أربيل / هه ولێر/ ܐܲܪܒܹܝܠ

    ملف الموقع

    تُعد أربيل أو هەولێر (بالكردية) و ܐܲܪܒܹܝܠ (اربيل) بالآرامية الحديثة والآشورية، عاصمة منطقة الحكم الذاتي الكردي في العراق. إنها تقع على بعد 350 كم شمال شرق بغداد، 80 كم شرق الموصل. وتحتل موقعًا رئيساً على السهل الخصب بين نهري الزاب الكبير والصغير، مع نهر دجلة إلى الغرب وجبال زاغروس من الشرق. إنها واحدة من أقدم المواقع المأهولة باستمرار في العالم. كان اسمها القديم أربيلا (مدينة الآلهة الأربعة). وعلى مر القرون، شكلت الطبقات المتتالية من الاستيطان تل القلعة، الذي يرتفع الآن 28-32 مترًا عن المناطق المحيطة به. ويعود تاريخ معظم المباني الموجودة في القلعة الحالية إلى العهد العثماني المتأخر. ويوجد أسفل القلعة العديد من الأبنية التاريخية، بما في ذلك سوق تقليدي مغطى (قيصرية) من أواخر الفترة العثمانية، يتخلله مدينة حديثة مكتظة بالسكان أسفل منحدرات القلعة. وبعيدًا عن القلعة، داخل المدينة الحديثة، لا تزال هناك مئذنة جولي التي تعود إلى العصور الوسطى.

    البلدة السفلى: مناظر عامة وشوارع

    الأروقة المبنية بالطابوق والسوق

    برج الساعة

    القلعة: مناظر عامة للشارع

    سطح الدار و منظر فوقي لاربيل

    الصور التاريخية

    الصور التكميلية

    القلعة

    لقلعة أربيل شكل دائري بيضاوي، تبلغ مساحتها حاليًا 430 × 340 مترًا وتغطي مساحة إجمالية قدرها 102 الف متر مربع (حوالي 11 هكتارًا). كانت هذه التلّة القديمة بمنحدراتها المائلة (والمكونة من آثار لمستوطنات سكانية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ)، بمثابة قاعدة لقلعة العصور الوسطى التي تحيطها جدران من الطابوق الطيني متداخلة مع أبراج (واحد منها فقط نجا جزئيًا).1  ومنذ أواخر القرن التاسع عشر، تم استبدال الجدار تدريجيًا بمنازل تعود جميعها إلى العصر العثماني المتأخر أو ما بعده بوقت قصير، وتشكل واجهاتها الآن الواجهة الخارجية لسياج القلعة. ويضفي البناء بالطابوق على هذه الواجهات، المزخرفة في أغلبها، مظهرًا موحدًا للمكان. وللعديد من هذه المنازل ركائز مستديرة، بالغالب ثلاثة لكل واجهة، لتثبيت مكانها غير المستقر على حافة التلّة.

    كان الوصول الى القلعة في السابق يتم فقط عبر منحدرها الجنوبي، من طريق فيه جسر ومنحدر. وفي عام 1860، تم بناء مدخل مقوس شهير يدعى البوابة الكبرى بالطريقة التقليدية. تم هدمه عام 1960،2 وأعيد تصميم بوابة جديدة من قبل المهندسين المعماريين العراقيين رفعت الجادرجي ومعاذ الألوسي عام 1975. بُنيت عام 1979. لكنها هُدمت هي الأخرى عام 2013، وحلت محلها بوابة أخرى أقرب في مظهرها إلى البوابة الكبرى التي كانت متواجدة في العصر العثماني إنما ليست نسخة طبق الأصل منها. وقد اُضيفت بوابتان أصغر في القرن العشرين لتسهيل الوصول إلى القلعة عبر الشمال والشرق.

