مزار الشيخ شمس

    ملف الموقع

    مزار الشيخ شمس هو أحد الأماكن المقدسة العديدة والمنتشرة في جميع أنحاء وادي لالش، شمال العراق. وهو مخصص لرجل تقي من القرن الثاني عشر. يقع المزار جنوب غرب المزار المركزي للشيخ عدي، صعودًا من كانيا سبي (العين البيضاء). اُنشأ المزار على الأرجح بعد وفاة القديس بفترة وجيزة، وهو من بين الآضرحة الأكثر تقديساً في لالش. وهناك طقوس جماعية مهمة تُجرى فيه تتضمن التضحية بثورٍ خلال العيد السنوي للجمعية (سجنا جماعية)..1

    • 1. تُجرى الذبيحة في اليوم الخامس من هذا العيد وتقام في حوض أمام الضريح Açikyildiz 2010, 105–106 ويُذبح ثور أخرى في مهرجان يدعى الأربعين يومًا من الصيف Chilê Havinê; ibid., 110

    and Surrounding Area

    Upper Terrace

    الفناء الشرقي

    الفناء: مدخل الغرفة المؤدية الى المزار

    الفناء: منظر باتجاه مزار ملك ناصردين

    الصور التكميلية

    يتم الوصول إلى مزار الشيخ شمس من جهة الوادي عن طريق درجات سلم متواصلة تتجه صعوداً من مبنى مزار الشيخ عدي. وقد صُمم المبنى، الذي يحيط به فناء مفتوح، بشكل مستطيل في اتجاه الشرق والغرب. ويُدخل اليه من ردهة في الجهة الشرقية، بُنيت في تسعينيات القرن العشرين.1 والردهة مجاورة للمزار الصغير الخاص بالمَلَك ناسردين (نصر الدين)، الذي يُدخل اليه من باب بسيط تعلوه قوصرة مثلثة كُتب عليها باللغة العربية2.  أما الدخول إلى الجزء الرئيس من المبنى فيكون من غرب الفناء عبر بوابة منخفضة لها قوس مفلطح. وفي وقت توثيق المكان، من قبل فريق توثيق آثار وتراث بلاد وادي الرافدين (MMM)، كانت هناك زهور وقشور بيض ملونة جُصِّصت على القوس احتفالًا بمهرجان قريب3.  يؤدي المدخل المقوس إلى غرفة مستطيلة، سقفها محدب اسطواني الشكل، تمتد باتجاه الشرق والغرب على طول الجانب الشمالي للمبنى. تجاور هذه الغرفة الجزء الأقدم من الضريح: في الجهة الغربية تقع حجرة مزار الشيخ شمس، والتي يمكن رؤيتها من خلال نافذة في الغرفة الشمالية. وفي الجهة الشرقية توجد ردهة، مربعة تقريبًا بسقف محدب اسطواني، يُدخل اليها من الغرفة الشمالية عبر باب مقوس له درجة. وهناك باب منخفض في جدارها الغربي يُفتح إلى حجرة القبر. وقد لاحظ أيثل س. دروَر، في زيارته للالش عام 1940، وجود العديد من المنحوتات على هذا الجدار، فهناك قبة مخروطية محززة فوق الباب، فضلاً عن رموز نجمية وزخارف أخرى على قطع الأحجار المحيط 4. ولأن هذه المنحوتات لم تعد موجودة، فلابد إن المنطقة اٌعيد بنائها بعد ذلك الوقت. حجرة القبر هي مربعة الشكل تقريبًا ومغطاة بقبة، كما هو الحال مع حجرة ضريح الشيخ عدي. بالإمكان الوصول إلى السقف المسطح للمزار (انظر البانوراما)، والذي يسمح برؤية قريبة للقبة المخروطية التي تغطي حجرة القبر. الجهة المنخفضة من السطح مربعة الشكل، يليها جزء مثمن، والجهتان العلويتان لهما شكل دائري. وتشير الكرة الذهبية في قمة القمع، مع الأضلع البالغ عددها 32 ضلعًا، إلى أشعة الشمس الإلهية. يوفر السطح أيضاً إطلالةً على الوادي، كما تبدو من بعيد القباب المماثلة لمزار الشيخ عدي.

