الدرج القديم

نوع الموقع
بوابات وتحصينات المدن
المدينة
العمادية/اميدي
المحافظة/المنطقة
محافظة دهوك
    وسائل اعلامية

    General Views of the Ascent

    Gate Interior/View of Gate and Staircase from within the Citadel

    الطريق الى القلعة (الدرج الحجري)

    داخل البوابة/منظر البوابة و الدرج من داخل القلعة

    المنظر الخارجي للقلعة والمناظر الطبيعية المحيطة (يُنظر اليها من منطقة بوابة الموصل)

    تم استيطان الأكروبولس (موقع المدينة المرتفع) الطبيعي للعمادية/اميدي في الحقبة الفرثية إن لم يكن قبلها، مع موجات استيطان لاحقة استمرت الى يومنا هذا. كان من المتعارف عليه أن يتم الصعود الى القلعة من خلال مَمشَيَين، احدهما في الجهة الشرقية والثاني في الجهة الغربية. كان كلاهما عبارة عن أدرُج حجرية يستعملها الناس والحيوانات للصعود الى المدينة. بينما تم استبدال الممر الشرقي بطريق حديث للسيارات، فإن الذي في الغرب ما يزال قيد الأستعمال، كما أن جزءاً كبيراً من الدرج كان قد نجى. يعد هذا الدرج معاصراً للمنحوتات الفرثية المنحوتة في جانب منحدر القلعة والمطلة عليه. إذ تمت صيانته عندما تمت إعادة تحصين القلعة في عهد الحاكم عماد الدين زنكي (حكم للفترة 1085-1146م) وفي القرن اللاحق، وقد تم دمجه في البوابة الضخمة التي أُنشِأت في عهد الحاكم بدر الدين لؤلؤ (حكم للفترة 1225-1259م).

    يقع المدخل الغربي لمدينة العمادية/اميدي – وتتمثل بأكروبوليس (مدينة مرتفعة) بيضوي الشكل يمتد محوره الطولي من الشمال الى الجنوب – باتجاه الطرف الجنوبي للقلعة. يتضمن الممشى الصاعد الى بوابة الموصل (المدخل الغربي) عدداً من الانعطافات ويتطلب ما يزيد عن الساعة للوصول من قاعدة الدرج الى هذه البوابة في الأعلى. يتخذ اسفل الطريق شكل مسار ترابي بسيط على الرغم من وجود بعض الأحجار المشذبة على ما يبدو بشكل متقطع على امتداده، مما يشير الى نوع من التدخل المعماري هنا. كان المسار الصاعد مبلَّطاً ومدرَّجاً على امتداد منافذه العليا، بضمنها المُنعطفات القليلة الأخيرة؛ يتضح ذلك في نقطة مُعَلَّمة بمجموعة من الصخور وبيت حديث. في المراحل الأولى، تم رصف الأحجار بشكل غير منتظم نوعاً ما على طول الطريق، والذي ليس له عرضٌ او ميلان موحَّد. لقد تم صفُّ عدّة أحجار بعناية أو -على الأرجح- فقد تم الحفاظ عليها بشكل أفضل؛ إن بعض المناطق تبدو وكأنها مُبلطة بشكل مستوٍ أكثر من كونها قد دُرِّجَت. لقد تم استعمال النوع ذاته من الحجر الأبيض باستمرار على امتداد المُنشَأ، بينما تختلف اشكال واحجام الحجر. إن معظم الأحجار غير مشذبة او مشذبة بشكل خفيف فقط، إلا أن الأحجار الممتدة والتي تُشكِّل كل درجة فقد تم تشذيبها في اغلب الأحيان وهي تمثّل أكبر الوحدات البنائية. من الممكن رؤية الثقوب الأصلية للاعمدة في عدة مواقع.

    يعد الجزء الأخير من الدرج، بعد الأنعطافة ألأخيرة قبل الوصول الى البوابة، افضل ما تبقى منها. ويمر الشخص عند صعوده تلك المسافة المُدَرَّجة التي تمتد جنوباً على طول الجانب المنحدر، بالمنحوتات الثلاث المحفورة في الصخر من الحقبة الفرثية_ الأولى منها تقع تماماً عند نقطة انعطاف الدرج، مما يزيد فرصة رؤيتها إلى أقصاها على امتداد المسار (أنظر إلى المخطط؛ أنظر الى البانوراما؛ أنظر إلى إعادة التكوين الفوتوغرامتري). في هذا الجزء تتكون مقدمة كل درجة من صف واحد من احجاراو كتل حجرية مستطيلة الشكل، في حين يملأ حصى او حجر صغير غير منتظم الشكل الدرجة نفسها. في العقود الأخيرة، تم صب الخرسانة في العديد من تلك الدرجات لتأمين أعمال الحجر في المناطق القريبة من البوابة. كما تم تعديل حاجز الدرج الجانبي الممتد على طوله في العصر الحديث، ابتداءاً من السبعينيات عندما أُعيد بناء بوابة الموصل.1  تُظهِر الصور المبكرة إنّه كان ذات مرة مكوّناً من حجارة مصطفة بطريقة أقل انتظاماً. يستمر الدرج جنوباً خلال بوابة الموصل (أنظر إلى البانوراما)؛ بعد الانعطافة الحادة شرقاً، ينفتح نحو المدينة (أنظر إلى البانوراما) .