    كانت منطقة القلعة بالأصل مقسمة إلى ثلاثة أقسام: حي التكية في المنطقة الشمالية الوسطى، والطوبخانة في الجنوب الغربي، والسراي في الجنوب الشرقي. والمخطط الحضري لها عمومًا ملتوٍ، حيث تتفرع الشوارع من البوابة الجنوبية. أما المنازل، التي عادة تشترك في الجدران، فهي مرتبة في كتل عضوية تحددها شبكة الشوارع الضيقة. وفي منتصف القرن العشرين، بالضبط عندما هُدمت البوابة الكبرى، تم فتح طريق كبير من الشمال الى الجنوب واخترق القلعة دون مراعاة للتخطيط الحضري السابق (على سبيل المثال، قُطع الى النصف أكبر القصور التاريخية في القلعة، منزل يعقوب آغا).

    يعود تاريخ معظم العمارة الباقية إلى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. فالمنازل الموجودة التي تشكل غالبية النسيج الحضري تعود إلى ذاك الوقت، بالرغم من أن بعض الأكواخ الصغيرة أقيمت بعد هجرة سكان القلعة بعد الحرب العالمية الثانية. وتم بناء المنازل التقليدية من الطابوق الأحمر حول أفنية مستطيلة، ولبعضها شرفة منخفضة مسقفة تطل على الفناء الوسطي وهي تشكل انتقالًا إلى طابق علوي.3 إنها مسقفة بعوارض خشبية محكمة بمزيج من الطين والجير.

    وتتناثر حول القلعة منازل اكبر تتميز بتصاميم ومواد أكثر تفصيلاً، يقع العديد منها على طول محيطها (انظر منزل يعقوب آغا) ومنزل رشيد آغا ودار 13ب). وهذه الأخيرة لها نوافذ وشرفات تطل على البلدة السفلى.

    وتقع المباني الحكومية والإدارية، الزائلة، بالقرب من المحيط الجنوبي. وفي الماضي، كانت هناك العديد من المساجد في القلعة لكن المسجد الكبير فقط (مسجد الملا أفندي) ما يزال قائماً. والعناصر التاريخية لهذا المبنى، التي ربما شُيدت في منتصف القرن التاسع عشر فوق مسجد سابق، تتكون فقط من منبر ومئذنة.4

     وقد هُدمت قاعة الصلاة القديمة في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي بسبب التدهور، ليحل محلها هيكل مختلف (مثلاً تم استبدال السقف السابق الذي كان له 21 قبة بسقف ذي قبة خرسانية واحدة، وذلك من بين تغييرات الأخرى). ويوجد حمام إلى الشرق مباشرة من المسجد وهو أقدم مبنى موجود في القلعة، حيث تم بناؤه في أواخر القرن الثامن عشر، وتم تجديده بشكل كبير في السبعينيات (انظر المدخل له).

    البلدة السفلى

    وفقًا للأدلة المتوفرة، بُنيت البلدة السفلى خلال فترة العصور الوسطى، وامتدت جنوبًا مع وجود مجموعة سكانية أخرى إلى الغرب قليلاً. وتشير التقارير إلى أنه تم تطويرها وتحصينها من قبل مظفر الدين كوكبوري (1190-1232 م). ويشير المؤلفون إلى البوابات والخانات والبازارات فيها، رغم ان القليل منها يمكن تمييزه بدقة من قبل السكان المحليين في المدينة الحديثة.5

     وقد تكون مئذنة جولي، وهي النصب التذكاري الوحيد المتبقي من العصور الوسطى في أربيل، مرتبطة بمدرسة بناها مظفر (انظر المدخل اليها).

    اليوم، عند مغادرة القلعة إلى البلدة السفلى عن طريق البوابة الجنوبية، فإن أول مبنى يأت في الواجهة هو بيت شاي (مقهى) شهير تم تشييده في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي. وهو مبني على الطراز الإقليمي التقليدي باستعمال القطع الزجاجية الملونة في جميع نوافذه المقوسة (انظر منزل صوفي كريم سراج في السليمانية). إن المنطقة الواقعة إلى الجنوب مباشرة من البوابة تتصل بساحة مفتوحة كبيرة (متنزه حديقة المدينة/ شار گاردن پارک) التي نُفذت في 2009-2010 في منطقة تجارية سابقة. إن الساحة محاطة من الشرق والغرب برواقين من الطابوق تم بناؤهما مؤخرًا، مما يضفي تناسقًا على المنظر تجاه القلعة (انظر البانوراما).

