من القرن الرابع الميلادي
وسائل اعلامية
ملف الموقع
تعد ديار بكر من المدن الرئيسية في شرق الأناضول وهي تقع على الضفة الغربية لنهر دجلة في تركيا. سُكنت المدينة بشكل متعاقب منذ الألف الثاني قبل الميلاد فصاعداً، وإبان عهد الإمبراطورية الرومانية -عندما كانت تعرف باسم أميدا- كانت تُمثِّلُ حصناً استراتيجياً مهماً على الحدود الشرقية للإمبراطورية. في تلك الحقبة، وُضِعت أسس التحصينات الحالية للمدينة. يبلغ طول أسوار ديار بكر أكثر من 5كم وتتخلّله العديد من البوابات والأبراج. إنَّ هذه الأسوار ليست فقط من الأمثلة القليلة المتبقية التي تظهر عظمة العمارة في العصور القديمة المتأخرة، بل إنّها تُشكِّل أيضاً اطول سور مدينة وصل الينا من فترات ما قبل العصر الحديث.
الوصف و الرموز و المشاهد الفنية
المصادر العامة ل “الوصف والرموز والمشاهد الفنية ':
Aslanapa 1962 and 1994; Beysanoğlu 1987, 3-4; Canard and Cahen 1991, 344; Öney 1992; Parla 2005, 58; Thackston 2011, 10; Gierlichs 2016.
الكتابات
تم رصد 63 كتابة على الجدران، ستة منها تعود الى العصر البيزنطي، والباقي يعود الى الفترة الإسلامية، وهي توثق العديد من الاصلاحات والترميمات. تقع الكتابات العائدة الى ما قبل الإسلام في بوابة داغ وبوابة ماردين، وكذلك بين المعاقل 50 و53. يتوزع الباقي في جميع أنحاء الأسوار والبوابات والأبراج. تم نشر وترجمة هذه الكتابات من قبل عدد من الباحثين1.
- 1. اكثر المناقشات شموليةً حول هذه الكتابات موجودة في van Berchem (1907), van Berchem et. al. (1910), and Sauvaget (1940)؛ Beysanoğlu (1987) يقدم ترجمة باللغة التركية جنباً الى جنب مع الكتابة العربية في عرض مفصل. ويمكن التعرف على تحليلات الكتابات في Parla (2005), Boran (2011, 84-85), and Tuncer (2012, 103-161) .
التاريخ
يبدو ان مستوطنةً مسورةً كانت في موقع ديار بكر منذ الألف الثاني قبل الميلاد على اقل تقدير1. في أوائل الألف الأول قبل الميلاد، كانت المدينة عاصمة لكيان سياسي يسمى بيت زَماني وايضاً أمَدو (او أميدا)، وهو الاسم الذي ظل مستعملاً حتى أواخر القرن السادس عشر الميلادي2. في عام 866 ق.م استولى الملك الآشوري اشور ناصر بال الثاني، أثناء حملته العسكرية في اعالي دجلة، على 'المدينة الملكية' أمَدو، والتي كانت تعود الى إيلانو 'رجل بيت زماني'3. وقد تم ذكر أسماء العديد من ولاة أمَدو في النصوص المسمارية طوال القرن الثامن قبل الميلاد بعد نهاية العهد الآشوري، وحكم الأخمينيين، والسلالات الهلنستية في الألف الأول قبل الميلاد، سقطت أميدا في ايدي الرومان. في هذا الوقت كانت المدينة بمثابة قاعدة عسكرية ضد الفرثيين والساسانيين. قدم أميانوس مارسيلينوس، وهو جندي روماني ومؤرخ عاش في المدينة عام 359 م، وصفاً للمدينة في حقبة ما قبل الإسلام4. استولى العرب على المدينة عام 639 م، وبعد ذلك الحين حكمت المدينة مجموعة من السلالات حتى استولى العثمانيون على الحكم بعد عام 1514.
تم وضع أسس الأسوار الحالية في القرن الرابع الميلادي ويمكن تأريخها الى عهد قسطنطين الكبير (حكم 307 – 337م) او كونستانتوس الثاني (حكم 337 – 361 م). بعد توسع كبير بين 367 – 375 م، اكتسبت الأسوار شكلها الدائري الحالي. كما هو موثق بالكتابات، خضع نظام التحصين بأكمله للعديد من الترميمات المتتالية التي استمرت حتى يومنا هذا.
