساحات بين الأشرطة بمجموعة متنوعة من الزخارف، بما في ذلك انماط إكليل مزينة بميداليات مستديرة او متدلية الشكل (تشبه القطرة) .

    يوجد في الجزء السفلي من المدينة مبنى يعرف محلياً باسم مسجد السلطان سليمان، وهو الآن في حالة خراب تام ما عدا المئذنة التي ما يزال جزء منها قائم. تشير الكتابات الموجودة على بوابة المبنى الشرقية والنافورة والمئذنة الى تأريخ في عهد العادل غازي وابنه سليمان (المتوفى 1424). من السمات اللافتة للنظر في هذا المسجد هي الزخرفة الغنية لإحدى حجراته المقببة، والتي تتميز بزخارف جصية عالية الجودة والمقرنصات متعددة الأوجه 8. كانت هذه الغرفة بمثابة مجمع جنائزي للعادل غازي.  

    الى الجنوب الشرقي من مسجد السلطان سليمان توجد بقايا المسجد الصغير، الذي بُنيَ في وقت ما بين أواخر القرن الرابع عشر ومطلع القرن الخامس عشر الميلادي. ويعد هذا المبنى مدرسة جنائزية وليس مسجداً او جامعًا، ويتميز محراب المبنى بزخارف جصية مذهلة 9. تتكون المدرسة من ايوان وساحة مقببة على المحور المركزي تحيط بها قاعات صلاة مستطيلة - يشبه مخطط المدرسة هذا مخطط مسجد القلعة المصمم على شكل حرف T الإنجليزي.

    يوجد على الضفة الغربية لنهر دجلة، مقابل البلدة ، قبر زينيل بي (المتوفي 1473) ، ابن أُوزن حسن الآق قويونلو (الخروف الأبيض) (ويتضح ذلك من الكتابة الموجودة على الفسيفساء فوق مدخل القبر)10. والقبر اسطواني الشكل وما يزال الجزء الخارجي يحمل بقايا زخارف هندسية مزججة باللونين الأزرق والفيروزي. أما الداخل فهو على شكل مثمن، لكل وجه كوّة مقوسة، وتوجد مقرنصات بين الكوات وعلى مستوى الأقواس، تتدَّلى نزولاً حتى تصل الحنايا الكروية (pendentives) للقبة. إن هذه الحنايا الكروية مُزَيّنة بشريط من النقوش المتعرجة التي تستطيل، والتي تتيح الانتقال الى القبة من خلال حلقتين من المقرنصات.  

    تشمل المعالم الأخرى في المدينة السفلى على ضريح من القرن الخامس عشر، وبقايا 'مسجد صغير' من القرن الخامس عشر ايضاً 11. ويوجد مسجد ايوبي اخر معروف بأسم 'جامع كيزلار'، وضريح الإمام الشيعي عبد الله الذي يحمل كتابة ترجع تأريخه الى عام 1478، فضلاً عن حمام من الحِقبة الأرتوقية. هناك ايضاً بقايا ورشتي عمل الخزف من العصور الوسطى، تم التنقيب عنها مؤخراً. وأخيراً، تقع حدائق الصالحية مع مجمع ضريح حيدر بابا الى الشرق والجنوب الشرقي من ورش عمل الخزف.

    • 1. راجع Gabriel 1940, 70, n. 1
    • 2. Whelan 1988, 222
    • 3. عن باربارو انظر: Ory 1971, 507. On Şeref Han, see Eyice 1994, 283. On Kâtip Çelebi, see Darkot 1950, 453-454.
    • 4. Von Moltke 1841, 236-237
    • 5. Sauvaget 1940, no. 23; Darkot 1950, 453
    • 6. راجع Sauvaget 1940, no. 23; Darkot 1950, 453
    • 7. Schneider 2008, esp. 117-128
    • 8. انظر الصورة في Gabriel 1940, pl. XLIV, 3
    • 9. انظر الصورة في Gabriel 1940, pl. XLV, 3-4, and in Meinecke 1996, plate 19
    • 10. راجع Sauvaget 1940, no. 36
    • 11. لاحظ Gabriel (1940, 69) البقايا ولكن يبدو انها اندثرت في الثمانينيات (Meinecke 1996, 75)