    ينفتح الرواق الشرقي على حي خانقة، ويواجه مسجدين وهو ُمزَيَّن في نهايته الجنوبية ببرج الساعة الذي يجمع بين طراز ساعة بيج بن والطابوق التقليدي.

    تواجه الممرات الغربية البازار الرئيسي في المدينة، والذي من المحتمل أن يكون تخطيطه العام قد تبلور منذ عدة قرون. يُقال إن مظفراً كان قد أقام سوقًا، ربما في هذا المكان، رغم أنه وفقاً للروايات قد تم حرقه بعد بضعة عقود فقط من ذلك إبان هجوم المغول عام 1259.6  على كل حال، فإن الرّحّالة في القرن التاسع عشر يصفون سوقًا مزدحمة، إذ يشير هوراشيو ساوثجيت، أثناء زيارته للمدينة في ثلاثينيات القرن التاسع عشر: 'كان للأسواق التي تقع أسفل القلعة مظهرًا جميلاً كونها مغطاةٌ بالأغصان، مما يمنحها هواءً وخفة أكثر قبولًا، وهي أقل ثقلاً من الأقواس المُصمتة (أي الأقواس المسندة إلى جدران ولا تحتوي فتحات) المبنية من الطابوق أو الحجر.'7

    إن أقدم المباني في البازار الحالي تتمثَّل بقيصريتين منفصلتين تم بناؤهما في أواخر العهد العثماني (تظهر هاتان البنايتان المكونتان من طابقين في الجزء السفلي الأيسر في الصورة الجوية التي تعود لـدبليو آر هاي  لعام 1918، إذ تُهيمنان على شبكة التسوُّق المفتوحة بينهما.8  لقد تم توسيع العديد من الشوارع في منطقة البازار حوالي منتصف القرن العشرين، غالبًا ما يكون ذلك على حساب العمارة التقليدية. بعد ذلك بوقت قصير، تم تجديد المنطقة وتسقيف الممرات. وفي الاتجاه المعاكس للقيصرية، هناك حي كبير من المنازل المبنية بالطابوق التقليدي وتعود إلى أواخر العهد العثماني وأوائل القرن العشرين وهي تعاني حالياً من الدمار (لقد تم توثيقها في خريف 2019) وتُعرف هذه المنطقة محليًا بمحلة عرب.

    • 1. تدعم شرفة البيت 6/3 (بيت بربال آغا) على الحافة الشرقية للقلعة.
    • 2. ربما تم تدمير شكل سابق لهذه البوابة أثناء نهب أربيل تحت حكم نادر شاه عام 1743. وليس من المؤكد متى تمت عملية إعادة البناء الفعلية (ورغم الاعتقاد انها تمت في عام 1860، إلا ان الرحالة الأقدمين ذكروا البوابة في ملحوظاتهم، وتظهر بوابة مماثلة في رسم يوجين فلاندين للقلعة، ويرجع تاريخها إلى أربعينيات القرن التاسع عشر).
    • 3. للتحليل المعماري لمثل هذا المنزل (22/3)، انظر Kowalczyk and Olbryś 2019, 339–351.
    • 4. محمد 2009.
    • 5. للحصول على مناقشة أوفى لهذه القضية، بما في ذلك مزيد من الأدلة على تضاريس المدينة في عصر القرون الوسطى، انظر Nováček et al. 2013.
    • 6. في ياقوت الحموي (كتاب 1). راجع الهاشمي 2016 ، 214-215.
    • 7. ساوثجيت 1840 ، المجلد. 2 ، 212.
    • 8. لاحظ هرتسفيلد أثناء زيارته للموقع عام 1916 أن القيصريات كانت جديدة مقارنة بمحيطه (Herzfeld 1920, 314). شاهد التحليل المعماري الأخير والمخططات الأرضية للمبنيين في Kurapkat 2016. انظر أيضًا Müller-Wiener and Mollenhauer 2016.

