ملف الموقع
يتم الوصول الى قلعة العمادية من الغرب مدى ممشى موغل في القِدَم والذي يقود باتجاه بوابة الموصل، وهي بوابة ضخمة بنيت في القرن الثالث عشر الميلادي. على طول الامتداد النهائي لهذا المسار الصاعد الطويل، يمر الزائر بثلاث منحوتات موغلة في القِدَم حُفِرَت مباشرةً في جدران المُنحدَر (أنظر إلى إعادة التكوين الفوتوغرامتري). جميع المنحوتات تُظهِر أشكالاً لإنسانٍ بمفرده وقد تم تحديد تأريخ إنشائها من خلال طرازها ورموزها إلى الحِقبة الفرثية.
وسائل اعلامية
الوصف و الرموز و المشاهد الفنية
إن المعلومات التي تم عرضها هنا قد أستُمِدّت من Bahrani et al. راجع أيضاً إلى Mathiesen 1992 (2), 183–194 (nos. 142–143); Marf Zamua 2008, 115–116; Miglus et al. 2018.
التاريخ
إن المعالم الرمزية والطُرُزية لمنحوتات العمادية/اميدي الصخرية تدلُّ بوضوح على أنها نُحِتَت خلال الحِقبة الفرثية، تقريباً في القرن الأول قبل الميلاد الى القرن الثاني الميلادي.1 في هذا الوقت، خضع الكثير من شمال وادي الرافدين لحكم ممالك تابعة_ كما في الحضر، حيث صُنِع بعضٌ من أقرب المنحوتات شبهاً للمنحوتات في العمادية. على الرغم من أن الوضع السياسي للعمادية خلال تلك الفترة ما يزال مسألةً غير معروفة، إلا أن المساحة العامة تبدو كأنها تحت سيطرة حدياب (راجع المزيد فيما دوِّن عن موقع العمادية/اميدي).2 لكن _ كما في أغلب المنحوتات المنقوشة في الصخر من هذه الحِقبة _ تفتقر المنحوتات إلى الكتابات المنقوشة التي تحدد زمنها ضمن فترة حكم حاكم معين. لم يكن مؤكّداً كذلك إن كانت جميعها (أي المنحوتات الثلاث) قد تم نحتها في نفس الفترة الزمنية تقريباً، أم أنها كانت قد أُضيفت على مراحل مختلفة عبر القرون للحِقبة الفرثية. يمكن ملاحظة أن هناك اختلافات واضحة في الصفات النوعية لطرازها. إن المنحوتة رقم 3 تُظهر نمذجة واقعية وحركة ديناميكية للجسم؛ يمكن لهذا أن يوحي بتأريخ مبكر ضمن الحقبة الفرثية، عندما كانت التأثيرات الإغريقية الهلنستية أقوى_ ربما خلال القرن الأول قبل الميلاد. إن شكل الأنثى في المنحوتة رقم 2 من الممكن أن يكون ضمن نفس التأريخ المبكر. إن طراز المنحوتة رقم 1، بشخصها المنحوت الأمامي، ذو صلة بالفن في القَرنَين الأولى بعد الميلاد.
مع ذلك، فإن الطُرُز المختلفة تتواجد معاً في وادي الرافدين خلال مُجمَل العهد الفرثي، لذا ليس مستحيلاً أن تكون تلك المنحوتات قد تم نقشها في ذات الفترة تقريباً.