    المصادر العامة ل 'الوصف والرموز والمشاهد الفنية':

    Gabriel 1940, 63-78; Eyice 1994, 283; Meinecke 1996, 61-76; Oğuzoğlu 1997, 365; Schneider 2008; Fındık et al. 2014.

    هناك العديد من الكتابات التي عُثِر عليها في مختلف مباني حصن كيفا. قام جان سوفاجيه بفهرستها وترجمتها الى الفرنسية1. كما ان الكتابات التي عثر عليها في مسجد الرزق متوفرة باللغة الألمانية ايضاً2.

    • 1. Sauvaget 1940, 305-310
    • 2. Schneider 2008

    تشير الحفريات الأثرية في موقع تل حصن كيفا، الواقع على بعد 2 كم شرق مدينة حصن كيفا العائدة الى القرون الوسطى، الى ان اقدم استيطان في المنطقة يعود الى العصر الحجري الحديث (الألف العاشر قبل الميلاد، فترة ما قبل الفخار في العصر الحجري الحديث ب). كانت اول مستوطنة معاصرة لمواقع اخرى مثل هالان جيمي وكورتيك تبة وتل ديمركوي وتل كوزير. من الممكن ان اقدم اشارة الى هذا الموقع هي في نصوص ماري (الألف الثاني ق.م) على انه عاصمة مملكة إيلانصورا، وهو اسم معروف من النصوص الحثية ايضاً. وفي الألف الأول ق.م كانت منطقة حصن كيفا على الأرجح تحت سيطرة بيت زماني او كانت تنتمي الى بلاد نيربو. من المؤكد انه في القرن التاسع قبل الميلاد كان قد تم دمج منطقة حصن كيفا ضمن مقاطعة توشان الأشورية التي كانت عاصمتها على الأغلب في الموقع المعروف حالياً بـ'زيريت تبة' والذي يبعد عن حصن كيفا حوالي 50 كم.

    بعد حكم الفرس الأخمينيين والملوك الهلنستيين، اصبحت منطقة حصن كيفا بمثابة نقطة حدودية مهمة بين الرومان والفرثيين وفيما بعد الساسانيين. بموقعها مباشرة الى الشمال من أديرة طور عَبدين (التي كانت تُعرف ايضاً باسم 'جبال كشياري' في المصادر المسمارية الأشورية)، ورد ذكرها كمقر للأسقفية النسطورية (كنيسة المشرق الأشورية) خلال مجمع خلقيدونية عام 451 م. ويشار الى المدينة في المصادر الرومانية المتأخرة بأسم كيفاس او كيفا او ريسكيفاس او كاسترون وجميعها مشتقة من السريانية كيفو/كيفا ܟܐܦܐ ومعناها الصخرة.

    لا يعرف الكثير عن المدينة بعد أستيلاء العرب والمسلمين عليها عام 640 م حتى حكم الحمدانيين والمروانيين الذي لم يدم طويلاً. بعد ذلك سلمها السلاجقة كإقطاعية إلى الأرتوقيين (1102 – 1231). ازدهرت مدينة حصن كيفا وسيطرت على طرق القوافل الرئيسية المؤدية الى دياربكر والموصل عبر جسرها الرائع. انتهت فترة حكم الأرتوقيين التي امتدت 130 عاماً – والتي تميزت بسلسلة من المناورات السياسية بين جيران المملكة الأكثر قوة مثل سلاجقة الأناضول والأيوبيين – بالغزو الأيوبي لحصن كيفا عام 1232. بعد نهب المدينة من قبل المغول في عام 1260، تمكن الفرع الأيوبي في حصن كيفا من البقاء تحت سلطة قبائل الخروف الأسود والخروف الأبيض التركمانية. وخلال فترة حكم اوزن حسن من الخروف الأبيض شهدت المدينة فترة ازدهار وبناء وجيزة والتي انتهت بأحتلال الشاه الصفوي إسماعيل ثم العثمانيين (1516). أزدهرت المدينة كمركز تجاري متوسط الحجم خلال الجزء الأول من العهد العثماني – إذ خدمت، على سبيل المثال، كمورد رئيسي للقطن الى مدينة البندقية في ايطاليا1. حالياً فإن المدينة هي منطقة صغيرة من مقاطعة باتمان في تركيا الحديثة.