    المراجع العامة (الوصف والرموز والمشاهد الفنية):

    Hasan1985; HCECR 2012; Palumbo et al. 2012; Nováček et al. 2013; al Yaqoobi et al. 2016a; al-Hashimi 2016; Abbas 2017; High Commission for Erbil Citadel Revitalization (website).

    غالباً ما توصف أربيل بأنها أقدم مستوطنة مأهولة باستمرار في العالم. في الواقع، تشير الأدلة الخزفية إلى أن الموقع كان مأهولًا بالفعل في فترة العُبيد. بقي اسمها القديم مُتضمَّناً في اسمها الحديث أربيل. وتعود أقدم التوثيقات المحتملة لهذا الاسم إلى الفترة الأكدية (أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد)، عندما تم ذكر موقع يسمى 'أربيلوم' أو 'أوربيلوم' في النصوص الموجودة في إيبلا وأماكن أخرى1 . وتشير النصوص اللاحقة إلى أن المدينة تعرضت للنهب من قبل حاكم أور الثالث شولكي (حكم من 2094 إلى 2047 قبل الميلاد)، وبحلول عام 2044، في عهد أمارسين، أصبحت المدينة تحت هيمنة سلالة أور الثالثة2 . وخلال العصر البرونزي الوسيط، كانت المدينة جزءًا من دولة قَبرا، بينما كانت في أواخر هذا العصر تحت سيطرة الآشوريين الذين أطلقوا عليها اسم أربيل أو أربيلا (مدينة الآلهة الأربعة). خلال الفترتين الوسطى والآشورية الحديثة، كانت أربيلا مركزًا سكانيًا رئيسيًا، تتمتع بموقع استراتيجي على طول طرق تجارية مهمة. كما اشتهرت بمعبد عشتار (ايجاسانكلاما). وقد عُرفت الإلهة بعشتار أربيلا وغالبًا ما كانت تُدعى 'سيدة أربيل' في كتابات ملوك العصر الآشوري الحديث. وقام آشوربانيبال بإصلاح معبد عشتار وكذلك أسوار المدينة في عهده (669-631 قبل الميلاد). وتم العثور على رسم تخطيطي لأربيلا، حيث يؤدي الملك احتفالًا دينيًا أمام مبنى ربما يمثل معبداً، على نقش يعود للقصر الشمالي في نينوى3.

    وخلال الفترة الأخمينية، احتفظت أربيلا بأهميتها كعاصمة لمقاطعة آشور. ونشبت معركة الإسكندر الشهيرة جوجوميلا في مكان قريب وبالتالي تُعرف أيضًا باسم معركة أربيلا. وفي أعقاب حروب من خلَفهم، سقطت المدينة تحت سيطرة السلوقيين - وأصبحت مركزًا لمقاطعة تُعرف باسم أديابين (حدياب)، والتي يقع مركزها في المنطقة الواقعة بين نهري الزاب. أصبحت أديابين جزءًا من الإمبراطورية الفرثية خلال النصف الثاني من القرن الثاني قبل الميلاد. خلال أواخر العصر السلوقي وأوائل الفترات الفرثية، اصبحت مملكة أديابين مستقلة بشكل متزايد. ووفقًا لجوزيفوس، تحولت العديد من السلالات الحاكمة إلى اليهودية، وأبرزها إيزيتس الثانية (من 36 قبل الميلاد إلى 60 بعد الميلاد).4  وقد يمثل الشكل المنحوت على نقش باتاس حرير، على بعد 50 كم شمال أربيل، ملكًا حديابياً، ولم يكن امراً نادراً ايجاد أربيلا في مرمى النيران خلال الحروب بين الفرثيين والرومان.5   ومع توسعات الحاكم الساساني أردشير في عشرينات القرن الثالث الميلادي، تم ضم أديابين الى الإمبراطورية الساسانية وظلت مقاطعة لمدة 400 عام تلت ذلك. وبحلول أوائل القرن الخامس، كانت أربيلا موقعًا للمجتمع المسيحي في شمال بلاد وادي الرافدين.6