في تموز 2015، تمت اضافة اسوار مدينة ديار بكر والقلعة الداخلية (إيچ كاله) وحدائق هيفزل، في الجنوب الشرقي، الى قائمة اليونسكو للتراث العالمي5. فضلاً عن ذلك، فقد اعلنت اليونسكو منطقة السور داخل اسوار المدينة 'مدينة تراثية' و 'منطقة محمية حضرية' في عام 1988. هنالك 595 موقع تراث ثقافي مسجل ضمن هذه المنطقة من ضمنها العمارة الأثرية والمدنية.
قام فريق مشروع توثيق آثار وتراث بلاد وادي الرافدين (MMM) بتوثيق الموقع قبل بضعة اشهر فقط من الاشتباكات العسكرية في كانون الثاني 2015 – اذار 2016. لقد أعقبت تلك الاشتباكات أعمال إنشائية ومشاريع تطوير مكثفة تسببت في أضرار جسيمة لما نجى من المعالم العمرانية. وقد أعربت كلٌّ من اليونسكو ومنظمة مراقبة التراث العالمي عن قلقهما بشأن الأضرار الكبيرة التي لحقت بالنسيج الحضري للمنطقة، بما في ذلك الأسوار والأبراج6. بدءاً من عام 2019، اوصت اليونسكو بتكوين بعثة مراقبة تفاعلية مشتركة مع مركز التراث العالمي لتقييم الحالة العامة للمنطقة قبل المضي قدماً في عمليات الترميم في مناطق التراث المتضرر7.
- 1. المصادر العامة عن تاريخ المدينة: Gabriel 1940, 180-181; Beysanoğlu 1987; Canard and Cahen 1991, 344; Yinanç 1991 [1965], 346; Andersen 2004, 54-59; Parla 2005, 59.
- 2. تشير بعض المصادر الى انه يمكن العثور على اسم المدينة منقوش على مقبض سيف الملك الآشوري ادد نيراري الأول (1295 – 1264 ق.م) ؛ ظهرت هذه الفكرة بتعليق من غاستون ماسبيرو في 'صراع الأمم ' (1896 ، ص 607) بأنه تم العثور على السيف 'بين انقاض أميدا القديمة' ، وتم نقل الفكرة في كتاب بيسان أوغلو 1987 ، ص 3. ولكن يبدو ان الأصل المفترض للسيف قد اختلط مع الكتابة، في الواقع لم يتم العثور على اسم المدينة على الإطلاق في نصوص الألف الثاني ق.م (انظر ايضاً ليبينسكي 2000 ، 153).
- 3. Grayson 1991, 220 (ll. 105-110).
- 4. Book XVIII, 9, 1-4. See Rolfe 1935, 463-467.
- 5. راجع قائمة اليونسكو UNESCO list at: https://whc.unesco.org/en/list/1488 .
- 6. راجع موقع اليونسكو الإلكتروني عن وضع مواقع التراث https://whc.unesco.org/en/soc/3970 راجع أيضاً Ayboga 2017.
- 7. https://whc.unesco.org/en/soc/3970 .
المصادر العامة عن تاريخ المدينة:
Gabriel 1940, 180-181; Beysanoğlu 1987; Canard and Cahen 1991, 344; Yinanç 1991 [1965], 346; Andersen 2004, 54-59; Parla 2005, 59.
المطبوعات المبكرة
زار الكاتب الفارسي ناصر-ي خُسرو (ناصر-ي خُسرَڤ) المدينة عام 1046 ولم يستطع اخفاء اعجابه بها: 'لقد رأيت العديد من المدن والحصون حول العالم في اراضي العرب والفرس والهندوس والأتراك، لكنني لم ار قط مثل أميد على وجه الأرض ولم اسمع اي شخص أخر يقول إنه رأى نظيراً لها'1. فضلاً عن هذا، تزوِّدنا روايته بمعلومات قيمة عن سور المدينة الخارجي وبواباته، إذ تم فقدان جميع هذه الأجزاء في الوقت الحاضر. أمضى أوليا چلبي بضعة أسابيع في أميد في ربيع عام 1655 وأعرب أيضاً عن اعجابه 'بتحصيناتها الشهيرة على نطاق واسع' وقصرها 'المزين جيداً' في القلعة الداخلية2. في القرون اللاحقة، قام العديد من الأوربيين بزيارة المدينة وسجلوا انطباعاتهم عنها3.
