ملف الموقع
تم استيطان الأكروبولس (موقع المدينة المرتفع) الطبيعي للعمادية/اميدي في الحقبة الفرثية إن لم يكن قبلها، مع موجات استيطان لاحقة استمرت الى يومنا هذا. كان من المتعارف عليه أن يتم الصعود الى القلعة من خلال مَمشَيَين، احدهما في الجهة الشرقية والثاني في الجهة الغربية. كان كلاهما عبارة عن أدرُج حجرية يستعملها الناس والحيوانات للصعود الى المدينة. بينما تم استبدال الممر الشرقي بطريق حديث للسيارات، فإن الذي في الغرب ما يزال قيد الأستعمال، كما أن جزءاً كبيراً من الدرج كان قد نجى. يعد هذا الدرج معاصراً للمنحوتات الفرثية المنحوتة في جانب منحدر القلعة والمطلة عليه. إذ تمت صيانته عندما تمت إعادة تحصين القلعة في عهد الحاكم عماد الدين زنكي (حكم للفترة 1085-1146م) وفي القرن اللاحق، وقد تم دمجه في البوابة الضخمة التي أُنشِأت في عهد الحاكم بدر الدين لؤلؤ (حكم للفترة 1225-1259م).
وسائل اعلامية
الوصف و الرموز و المشاهد الفنية
التاريخ
لم يتم حتى الآن إجراء تنقيبات في منطقة الدرج في العمادية، ولا يوجد أمثلة واضحة للمقارنة، مما يحول دون معرفة تاريخه بشكل دقيق. يعد الدرج أحد المباني القليلة المعروفة حول القلعة التي من الواضح أنها موغلة في القِدَم، لكن ما يمكن التحقٌّق منه فيما يخص تاريخ المدينة قبل العصور الوسطى يعدُّ قليلاً جداً.1
إن المبنى المنحوت في الصخر بالقرب من جنوب القلعة، الذي على الأرجح كان قد أُنشِأ ليكون حوضاً كبيراً، يمكن التخمين بأن تأريخه يرجع على وجه التقريب إلى العصور القديمة قبل الإسلام، قبل أن يتم حفر عدّة قبور من عصر فجر المسيحية في جدرانه. بل إن التسلسل الزمني يكون أقل وضوحاً في الجدران الحصينة المجاورة للدرج. إن المعيار الأساس لتأريخ الدرج، الى جانب تقنية قطع الأحجار ورصفها، هو مجموعة منحوتات بارزة من العهد الفرثي تمتد على طوله حتى نهايته. إن الطريقة التي تم بها توقيع المنحوتة السُفلى مباشرةً عند منعطف الدرج تُشير إلى أنها قد نُحتت مع الأخذ بالحسبان إمكانية النظر إليها على امتداد مسارٍ كان موجوداً مُسبَقاً.2 خلال القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الثاني الميلادي كانت العمادية تقع ضمن منطقة نفوذ مملكة حدياب الشبه مستقلة. مع هذا فإن البحث الآثاري المنهجي سيكون ضرورياً لاستخلاص اي استنتاجات دقيقة حول تاريخ الدرج والسلالة المسؤولة عن بناه. قبل التوصل إلى أي استنتاج دقيق حول تحديد تأريخ السلم والسُلالة الحاكمة المسؤولة عن إنشائه. إن من المهم الانتباه إلى 'ما بعد الحياة' الطويلة للمسار على امتداد المنحوتات الصخرية، كما ناقشت ذلك زينب البحراني.3 تم تثبيت الهيكل خلال العصور الوسطى، ولم يتم استبداله أثناء قيام الزنكيين بإعادة تحصين القلعة في القرن الثاني عشر. عندما أنشأ الحاكم بدر الدين لؤلؤ هذه البوابة الضخمة في القرن اللاحق، فإن الدرج، الذي أصبح الآن من الآثار العظيمة، كان قد تم دمجُهُ بحذر في التصميم. لقد شَهَد تدهوراً بارزاً بسبب المئات، بل وحتى الآلاف من سنوات الاستعمال، لكن يبدو إنه قد تم تحويره قليلاً جداً؛ في الأزمان الحديثة، لقد تم صب الخرسانة في بلاط الدرجات بالقرب من البوابة، كما أُقيمَ الجدار الحاجز على امتداد الجانب المنحدر.
- 1. فيما يخص تأريخ الدرج، قارن مع Miglus et al. 2018, 122–125. البحراني وفريق (MMM) قاموا كذلك بإرجاع تأريخ بنائه إلى العهد الفرثي استناداً إلى إنشاء المنحوتات والبوابة المرتبطة به. ذَكَر ياقوت الرومي بأن هنالك مستوطنةً كانت قد سبقت تلك التي بناها عماد الدين زنكي؛ أنظر Bahrani et al. 2019, 49–51.
- 2. Bahrani et al. 2019, 59.
- 3. Bahrani et al. 2019, 59–60.
المطبوعات المبكرة
تظهر العمادية في العديد من كتب الرحالة في القرن التاسع عشر، ولكن الدرج لم يحظَ باهتمامٍ يُذكر بين الكتاب. إن كان قد ذُكِر، فإن ذلك بشكل عام يكون بسبب طوله ومشقة صعوده، لا لكونه مادة أثرية أو بحثية.1 لقد أعطى هنري بايندر التعليقات الوحيدة فيما يتعلق بأي قيمة توثيقية (محدودة): 'إن الطريق نصف منحوت في الصخر، والنزول محفوف بالمخاطر، إذ يتوجّب علينا وضع القدم على الارض؛ إنه سلمٌ نصفه مدمّر، مُكوّن من صخورٍ وحصى قديمة وقد صُقِلَت بمرور الزمن.'
Le chemin est à moitié taillé dans le roc, et la descente ment périlleuse que nous devons mettre pied à terre; c’est un escalier à moitié détruit, formé des rochers et de galets usés et polis par2les temps.'
قام ڤالتر باخمان بزيارة المدينة في اوائل القرن العشرين، ساعد (يقصد في عملية التوثيق) من خلال تضمين الجزء الأعلى من الدرج في مخططه والصورة التي التقطها لبوابة الموصل.3 ولكنه لم يقدم اي شرح او وصف للبناء. حينها كان اللورد واركورث قد أتمَّ تصوير المسار الشرقي، بدون أي تعليق على ذلك الدرج المرتبط به.
مراجع مختارة
Ainsworth, William. 1842. Travels and Researches in Asia Minor, Mesopotamia, Chaldea, and Armenia. 2 vols. London: J. W. Parker.
Bachmann, Walter. 1913. Kirchen und Moscheen in Armenien und Kurdistan. Leipzig: J. C. Hinrich.
Bahrani, Zainab, with Haider Almamori, Helen Malko, Gabriel Rodriguez, and Serdar Yalcin. 2019. “The Parthian Rock Reliefs and Bahdinan Gate in Amadiya/Amedi: A Preliminary Report from the Columbia University Mapping Mesopotamian Monuments Survey.” Iraq 81: 47-62.
Binder, Henry. 1887. Au Kurdistan en Mésopotamie et en Perse. Paris: Maison Quantin.
Miglus, Peter, Michael Brown, and Juan Aguilar. 2018. “Parthian Rock Reliefs from Amādiya in Iraqi-Kurdistan.” Zeitschrift für Orient-Archäologie 11: 110–129.
Warkworth, Lord [Henry A. G. Percy]. 1898. Notes from a Diary in Asiatic Turkey. London: Arnold.