    معظم المعلومات حول أربيلا القديمة مستمدة من مصادر نصية: لم تحدث استكشافات أثرية واسعة النطاق للطبقات القديمة بسبب الاستيطان المستمر للقلعة. ومع ذلك، فقد أجريت بعض الحفريات غير المنشورة أثناء إعادة بناء البوابة الجنوبية في سبعينيات القرن الماضي. هذه القطع الأثرية تعود الى العصر الأشوري الحديث محفوظة الآن في متحف أربيل7.  وهناك المزيد من الحفريات الأثرية جارية منذ عام 2006 وقد أسفرت بالفعل عن معلومات جديدة حول المستوطنة القديمة8.

    نجا عدد محدود من المعلومات عن تاريخ المدينة في فترة العصور الوسطى المبكرة، إذ يبدو ان أهميتها تلاشت لبعض الوقت مع بروز أهمية الموصل في ظل السلالات الإسلامية المبكرة. وبحلول منتصف القرن الحادي عشر، كانت السيطرة على أربيل في أيدي الأكراد الهذبانية. وفي عام 1128، استولى عماد الدين زنكي على المدينة، على الرغم من أنها كانت تحت حكم الجنرال زين الدين علي كوجوك. أسس هذا الأخير سلالة 'بيجتجيند' (Begteginid) المحلية، التي ترأست أكثر مراحل المدينة ازدهاراً في العصور الوسطى، لا سيما في عهد مظفر الدين كوكبوري (حكم 1190-1232). وقد احتفل مؤرخو العصور الوسطى بهذا الحاكم لرعايته المعمارية، لا سيما في البلدة السفلى التي طورها إلى جنوب وغرب القلعة9 . فضلاً عن ذلك، فقد أقام احتفالًا شهيراً بالمولد النبوي، والذي أتى من أجله المسافرون إلى أربيل من كل حدب وصوب. وفي الوقت نفسه، احتفظت المدينة بعدد كبير من السكان المسيحيين، وورد أن العديد من الكنائس كانت قد أقيمت في منطقة القلعة. ولم ينج أي من هذه الكنائس10  . وكانت المدينة أيضًا موطنًا لجالية يهودية كبيرة11.

    بعد وفاة مظفر عام 1232، عانت أربيل من صراعات داخلية على السلطة وهجوم من قبل الجيوش المغولية التي أحرقت البلدة السفلى وحاصرت القلعة. صمدت القلعة حتى عام 1258، عندما شكل هولاكو تحالفًا عسكريًا مع بدرالدين لؤلؤ في الموصل. وبعد عام 1514، حاول العثمانيون جلب أربيل إلى دائرة نفوذهم، على الرغم من أنهم لم يتمكنوا من الحفاظ على حكم مستمر، وتناوبت السيطرة على المدينة بين عدد من الإمارات. وأثناء المنافسة العثمانية الفارسية على بلاد وادي الرافدين، وبشكل أكثر تحديدًا، خلال حملة نادر شاه عام 1743 تعرضت أربيل لنهب كبير (ولهذا السبب لم يبقَ أي شيء تقريبًا من المدينة قبل هذا الوقت سوى مئذنة جولي). بعد تمرد المستوطنات الكردية في أواخر أربعينيات القرن التاسع عشر، وُضعت المدينة والمنطقة تحت السيطرة المباشرة للإدارة العثمانية: في البداية كجزء من ولاية بغداد، ثم لاحقًا، اعتبارًا من عام 1870، كجزء من ولاية الموصل (سنجق شهرزور). وكان وقتًا مزدهرًا نسبيًا لأربيل، إذ إن العديد من المنازل الفخمة تعود إلى أواخر العهد العثماني.