    لقد تمت دراسة الدرج عن كثب وانشاء رسم تخطيطي له من قبل فريق جامعة كولومبيا، ولكن لم يتم اجراء اي تنقيبات حتى الأن.2 يبدو واضحاً أنه قد تم إيجاده خلال نفس طور الاستيطان للمنحوتات الفرثية. ربما تم تحصين الأكروبولوس في ذلك الزمن، رغم إن هذه المسألة تدور حول تأويل الدليل المنظور. إن الجدار الساند الضخم الذي يقع مباشرةً تحت الحاجز للدرج الأعلى بُنيَ من كتل الآشلار المربعة تقريباً والموضوعة على شكل صفوف. لقد وُجِد بناءٌ مشابهٌ في الأعلى، مجاورٌ لبوابة الموصل؛ هنا كان قد تراكب مع جدار مختلِف في إنشائه _ من المحتمل أن يكون من الحِقبة الزنكية، حوالي القرن 12 الميلادي _ والذي لذلك يجب أن يكون قد سبقه في التأريخ. ليس من الواضح اذا كانت هذه التحصينات المبكرة تعود الى العصور القديمة، جنباً الى جنب مع المنحوتات والدرج، أم أنها تعود إلى حقبة تاريخية سَبَقَت الهيمنة الزنكية على المنطقة: العمادية/آميدي كانت حصناً مهماً في أوائل القرون الوسطى كذلك (انظر الى المناقشة في ما دُوِّن بخصوص موقع العمادية/اميدي). لكن، بما أن البناء الذي تحت الحاجز يعمل كجدار ساند، فإن من المحتمل أن يكون قد بُنيَ في ذات الوقت الذي بُنيَ فيه الدرج الذي يقوم بإسناده.      

    لقد بُنِيَ درج حجري اخر على طول المدخل العلوي في الجانب الشرقي من القلعة. ولقد دُمِّر هذا الطريق في أوائل القرن العشرين وفُقِد جزء كبير منه. مع ذلك فقد تم توثيقه في صورة تم التقاطها باتجاه بوابة زيباري في أواخر القرن التاسع عشر توثق الطريق وتُظهر بانه كان مبنياً من الحجر وبتقنية مشابهة لتلك الموجودة في الدرج الغربي مما يؤكد أنهما متزامنان.

    • 1. الصور من عام 1972، قبل إعادة بناء البوابة، توضِّح بأن الحاجز لم يكن موجوداً في ذلك الوقت. لكنه يظهر في الصور الملتقطة في تسعينيات القرن العشرين، لكن ليس بارتفاعه الحالي.
    • 2. إن الدرج هو جزءٌ من مشروع جامعة كولومبيا الذي ينفذ بالتعاون مع مديرية آثار دهوك ومنظمة الآثار الكردية (KAO). إن مشروع ترميم العمادية هو أيضاً بإدارة زينب البحراني وقد بدأ موسمه الأول من العمل عام 2019. وسيتبع تقرير أولي لاحقاً.

    لم يتم حتى الآن إجراء تنقيبات في منطقة الدرج في العمادية، ولا يوجد أمثلة واضحة للمقارنة، مما يحول دون معرفة تاريخه بشكل دقيق. يعد الدرج أحد المباني القليلة المعروفة حول القلعة التي من الواضح أنها موغلة في القِدَم، لكن ما يمكن التحقٌّق منه فيما يخص تاريخ المدينة قبل العصور الوسطى يعدُّ قليلاً جداً.1