    تم اعلان حصن كيفا 'موقعاً اثرياً من الدرجة الأولى' من قبل الحكومة التركية في عام 1981 واجريت الحفريات الأثرية في الموقع منذ عام 1986 فصاعداً2.  وفي عام 1997، اعلنت الحكومة التركية عن خطط لإنشاء سد ومحطة طاقة كهرومائية واسعة النطاق (سد اليسو) على نهر دجلة في سياق مشروع جنوب شرق الأناضول والذي من شأنه اغراق جزء كبير من مدينة حصن كيفا فضلاً عن العديد من المواقع الأثرية غير المكتشفة على ضفتي نهر دجلة 3. على الرغم من الحملات المحلية والدولية المختلفة وسلسلة من الدعاوى القضائية ضد المشروع 4، كان بناء السد مستمراً عندما قام فريق عمل مشروع توثيق آثار وتراث بلاد وادي الرافدين (MMM) بتوثيق المدينة عام 2015. بعد ذلك بوقت قصير، واستعداداً لغرق الموقع، قامت الحكومة التركية بنقل ثمانية من المباني الموجودة في المدينة السفلية الى 'حديقة ثقافية' بالقرب من الوحدة السكنية التي تم تشييدها مؤخراً والمعروفة باسم 'حصن كيفا الجديدة' ، على بعد بضعة كيلومترات من الموقع الأصلي، حيث تم اعادة توطين سكان المدينة القديمة 5.

    المصادر العامة ل 'التاريخ':

    Darkot 1950, 452; Ory 1971, 507; Astour 1992; Oğuzoğlu 1997, 364-366; Miyake et al. 2012; Fink 2017, 2-6.

    زار العديد من المسافرين عبر تاريخ حصن كيفا الطويل المدينة وسجلوا انطباعاتهم. أحد أقدم المصادر المتعلقة بالمدينة في العصور الوسطى هو ما قدَّمه الجغرافي المقدسي من القرن العاشر، إذ قدم سرداً عن مدينة نابضة بالحياة تضم العديد من الكنائس والأسواق والمنازل 1. يذكر ابن الأزرق (المتوفى 1176-77) وجود المدينة 2. الجزري، مؤلف الأطروحة الشهيرة في علم الميكانيك 3، يقول إنه دخل في خدمات الحكام الأرتوقيين لحصن كيفا في 1174-1175 وانتقل لاحقًا إلى ديار بكر عندما تم نقل السلطة الأرتوقية 4.  وقد ذكر في أطروحته بأنه قد صنع باباً من البرونز للقصر الأرتوقي في حصن كيفا وبأنه قد زيَّنه بكثير من التطعيمات المعدنية وبمقارع ابواب مصممة بشكل مذهل:

    ' [...] صنعت لكل بابٍ قارعاً من النحاس المصبوب على شكل ثعبانين متصلة، رأس احدهما مواجهاً لرأس الأخر. افواههم مفتوحة كأنهم يريدون ان يأكلوا عنق ورأس الأسد (الذي كان بين الثعبانين) 5.'