من المثير للاهتمام، أن المنحوتات، على امتداد الدرج المعاصر لها، قد تم الحفاظ عليها خلال القرون ما بعد القديمة من استيطان العمادية. حتى عندما أصبح الطيف الديني المهيمن لسكان المدينة مسيحياً، ومسلماً، ويهودياً، فإن المنحوتات لم تُظهر أي دليل على تعرُّضها للمحو المتعمد أو التشويه المقصود للرموز الدينية. إن الجدران الدفاعية التي شُيِّدَت في عهد الزنكيين وبوابة الموصل، في القرون 12-13الميلادية، بُنِيَت دون وجود أي محاولة لإزالة تلك الصور التي يسهل جداً مشاهدتها بوضوح والتي تعود لفترة ما قبل الاسلام؛ إن المجموعة الناتجة أحدَثَت حواراً ما بين ماضي القلعة وحاضرها.3
المطبوعات المبكرة
رغم إن العمادية/اميدي كانت قد تم وصفُها من قِبَل الجغرافيين والرحّالة منذ القرون الوسطى فصاعداً، فإن المنحوتات خارج بوابة الموصل لم يتم توثيقها رسمياً حتى القرن 19م وأوائل القرن 20م (على الأقل وفقاً للمصادر المحفوظة). قارن وليام آينزوورث، الذي لاحظ فقط المنحوتة الأقرب إلى بوابة الموصل، ملابس الشخص الظاهر في المنحوتة مع صور شابور الأول وأرجعها بالتالي إلى العهد الساساني (1842).1 إن تخمين آينزوورث كان قريباً نسبياً من الهدف المرجو وهو تحديد التأريخ الصحيح للمنحوتة؛ بعض المعلِّقين كانوا أكثر غموضاً في تكهُّناتهم، ربما يعود ذلك جزئياً الى حقيقة أن هذه المنحوتات كانت كما يبدو منذ ذلك الحين مُتهالكة. عندما لاحظ مارك سايكس المنحوتة الأقرب لبوابة الموصل، ذَكَر بأن هذا: “الشكل الغريب... قد يعود الى الحيثيين أو ما بعدهم، لكنه قد ضاعت ملامحه (تشوّهت) جداً حتى بات لا يمكن سوى للآثاريين (المتعاملين مع الآثار وجامعيها) الأكثر علماً وجرأةً تحديد تاريخه' (1904).2 في الواقع، أوستن هنري لايارد كان قد أصاب مُسبَقاً في تحديده التأريخ الذي يتفق عليه الباحثون الآن، بإرجاع ذات المنحوتة الى حقبة 'الملوك الأرساكيين' (1849).3 لا أحد من هؤلاء الزائرين كان قد عمل أي رسم للمنحوتات. لكن، في عام 1911 ڤالتر باخمان أشَّرَ مواضع جميع الحنيات الثلاثة في مخططه للدرج والبوابة. لقد التقط كذلك صوراً للمنحوتة 1 والمنحوتة 3 (أنظر الصور الفوتوغرافية؛ يبدو أنه لم يدرك إن الحَنية الوسطى تحمل صورة متهرئة لشخصٍ ما (المنحوتة 2)).4
مراجع مختارة
Ainsworth, William. 1842. Travels and Researches in Asia Minor, Mesopotamia, Chaldea, and Armenia. 2 vols. London: J. W. Parker.
Bachmann, Walter. 1913. Kirchen und Moscheen in Armenien und Kurdistan. Leipzig: J. C. Hinrich.
Bahrani, Zainab, with Haider Almamori, Helen Malko, Gabriel Rodriguez, and Serdar Yalcin. 2019. “The Parthian Rock Reliefs and Bahdinan Gate in Amadiya/Amedi: A Preliminary Report from the Columbia University Mapping Mesopotamian Monuments Survey.” Iraq 81: 47-62.
Layard, Austen Henry. 1849. Nineveh and Its Remains. 2 vols. London: J. Murray.
زاموا، دلشاد أ. 2008. "المنحوتات الصخرية القديمة في مدينة (اميدي) العمادية." سوبارتو 2008 (2): 113- 121.
Mathiesen, Hans E. 1992. Sculpture in the Parthian Empire. 2 vols. Aarhus: Aarhus University Press.
Miglus, Peter, Michael Brown, and Juan Aguilar. 2018. “Parthian Rock Reliefs from Amādiya in Iraqi-Kurdistan.” Zeitschrift für Orient-Archäologie 11: 110–129.
Sykes, Mark. 1904. Dar-ul-Islam: A Record of a Journey through Ten of the Asiatic Provinces of Turkey. London: Bickers.