    إن المبنى المنحوت في الصخر بالقرب من جنوب القلعة، الذي على الأرجح كان قد أُنشِأ ليكون حوضاً كبيراً، يمكن التخمين بأن تأريخه يرجع على وجه التقريب إلى العصور القديمة قبل الإسلام، قبل أن يتم حفر عدّة قبور من عصر فجر المسيحية في جدرانه. بل إن التسلسل الزمني يكون أقل وضوحاً في الجدران الحصينة المجاورة للدرج. إن المعيار الأساس لتأريخ الدرج، الى جانب تقنية قطع الأحجار ورصفها، هو مجموعة منحوتات بارزة من العهد الفرثي تمتد على طوله حتى نهايته. إن الطريقة التي تم بها توقيع المنحوتة السُفلى مباشرةً عند منعطف الدرج تُشير إلى أنها قد نُحتت مع الأخذ بالحسبان إمكانية النظر إليها على امتداد مسارٍ كان موجوداً مُسبَقاً.2 خلال القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الثاني الميلادي كانت العمادية تقع ضمن منطقة نفوذ مملكة حدياب الشبه مستقلة. مع هذا فإن البحث الآثاري المنهجي سيكون ضرورياً لاستخلاص اي استنتاجات دقيقة حول تاريخ الدرج والسلالة المسؤولة عن بناه. قبل التوصل إلى أي استنتاج دقيق حول تحديد تأريخ السلم والسُلالة الحاكمة المسؤولة عن إنشائه. إن من المهم الانتباه إلى 'ما بعد الحياة' الطويلة للمسار على امتداد المنحوتات الصخرية، كما ناقشت ذلك زينب البحراني.3 تم تثبيت الهيكل خلال العصور الوسطى، ولم يتم استبداله أثناء قيام الزنكيين بإعادة تحصين القلعة في القرن الثاني عشر. عندما أنشأ الحاكم بدر الدين لؤلؤ هذه البوابة الضخمة في القرن اللاحق، فإن الدرج، الذي أصبح الآن من الآثار العظيمة، كان قد تم دمجُهُ بحذر في التصميم. لقد شَهَد تدهوراً بارزاً بسبب المئات، بل وحتى الآلاف من سنوات الاستعمال، لكن يبدو إنه قد تم تحويره قليلاً جداً؛ في الأزمان الحديثة، لقد تم صب الخرسانة في بلاط الدرجات بالقرب من البوابة، كما أُقيمَ الجدار الحاجز على امتداد الجانب المنحدر.

    • 1. فيما يخص تأريخ الدرج، قارن مع Miglus et al. 2018, 122–125. البحراني وفريق (MMM) قاموا كذلك بإرجاع تأريخ بنائه إلى العهد الفرثي استناداً إلى إنشاء المنحوتات والبوابة المرتبطة به. ذَكَر ياقوت الرومي بأن هنالك مستوطنةً كانت قد سبقت تلك التي بناها عماد الدين زنكي؛ أنظر Bahrani et al. 2019, 49–51.
    • 2. Bahrani et al. 2019, 59.
    • 3. Bahrani et al. 2019, 59–60.

    تظهر العمادية في العديد من كتب الرحالة في القرن التاسع عشر، ولكن الدرج لم يحظَ باهتمامٍ يُذكر بين الكتاب. إن كان قد ذُكِر، فإن ذلك بشكل عام يكون بسبب طوله ومشقة صعوده، لا لكونه مادة أثرية أو بحثية.1 لقد أعطى هنري بايندر التعليقات الوحيدة فيما يتعلق بأي قيمة توثيقية (محدودة): 'إن الطريق نصف منحوت في الصخر، والنزول محفوف بالمخاطر، إذ يتوجّب علينا وضع القدم على الارض؛ إنه سلمٌ نصفه مدمّر، مُكوّن من صخورٍ وحصى قديمة وقد صُقِلَت بمرور الزمن.' 

       Le chemin est à moitié taillé dans le roc, et la descente ment périlleuse que nous devons mettre pied à terre; c’est un escalier à moitié détruit, formé des rochers et de galets usés et polis par2les temps.'

    قام ڤالتر باخمان بزيارة المدينة في اوائل القرن العشرين، ساعد (يقصد في عملية التوثيق) من خلال تضمين الجزء الأعلى من الدرج في مخططه والصورة التي التقطها لبوابة الموصل.3 ولكنه لم يقدم اي شرح او وصف للبناء. حينها كان اللورد واركورث قد أتمَّ تصوير المسار الشرقي، بدون أي تعليق على ذلك الدرج المرتبط به.

    • 1. على سبيل المثال Ainsworth 1842 (2), 196.
    • 2. Binder 1887, 205.
    • 3. Bachmann 1913, fig. 1.

    Ainsworth, William. 1842. Travels and Researches in Asia Minor, Mesopotamia, Chaldea, and Armenia. 2 vols. London: J. W. Parker.

    Bachmann, Walter. 1913. Kirchen und Moscheen in Armenien und Kurdistan. Leipzig: J. C. Hinrich.

    Bahrani, Zainab, with Haider Almamori, Helen Malko, Gabriel Rodriguez, and Serdar Yalcin. 2019. “The Parthian Rock Reliefs and Bahdinan Gate in Amadiya/Amedi: A Preliminary Report from the Columbia University Mapping Mesopotamian Monuments Survey.” Iraq 81: 47-62.

    Binder, Henry. 1887. Au Kurdistan en Mésopotamie et en Perse. Paris: Maison Quantin.

    Miglus, Peter, Michael Brown, and Juan Aguilar. 2018. “Parthian Rock Reliefs from Amādiya in Iraqi-Kurdistan.” Zeitschrift für Orient-Archäologie 11: 110–129.

    Warkworth, Lord [Henry A. G. Percy]. 1898. Notes from a Diary in Asiatic Turkey. London: Arnold. 

    المحتوى
    ماثيو بيبلز (2020)