    زار بتحية بن يا آشوف، وهو حاخام من ريغنسبورغ، حصن كيفا في طريقه إلى القدس في أواخر القرن الثاني عشر. ربما كان هو أول باحث عمل على أصل اسم المدينة 6. عبر ياقوت الحموي (المتوفى عام 1229) عن إعجابه بجسر دجلة 7 بينما أعطى ابن شداد (المتوفى 1285) تعليقًا على ذلك. رواية شاهد عيان عن المدينة الأيوبية، تضمنت مقرًا ملكيًا (داراً للسلطنة)، ومساجد ، ومدارس دينية ، وحمامات ، وبازارات وكرفانات 8. ومن المثير للاهتمام أنه ورد في بيانات نسخ لاحقة تمت إضافتها إلى كتاب ابن شداد أن أحد حكام حصن كيفا الأيوبيين، العادل سليمان، قد أبدى اهتمامًا بالكتاب وبأنه قد قام بنسخه شخصيًا 9.

       يشير حمد الله المستوفي (المتوفى عام 1349) إلى حقيقة أن ثروات المدينة قد بدأت في التدهور في القرن الرابع عشر10. زار المنطقة في القرن الخامس عشر مسافِرَين اثنين من فينيسيا وهما جيوسافات باربارو (1413 – 1494) و جيوفاني ماريا انجيوليلو (1451 – حوالي 1525) واشارا الى المدينة باسم 'اسناجيف' و 'ارسونجيف' 11.اوليا چلبي مر من خلال المدينة عام 1656 وذكر انه عجز عن ايجاد الكلمات المناسبة لوصف جمال جسر نهر دجلة 12.

     ومن بين أولئك الذين زاروا الموقع في القرن التاسع عشر هيلموث فون مولتك، رئيس أركان الجيش البروسي لاحقًا. القنصل العام البريطاني لدياربكر ج. ج. تايلور؛ وعالِم الآشوريات كارل فريدريش ليمان-هاوبت13.

    في أوائل القرن العشرين، زارت جيرترود بيل الموقع وصوّرته14؛ نشر ألبرت غابرييل توثيقًا تفصيليًا للآثار في عام 1940.15

    • 1. Oğuzoğlu 1997, 365
    • 2. Schneider 2008, 6-7
    • 3. Hill 1974
    • 4. Meinecke 1996, 62-63
    • 5. الترجمة: Hill 1974, 94
    • 6. Fink 2017, 2
    • 7. Darkot 1950, 453
    • 8. Meinecke 1996, 65
    • 9. Meinecke 1996, 71
    • 10. Oğuzoğlu 1997, 366
    • 11. Fink 2017, 6
    • 12. Ertaş 2011, 46
    • 13. Von Moltke 1841, 236-237; Taylor 1865, 32-33; Lehmann-Haupt 1910, 373-380
    • 14. http://gertrudebell.ncl.ac.uk/photos.php
    • 15. Gabriel 1940. For a list of other less-known travelers, see Miynat 2009

    Ahunbay, Zeynep. 2008. “Hasankeyf, a Site Threatened by the Ilısu Dam Project.” In Heritage at Risk: ICOMOS World Report 2006–2007 on Monuments and Sites in Danger, edited by Michael Petzet and John Ziesemer, 156–57. Altenburg: E. Reinhold.

    Astour, Michael C. 1992. “The North Mesopotamian Kingdom of Ilānṣurā.” In Mari in Retrospect: Fifty Years of Mari and Mari Studies, edited by Gordon D. Young, 1–33. Winona Lake, IN: Eisenbrauns.

    Darkot, Besim. 1967. “Hisn Keyfâ.” In Islâm Ansiklopedisi: Islâm âlemi coğrafya, etnografya ve biyografya lûgati, vol. 5, pt. 1: 452–454. Istanbul: Millî Eğitim Basimevi.

    Ertaş, Mehmet Yaşar. “Evliya Çelebi Seyahatnamesi’nde Yollar: Kaldırımlar, Köprüler ve Kervansaraylar.” Pamukkale University Social Sciences Institute Journal 10: 43–53.