مراجع مختارة
Altun, Ara. 1978. Anadolu’da Artuklu Devri Türk Mimarisi’nin Gelişmesi. Istanbul: T.C. Kültür Bakanlığı.
Andersen, Angela Lyn. 2004. The Diyarbakir Ulu Cami: Social History and Interaction at the Great Mosque. M.A. Thesis, University of Victoria.
Aslanapa, Oktay. 1962. “Erster Bericht über die Ausgrabung des Palastes von Diyarbakır.” Istanbuler Mitteilungen 12: 115–128.
Aslanapa, Oktay. 1994. “Diyarbakır’da Artuklu Sarayı.” III. Milli Selçuklu Kültür ve Medeniyeti Semineri Bildirileri, 7–9. Konya: Selçuk Üniversitesi Basımevi.
Ayboga, Ercan. 2017. "Destruction of the Old City (Suriçi) of Diyarbakır since 2015 and Its Current Status." In World Heritage Watch Report 2017, 109–111.
Beysanoğlu, Şevket. 1986. Anıtları ve Kitâbeleri İle Diyarbakır Tarihi: Birinci Cilt; Başlangıçtan Akkoyunlular'a Kadar. Ankara: Neyir Matbaası.
Boran, Ali. 2011. “Diyarbakır Kalesi.” In Medeniyetler Mirası Diyarbakır Mimarisi, edited by Irfan Yıldız, 77–122. Diyarbakır: T.C. Diyarbakır Valiliği.
Gabriel, Albert. 1940. Voyages archéologiques dans la Turquie orientale. Paris: E. de Boccard.
Gierlichs, Joachim. 2016. “A Victory Monument in the Name of Sultan Malik-Shah in Diyarbakir: Medieval Figural Reliefs Used for Political Propaganda?” Hadeeth ad-Dar 41: 9–15.
Grayson, A. Kirk. 1991. Assyrian Rulers of the Early First Millennium BC. Vol. 1, 1114–859 BC. Toronto: University of Toronto Press.
Korn, Lorenz. 2017. “The Artuqid Residence at Āmid (Diyarbakır).” In Central Periphery? Art, Culture and History of the Medieval Jazira (Northern Mesopotamia, 8th–15th centuries), edited by Lorenz Korn and Martina Müller-Wiener, 153–181. Wiesbaden: Reichert Verlag.
Lipinski, Edward. 2000. The Aramaeans: Their Ancient History, Culture, and Religion. Leuven: Peeters.
Öney, Sezin. 1992. Anadolu Selçuklu Mimari Süslemesi ve El Sanatları. Ankara: Türkiye İş Bankası Kültür Yayınları.
Parla, Canan. 2005. “Diyarbakır Surları ve Kent Tarihi.” ODTÜ Mimarlık Fakültesi Dergisi 22 (1): 57–84.
Rolfe, John C., trans. 1935. Ammianus Marcellinus. Cambridge, MA: Harvard University Press.
Sauvager, Jean. 1940. “Inscriptions Arabes.” In Voyages archéologiques dans la Turquie orientale, by Albert Gabriel, 287–356. Paris: E. de Boccard.
Thackston, Wheeler M. 2001. Nasir-i Khusraw’s Book of Travels. Costa Mesa, CA: Mazda.
Top, Mehmet. 2011. “Diyarbakır Ulu Camii ve Müştemilatı.” In Medeniyetler Mirası Diyarbakır Mimarisi, edited by İrfan Yıldız, 185–226. Diyarbakır: T.C. Diyarbakır Valiliği.
Tuncer, Orhan Cezmi. 2012. Diyarbakır Surları. Ankara: T.C. Diyarbakır Valiliği.
Van Berchem, Max. 1907. "Arabische Inschriften aus Armenien und Diyarbekr." In Materialien zur älteren geschichte Armeniens und Mesopotamiens, by C. F. Lehmann-Haupt, 125–160 (1–36). Berlin: Weidmannsche Buchhandlung.
Van Berchem, Max, Josef Strzygowski, and Gertrude Bell. 1910. Amida. Heidelberg: Carl Winter’s Universitätsbuchhandlung.
Van Bruinessen, Martin, and Hendrik Boeschoten. 1988. Evliya Çelebi in Diyarbekr. Leiden: Brill.
Yinanç, Mükrimin Halil. 1991 [1965]. “Diyâr Bakr: Ottoman Period.” The Encyclopaedia of Islam. Vol. 2. Leiden: Brill.