منحوتة گِزگِز

أسماء اخرى

كَسَنتاش، إيركَاني، كيلا اميك

التاريخ

القرن الثامن ق.م

تاريخ التوثيق
ربيع 2015
نوع الموقع
منحوتات صخرية و مقابر
القرية
كَسَنتاش (تركيا)
المحافظة/المنطقة
محافظة دياربكر (تركيا)
    وسائل اعلامية

    Surrounding Landscape & Local Foliage

    المنحوتة الصخرية (منظر كامل)

    المناظر الطبيعية المحيطة والنباتات المحلية

    تقع منحوتة گِزگِز الصخرية على بعد 15كم جنوب غرب إيرگاني، في محافظة ديار بكر. وهي قائمة على قمة تشكيل صخري طبيعي يصعب الوصول إليه نسبياً (الارتفاع: 3743 قدم/ 1149م)، تواجه المنحوتة الجنوب الغربي، وتطل على قرية كَسَنتاش والسهل المحيط بها. من بين مجاميع المنحوتات الصخرية الآشورية الجديدة في منطقة نهر دجلة العُليا، تُمثِّل منحوتة گِزگِز أنموذجاً لمنحوتات أقصى الغرب (أنظر أيضاً منحوتات أييل وبيركلَين). لقد قام فريق مشروع توثيق آثار وتراث بلاد وادي الرافدين (MMM) بتوثيق الموقع عام 2015، وكان جميع الأشخاص الذين التقاهم الفريق في القرية قد عرفوا المنحوتة منذ زمن بعيد ولديهم إحساس بالمسؤولية عن حمايتها.

    إن مجال التشكيل للمنحوتة (1.10 م ارتفاعاً × 1.63م عرضاً)، محاط بإطار مستطيل الشكل، تظهر بقاياه بشكل واضح على طول الخط الأرضي للمنحوتة. على اليسار، تظهر الإلهة عشتار، وهي ترتدي تاجاً ذا قرون، واقفةً على ظهر اسد يتقدم الى الأمام. من المعروف ان الأسد هو رمز الإلهة عشتار. ترتدي عشتار تونيكاً (رداءاً بشبه رداء الكهنة) قصيراً فوق رداء طويل ذي شراشيب. لقد كانت مسلحةً بدرعٍ على كتفها الأيسر وسيفٍ قصيرٍ يتدلى من حزامها. ترفع الإلهة يدها اليمنى، بينما تمسك بيدها اليسرى اللجام المربوط برأس الأسد الذي لم يتبّقَ منه سوى القليل. لا يمكن غض النظر عن التشابه الكبير في الطراز والرمزية بين الإلهة عشتار هنا وبين تلك التي تظهر على مسلة اشور- دور- بانا حاكم كار- شلمنصر (تل برسيب) لعشتار أربيلا (أواسط القرن الثامن قبل الميلاد) وهو واضح يصعب إخطاؤه1.

    قبل عشتار، هنالك إلهَين اثنين آخَرَين متمثِّلان برموزهما الإلهية. الرمز الأول، ساريةُ هلالٍ ذي اثنتين من الشراشيب موضوعةٌ فوق كائن هجين مُجنَّح وله ذيل عقرب، يمثِّل إله القمر سِين. الرمز الثاني، الموضوع على ظهر ثور، لم يتم الحفاظ عليه بأكمله؛ فما تَبَقّى من ملامحه التي نجت تم تفسيره على أنه راية مُتَوَّجة بقرص شمسٍ مُجَنَّح، وهو رمز إله الشمس شَمَش.2

    على اليمين، الشكل المنحوت للملك يواجه عشتار والرموز الإلهية. إنه يحمل جميع رموزه الملكية، بضمنها رداء الرأس المخروطي المٌدبَّب، والملابس الخاصة بالطقوس، وصولجان. إنّه يرفع يده اليمنى في إيماءة الصلاة التي تُعرَف بالـ أوربانا تاراسو ('بالإصبع المُمتَد'). يتبعَهُ مشخصٌ مَخصيّ بأَيدٍ مُتشابكة.

    إن تشكيل منحوتة گِزگِز ليس له نظير آشوري جديد مُحَدَّد. لكن، بعض مُكوِّناته لها ذلك. فضلاً عن تشابه طراز ورمزية الشكل المنحوت لعشتار مع مسلة تل بَرسيب المذكورة سابقاً، إن الملابس الخاصة بالطقوس للملك والمَخصي تتماشى مع تلك الرسومات الجدارية لتل بَرسيب، وهذا ما قادَ إلى تعريف الملك المُصوَّر على إنَّه تِگلاث-پلاصرالثالث (745-727 ق.م).3 لقد تمَّت كذلك مقارنة منحوتة گِزگِز بمنحوتة كاربور 2 في وادي عَموق، مما يرفع من احتمالية أن يكون الشخص المنحوت المَخصي خلف الملك يُمثِّل الحاكم الآشوري المسؤول عن هذه المنطقة.4

    • 1. راجع Thureau-Dangin and Dunand 1936, 157 .
    • 2. Köroğlu and Yumruk 2014, 3.
    • 3. Köroğlu and Yumruk 2014.
    • 4. Köroğlu 2016, 10–11.

     المصادر العامة لـ' الوصف و الرموز و المشاهد الفنية': Thureau-Dangin and Dunand 1936; Köroğlu and Yumruk 2014; Köroğlu 2016.