    Eyice, Semavi. 1994. “Dicle Köprüsü.” In Türkiye Diyanet Vakfı Islam Ansiklopedisi, vol. 9: 283–284. Istanbul: Türkiye Diyanet Vakfı.

    Fındık, Nurşen Özkul, Ali Akın Akyol, and Nurşen Sarı. “Archaeometric Analyses of Hasankeyf Unglazed Ceramics.” Mediterranean Archaeology and Archaeometry 14 (1): 261–271.

    Fink, Andreas. 2017. Der arabische Dialekt von Hasankeyf am Tigris (Osttürkei). Wiesbaden: O. Harrassowitz.

    Gabriel, Albert. 1940. Voyages archéologiques dans la Turquie orientale. Paris: E. de Boccard.

    Hill, Donald R. 1972. The Book of Knowledge of Ingenious Mechanical Devices by Ibn al-Razzāz al-Jazarī. Boston: Dordrecht.

    Lehmann-Haupt, Carl F. 1910. Armenien, Einst und Jetzt: Reisen und Forschungen von C.F. Lehmann-Haupt. Vol. 1, Vom Kaukasus zum Tigris und nach Tigranokerta. Berlin: B. Behr’s Verlag.

    Meinecke, Michael. 1996. Patterns of Stylistic Changes in Islamic Traditions: Local Traditions versus Migrating Artists. New York: New York University Press.

    Miyake, Yutaka, Osamu Maeda, Kenichi Tanno, Hitomi Hongo, and Can Y. Gündem. 2012. “New Excavations at Hasankeyf Höyük: A 10th Millennium cal. BC Site on the Upper Tigris, Southeast Anatolia." Neo-Lithics 1/12: 3–7.

    Miynat, Ali. 2009. “Batılı Seyyahların Gözüyle Hasankeyf.” In I. Uluslararası Batman ve Çevresi Tarihi Sempozyumu, edited by Salim Cöhce and Adnan Çevik, 182–198. Batman: Batman Valiliği.

    Oğuzoğlu, Yusuf. 1997. “Hasankeyf.” Türkiye Diyanet Vakfı İslâm Ansiklopedisi, vol. 16: 364–368. Istanbul: Türkiye Diyanet Vakfı.

    Ory, Solange. 1971. “Ḥiṣn Kayfā.” In Encyclopedia of Islam, Vol. 3: 506–509.

    Rizk Khoury, Dina. 1997. State and Provincial Society in the Ottoman Empire: Mosul, 1540–1834. Cambridge: Cambridge University Press.

    Sauvaget, Jean. 1940. “Inscriptions Arabes.” In Voyages archéologiques dans la Turquie orientale, by Albert Gabriel, 287–356. Paris: E. de Boccard.

    Schneider, Peter I. 2008. Die Rizk-Moschee in Hasankeyf: Bauforschung und Baugeschichte. Byzas 8. Istanbul: Ege Yayınları.

    Sinclair, Thomas A. 1989. Eastern Turkey: An Architectural and Archaeological Survey. Vol. 3. London: Pindar.

    Taylor, J. G. 1865. “Travels in Kurdistan, with Notices of the Sources of the Eastern and Western Tigris, and Ancient Ruins in Their Neighbourhood.” The Journal of the Royal Geographical Society of London 35: 21–58.

    Von Moltke, Helmuth. 1841. Briefe über Bestände und Begebenheiten in der Türkei aus den Jahren 1835 bis 1839. Berlin: Mittler.

    Whelan, Estelle. 1988. “Representations of the Khāṣṣakīyah and the Origins of Mamluk Emblems.” In Content and Context of Visual Arts in the Islamic World, edited by Priscilla P. Soucek, 219–243. University Park, PA.: Published for the College Art Association of America by the Pennsylvania State University Press.

    المحتوى
    إيرهان تمور
    تعديل المحتوى
    ماثيو بيبلز (4/9/2020)