ملف الموقع
إن الموقع الأثَري لرَبَّانة (وهو اسم مشتقٌ على الأرجح من الكلمة السريانية ربانا (ܪܒ݃ܢ݃ܐ) بمعنى كاهن) يقع حول اخدودٍ منحوت في الوادي مُقتَطَع من المنحدر الغربي لجبل پيرامگرون. إنّ الوادي الأقرب له، قاراچاتان، يبعد حوالي 1كم إلى الغرب، ويقع الموقع على بعد حوالي 40 كم شمال غرب مدينة السليمانية. وكما هو الحال مع ميرقولي، التي تبعد 1.5كم إلى الجنوب الشرقي على امتداد نفس الجانب من جبل پيرامگرون، تتميز رَبَّانة بمنحوتة صخرية مرتبطة بمجموعة من المعالم المعمارية المتنوعة، بضمنها الجدران الدفاعية. لكن الموقِعَين الإثنَين مختلِفَين جداً في موضعهما _ فبينما تقع ميرقولي على قمة عالية، فإنّ موقع رَبَّانة أوطأ بكثير ضمن الوادي. في الحِقبة الفرثية، وهي الزمن الذي يرجَّح أن تكون المنحوتَتان قد تم نقشهما فيه، كان كِلا هذين الموقعَين قرب الحدود بين الولايات الشمال غربية للإمبراطورية ومملكة حدياب التابعة.
وسائل اعلامية
الوصف و الرموز و المشاهد الفنية
التاريخ
كما هو الحال مع ميرقولي، هناك القليل جداً من الأدلة عن تاريخ رَبَّانة. ولكونها تقع في واحدة من السلاسل الغربية لجبال زاگروس، في وادٍ يسهُل الدفاع عنه، لا بُدَّ أنَّها كانت مرتبطة بأمن الحدود. خلال الحِقبة الفرثية، كانت هذه المنطقة تمثل الحدود بين الولايات الغربية للإمبراطورية ومملكة حدياب التابعة. لذا، فإن الباحثين قد حددوا هوية الشخص المنحوت في المنحوتة على أنَّه حاكم من هذه أو تلك من هاتين المنطقتَين: البعض اقترح كونَه ملكاً حديابياً، بينما آخرون رجَّحوا أن يكون حاكماً أرساسيدياً _ ربما كان ڤونونس (حكم عام 51 م) أو ڤولوگاسيس الثالث (حكم ما بين 108/9 - 147/8م)، بناءاً على القرائن النقدية بالنسبة لرداء الرأس
أيّاً كان هذا الحاكم، فإن وضع صورته على المدخل إلى المستوطنة لا بُدَّ انه كان إستراتيجيا، فقد وَسَمَ الموقع بأكملِه بتصوير دائم لقوته. نظراً للتشابه بين منحوتَتَي رَبَّانة وميرقولي، فلربّما كان الحاكم نفسه (أو أعضاء لاحقين من السُلالة) قد سعى لإدِّعاء حيازته لمجموعة من الحُصون وتأكيد ارتباطها من خلال هذا الزوج من المنحوتات. على أي حال، فإن التكرار المتقارب للصور ضمن مسافات متقاربة نوعاً ما يكون بالتأكيد ذو مغزى في سياق الشرق الأدنى القديم؛ سيُفهَم ذلك على أنّه مدهش ومؤثِّر، مع التكرار مُمَدِّداً حضور الحاكم عبر عٍدَّة سياقات فضائية.
كَشَفت التحقيقات الأولية للمنطقة ضمن الجدار المحيط عن طَورٍ خزفيٍّ واحد فقط يمكن تحديده بالعصر الفرثي.
مراجع مختارة
رحيم، كمال رشيد. 2001. "مشروع استنساخ منحوتَتَي جبل بيرمكرون المقدس في موقعي (ميرقولي) و(ربنه)." هەزار مێرد، ژمارە 18: 153-163.
زاموا، دلشاد عزيز، و ئاميدي، ايهان محمد. 2011. "مَنحوتَتَي ميرقولي وربەنە في جبل پیرەمەگرون: دراسة تحليلية- مقارنة." سوبارتو 4-5: 230-239.
مهدي، أحمد. 1950. "مواقع أثرية في ناحية سورداش بلواء السليمانية". سومر 6: 231-243.
Brown, Michael, Peter Miglus, Kamal Rasheed, and Mustafa Ahmad. 2018. “Portraits of a Parthian King: Rock Reliefs and the Mountain Fortresses of Rabana-Merquly in Iraqi Kurdistan.” Iraq 80: 63–77.