    مع سقوط الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، أضحت منطقة أربيل تحت الانتداب البريطاني ثم مملكة العراق فيما بعد. وتم إخلاء القلعة تدريجياً من سكانها بعد الحرب العالمية الثانية، وتحولت العديد من مبانيها إلى أنقاض. وفي غضون ذلك، توسعت البلدة السفلى بسرعة، مع ارتفاع إجمالي لعدد السكان إلى ما يقدر بنحو 1.5 مليون اليوم. وبموجب أحكام الدستور العراقي لعام 2005، أصبحت عاصمة حكومة إقليم كردستان. منذ عام 2007، تحظى القلعة بجهود إعادة إحياء مستمرة تحت رعاية 'المفوضية العليا لإعادة إحياء قلعة أربيل'12 . وتم نقل سكان القلعة من أجل المضي قدماً في أعمال الترميم هذه13.  وفي عام 2014، أدرجت القلعة في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي14.

    • 1. TM.75.G.2428 obv.xxiv.3 and TM.75.G.2429 obv.xiii.26. راجع HCECR 2012, 63
    • 2. راجع ملخص المصادر في Unfer 1928; HCECR 2012, 63–64
    • 3. للحصول على النقش الذي يصف تجديد آشوربانيبال لأربيل، انظر Jamie Novotny, Selected Royal Inscriptions of Assurbanipal: L3 , L4 , LET, Prism I, Prism T, ونص ذو صلة في (SAACT 10) (Helsinki: Neo-Assyrian Text Corpus Project, 2014), 80–81, 99. وحول علاقة آشوربانيبال مع عشتار في أربيل، انظر بمزيد من التفصيل في Porter 2004. North Palace relief: Paris, Louvre (AO 19914). وانظر خط الرسم في Victor Place, Ninive et l’Assyrie, vol. 3 (Paris: Imprimierie impériale, 1870), pl. 41.
    • 4. كما ورد في Josephus, Antiquities of the Jews 20.2–4
    • 5. على وجه الخصوص، عندما استولى كركلا على المدينة عام 216، ورد أن قواته دنست 'المقابر الملكية' (ربما تلك الخاصة بالسلالات المحلية). راجع Dio Cassius 71.26 and 74.1.
    • 6. عن المجتمع المسيحي الأول في أربيلا، التي كانت مقر أسقفية حضرية، انظر Fiey 1965, 39–60
    • 7. ومع ذلك، لاحظ أنه تم إجراء عدد من الحفريات في تل قلينج آغا، تل أصغر داخل حدود المدينة الحالية، في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي (راجع، من بين تقارير أخرى، بهنام أبو الصوف، الحفريات في تل كالينج أغا (أربيل)).
    • 8. راجع Nováček et al. 2008, 266–298 بما في ذلك المكتشفات الخزفية القديمة، مواد العصور الوسطى وما بعدها مذكورة هنا أيضًا. شاهد العرض العام الأخير والخطط لمزيد من أعمال التنقيب عن القلعة في اليعقوبي Yaqoobi et al. 2016b. لاحظ أيضًا أنه في عام 2008، تم اكتشاف مقبرة الغرفة من العصر الآشوري الحديث عن طريق الخطأ شمال غرب القلعة مما أدى إلى أعمال حفر إنقاذية. انظر Van Ess et al. 2012.
    • 9. راجع الاستشهادات في Nováček et al. 2013, 7–8
    • 10. مع سقوط بغداد عام 1258، نقل البطريرك مقعده إلى أربيل. ومع ذلك، معظم السكان المسيحيين فُقدوا بحلول عام 1310. راجع Fiey 1965, 77–91
    • 11. على سبيل المثال، يلاحظ الطريزي (المتوفى عام 1225 م) أن عدداً من اليهود كانوا من بين نبلاء المدينة. حول الجالية اليهودية في أربيل من العصور الوسطى حتى عام 1950 انظر Ashtor 2007 نقلاً عن المصادر الأولية.
    • 12. المفوضية العليا لإعادة إحياء قلعة أربيل http://www.erbilcitadel.org
    • 13. راجع الموقع الإلكتروني للمفوضية العليا لإعادة إحياء قلعة أربيل http://www.erbilcitadel.org
    • 14. راجع موقع اليونسكو https://whc.unesco.org/en/list/1437

    المصادر العامة ل(التاريخ)

    Unfer 1928; Streck 1936; Fiey 1965, 39-97; Nováček et al. 2008, 260–262; Hansman 2011; HCECR 2012, 62–77; Nováček et al. 2013, 1–5.