    • 1. Açikyildiz 2010, 164.
    • 2. يصف نسخة اقدم للضريح Drower (1941, 163)
    • 3. هي طقوس تُمارس خلال عيد رأس السنة (سَري سال) في أبريل، حيث توضع الزخارف على أبواب البيوت والأماكن المقدسة على حد سواء. في لالش، الطين المستعمل في تزيين المباني المقدسة مصنوع من ماء نبع زمزم. راجع Açikyildiz 2010, 108–109
    • 4. Drower 1941, 161–162

    لا يُعرف سوى القليل عن الشخصية التاريخية للشيخ شمس (واسمه الكامل: حسن بن عدي شمس الدين)، لكن يُقال إنه كان في لالش عندما وصل الشيخ عدي هناك للتبشير في القرن الثاني عشر الميلادي. أصبح خلفًا لوالده، إزدينا مير، كزعيم للمجتمع اليزيدي. وفي النهاية أصبح مؤلَّهاً، كأحد الملائكة السبعة الذين يجتمعون سنويًا في ضريح الشيخ عدي لتحديد مسار السنة، وتم تحديده مع إله الشمس. 1 وهناك خمس مزارات مخصصة للشيخ شمس معروفة في معابد اليزيديين المختلفة. 2 وليس من المؤكد التسلسل الزمني للهيكل الذي وثقه فريق مشروع توثيق آثار وتراث بلاد وادي الرافدين (MMM) في وادي لالش. ومن المحتمل أن يكون قلب المبنى - غرفة الردهة والمزار - قد شُيِّد في القرن الثاني عشر، مع إضافة القاعة الشمالية وميزات أخرى لاحقًا. وحتى قلب الهيكل كان قد تم تعديله منذ أربعينيات القرن الماضي كونه يختلف عن المزار الذي وصفه المسافرون في أوائل القرن العشرين (للمزيد من التفاصيل، راجع 'المطبوعات المبكرة').

    • 1. :فيما يخص تأليه الشيخ شمس وتقديسه، راجع Victoria Arakelova, “Three Figures from the Yezidi Folk Pantheon,” Iran and the Caucasus 6 (2012): 57–73.
    • 2. Açikyildiz 2010, 166

    وصف مزار الشيخ شمس العديد من المسافرين الذين زاروا معبد لالش في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بما في ذلك أوستن هنري لايارد (منتصف أربعينيات القرن التاسع عشر)، وسيسيل جي إدموندز (ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين)، وإثيل س. دراوَر ( 1940).1 الذي لاحظ عددًا من المعالم على امتداد بوابة الضريح التي لم تعد موجودة، بما في ذلك نحت لنجمة وهلال وقمع مستدق الشكل، فضلاً عن ثعبان على يمين الباب. وركز معظم المصورين الأوائل في معبد لالش على مزار الشيخ عدي، لكن قبة الشيخ شمس تم تصويرها بواسطة ويلفريد باتريك ثيسيجر عام 1950 (انظر الصورة التاريخية).

    • 1. Layard 1849 (1): 289–290; Edmonds 1967, passim; Drower 1941, 161–162

    Açikyildiz, Birgül. 2010. The Yezidis: The History of a Community, Culture, and Religion. London: Tauris.

    Drower, Ethel S. 1941. Peacock Angel. London: J. Murray.

    Edmonds, Cecil J. 1967. A Pilgrimage to Lalish. London: Royal Asiatic Society.

    Layard, Austen Henry. 1849. Nineveh and Its Remains. 2 vols. London: J. Murray. 

    المحتوى
    ماثيو بيبلز وهيلين ملكو (2021)