    هناك عدد من المصادر القديمة التي تساهم في فهمنا لمدينة أربيل وسكانها خلال فترة القرون الوسطى. من بين المؤرخين / الجغرافيين ممن تحدثوا اللغة العربية، قدم ياقوت الحموي (توفي عام 1229(، الذي كان في أربيل في عشرينات القرن الثالث عشر، وصفًا تفصيليًا للمدينة في عهد مظفر1. من خلال هذه الروايات، تمكنا من معرفة الملامح العامة للقلعة والبلدة السفلى. كما توجد العديد من المصادر الأولية، التي تروي تاريخ المجتمع المسيحي في أربيل في نفس الفترة2 ، مثل عمل المؤرخ السرياني بار هيبراوس (توفي عام 1286).

    وكان الرحالة الغربيون يزورون مدينة أربيل بشكل متكرر خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر وأوائل القرن العشرين3  . في ذاك الوقت، تم عمل العديد من الرسومات للقلعة/التل من مسافة بعيدة. (انظر رسم كلوديوس ريتش، ورسم أوجين فلاندين، و رسم إرنست هرتسفيلد ). كما رسم إرنست هرتسفيلد مخططًا أوليًا للقلعة والبلدة السفلى كما كانت قائمة أثناء زيارته عام 1916. ونشر الضابط العسكري البريطاني دبليو آر هاي  صورة جوية قديمة للقلعة عام 1921.4 

    • 1. كتاب ياقوت 1. راجع المصادر الأخرى المذكورة في Streck 1927, 523.
    • 2. راجع المصادر المذكورة في  Streck 1927; Fiey 1965
    • 3. راجع القائمة في Streck 1927 ، 523 ؛ HCECR 2012 ، 23 ، 70-71 ؛ Nováček et al. 2013، 13-16.
    • 4. راجع أيضًا تعليقات المؤلفين على المدينة (Hay 1921, esp. 117–120).

    Abbas, Ahmed. 2017. “Erbil Citadel Revitalization and the Presence of Its Emergence History.” In Rehab 2017: Proceedings of the 3rd International Conference on Preservation, Maintenance and Rehabilitation of Historic Buildings and Structures, edited by Rogério Amoêda, Sérgio Lima, and Cristina Pinheiro. Barcelos, Portugal: Green Lines Institute for Sustainable Development.

    Al-Hashimi, Farah W. S. 2016. “The Hidden Face of Erbil: Change and Persistence in the Urban Core.” Ph.D. Thesis, Nottingham Trent University. 

    Al Yaqoobi, Dara, et al. 2016a. Highlights of Erbil Citadel. Erbil: High Commission for Erbil Citadel Revitalization.

    Al Yaqoobi, Dara, et al. 2016b. “Archaeological Excavations on the Citadel of Erbil: Background, Framework and Results.” In The Archaeology of the Kurdistan Region of Iraq and Adjacent Regions, edited by Konstantinos Kopanias and John MacGinnis, 1–10. Oxford: Archaeopress.

    Ashtor, Eliyahu. 2007. “Irbil.” In Encyclopaedia Judaica, edited by Michael Berenbaum and Fred Skolnik, 2nd ed., vol. 10, 24–25. Detroit: Macmillan Reference.

    Gandreau, David, and Sébastien Moriset. 2013. “Conservation of Erbil Citadel, Iraq - Assessment of the Situation and Recommendations.” CRAterre‐ENSAG Mission Report.

    Hansman, J. F. 1986. “Arbela.” In Encyclopaedia Iranica, vol. 2 (3): 277–278.

    Hay, William R. 1921. Two Years in Kurdistan Experiences of a Persian Officer, 1918–1920. London: Sidgwick & Jackson.

    Herzfeld, Ernst. 1920. “Sindjār.” In Archäologische Reise im Euphrat- und Tigris-Gebiet, vol. 2, by Friedrich Sarre and Ernst Herzfeld, 305–348. Berlin: D. Riemer.

    High Commission for Erbil Citadel Revitalization (HCECR). 2012. Nomination of Erbil Citadel (Kurdistan Region, Iraq) for Inscription on the UNESCO World Heritage List. Vol.1. Erbil: High Commission for Erbil Citadel Revitalization.

    High Commission for Erbil Citadel Revitalization (website). Accessed February 3, 2016. http://www.erbilcitadel.org.

    Kowalczyk, Marek, and Mirosław Olbryś. 2019. “The Citadel in North Mesopotamian Erbil (Iraq): Challenges for the Preservation and Adaptation to New Function of an Ottoman-Period House.” In Stories Told around the Fountain: Papers Offered to Piotr Bieliński on the Occasion of His 70th Birthday, edited by A. Pieńkowska, D. Szeląg, and I. Zych, 333–354. Warsaw: University of Warsaw Press.

    Kurapkat, Dietmar. 2016. “Two Ottoman Trade Buildings (Qaisariya) in the Bazaar of Erbil from Building Archaeology to Refurbishment Planning.” In The Archaeology of the Kurdistan Region of Iraq and Adjacent Regions, edited by Konstantinos Kopanias and John MacGinnis, 173–180. Oxford: Archaeopress.

    محمد، ز. أ. 2009. "مِنبَر الجامع الأكبر في قلعة أربيل". سوبارتو 3: 194-195.

    Müller-Wiener, Martina, and Anne Mollenhauer. 2016. “The Bazaar of Erbil within the Context of Islamic Trade Routes and Trade Buildings.” In The Archaeology of the Kurdistan Region of Iraq and Adjacent Regions, edited by Konstantinos Kopanias and John MacGinnis, 249–256. Oxford: Archaeopress.

    Nováček, Karel, et al. 2008. “Research of the Arbil Citadel, Iraqi Kurdistan, First Season.” Památky Archeologické 99: 295–302.

    Nováček, Karel, Narmin Ali Muhammad Amin, and Ali Melčák. 2013. “A Medieval City within Assyrian Walls: The Continuity of the Town of Arbīl in Northern Mesopotamia.” Iraq 75: 1–44.

    Palumbo, Gaetano, et al. 2012. Erbil Citadel Management Plan. Pamphlet prepared for UNESCO.

    Pavelka, K., J. Svatušková, and V. Králová. 2007. “Photogrammetric Documentation and Visualization of Choli Minaret and Great Citadel in Erbil/Iraq.” In Proceedings of the 21st CIPA Symposium: AntiCIPAting the Future of the Cultural Past (ISPRS Archives, Vol. 36-5/C53), 245–258. Athens: CIPA.

    Porter, Barbara Nevling. 2004. “Ishtar of Nineveh and Her Collaborator, Ishtar of Arbela, in the Reign of Assurbanipal.” Iraq 66: 41–44.

    Streck, M. 1927. “Irbil.” In The Encyclopaedia of Islam, 1st ed., vol. 4: 521–523. Leiden: Brill.

    Unfer, E. 1928. “Arbailu.” In: Reallexikon der Assyriologie und vorderasiatischen Archaologie, vol. 1 (3): 141–142. Berlin/Leipzig: Walter de Gruyter.

    Van Ess, Margarete, Arnulf Hausleiter, Haydar H. Hussein, and Nader B. Mohammed. 2012. “Excavations in the City of Arbil, 2009–2011: The Neo-Assyrian Tomb.” Zeitschrift fur Orient-Archaologie 5: 104–165.

    المحتوى
    ماثيو بيبلز وهيلين ملكو (2021)