    ليست هناك نصوص مرئية مُصاحبة للمنحوتة.

    يبدو أن تحديد تأريخ المنحوتة بأواسط إلى أواخر القرن الثامن قبل الميلاد، والذي أُقتُرِح بناءاً على ملامح الطراز والرمزية، يتلاءَم مع السياق التاريخي.1 إن منطقة نهر دجلة العليا حيث تقع منحوتة گِزگِز الصخرية، كانت إحدى المناطق المتنازع عليها بين آشور و أورارتو في تلك الفترة؛ بدلاً من تمييز حدود معيَّنة بين هاتَين الدَولتَين الكبيرتَين، لكن، يبدو أن المنحوتة على الأرجح توحي بأنّها من منطقة أقصى الغرب لأعالي نهر دجلة التي وصلتها الجيوش الآشورية. فضلاً عن ذلك، فإن المنحوتة بموقعها المتميز على قمة التشكيل الصخري الهائل، كانت قد اتبعت النهج العام للمنحوتات الصخرية الآشورية الجديدة الذي يعمد إلى توقيعها في أماكن ذات شحنة رمزية عالية، لكنها ليست بالضرورة أن تكون أماكن يسهل الوصول اليها ومرئية.

    • 1. Köroğlu and Yumruk 2014.

    في 24 تموز 1899، كتَبَ الجغرافي الأمريكي إيلسوورث هانتِنغتون إلى المؤرِّخ الألماني كارل فريدرِش ليمان (الذي اتخذ لقب 'ليمان-هاوپت' عام 1905) بأنَّ 'كاهناً أو قَسّاً من الأرخانة [أرخَني])' قد أعلَمَه بخصوص منحوتة صخرية في وادي يُدعى هِلار، يقع على 'بُعد ساعَتَين من الأرخانة [أرخَني]،' تُظهِر 'ملكاً وكاهِناً،' مع 'كتاباتٍ في كلِّ مكانٍ حوله.'1 على الرغم من إدّعاء إي أونغر بأنَّ هانتِنغتون كان قد رأى المنحوتة بنفسه، فإنّ هانتِنغتون في الواقع قد صَرَّح بأنَّه لم يتمكن من استحصال تصريح رسمي يُتيح له زيارة الموقع وعَلَيه فقد ألغى الرِحلة؛ مع ذلك، فإنَّ قصّة أونغر قد استُعمِلَت مِراراً من قِبَل الباحثين الذين بحثوا في شأن المنحوتة.2

    في الحقيقة، لقد تمكن هانتنغتون من أن يقوم بزيارة هِلار بعد سنَتَين فقط، عام 1901. إنَّ قِصَّتَه المُفَصَّلة عن رحلته بدأت بنفس الإشارة إلى القِمّة المحلية بخصوص وجود منحوتة 'تُمثِّل ملِكاً يواجه كاهناً، بينما كل ما يحيط بهما كانت رسائل من النوع الذي لا يمكن لأحَدٍ قراءَتَه.'3 مع ذلك فإنّ من الواضح من توصيفاته و المخطط المصاحب لها بأنّه قد ذهب فعلاً الى موقع يُعرَف بـ'كهوف هِلار،' على بعد 13كم شرق گِزگِز / گَسَنتاش، تقع مباشرةً جنوب قرية هِلار  (سَسفيرَنپِنار الحديثة)، قرب تل چَيونو. إن البقايا التي وصفها تنتمي إلى سلسلة من المقابر المقتطعة من الحجر في عهد الرومان. في الحقيقة، إنّ 'القبر رقم 8' يحمل لوحاً منقوشاً يُصوِّر شخصَين اثنَين منحوتَين مَصحوبَين بـ 'نَصٍّ سرياني.' لذا، يبدو أن هناك احتمالَين اثنَين: أ) أن القس (أو الكاهن) المحلي الذي ذَكَرَه هانتنغتون قد كان يُشير في الواقع إلى 'القبر رقم 8' في كهوف هِلار، وليس إلى منحوتة گِزگِز؛ أو ب) أن القس قد اشارَ فعلاً إلى منحوتة گِزگِز، لكن هانتنغتون قد ربطَ خطأً القبر رقم 8 به ولم يشعر بالحاجة إلى مواصلة البحث أكثر. بما أنه لا يوجد نص مصاحب لمنحوتة گِزگِز، تبدو الاحتمالية الأولى هي الأرجح. مع ذلك، فإنّ من الواضح أنَّ هانتنغتون لم يذهب أبداً إلى الموقع الفعلي لمنحوتة گِزگِز.

    • 1. راجع  Lehmann 1900, 141؛ ترجمة هيلين ملكو.
    • 2. Unger 1925, 204; Huntington 1903, 141–142. من ضمن الباحثين الذين أشاروا إلى قصة أونگَر: Börker-Klähn 1982, 193; Köroğlu and Yumruk 2014, 2.
    • 3. بخصوص المقطع من رحلة هانتِنگتون الذي يتعلَّق بگِزِگز، راجع Huntington 1903, 136–139, figs. 4 and 15.

    Börker-Klähn, Jutta. 1982. Altvorderasiatische Bildstelen und vergleichbare Felsreliefs. Mainz am Rhein: P. von Zabern.

    Huntington, Ellsworth. 1903. “The Hittite Ruins of Hilar, Asia Minor.” Records of the Past 2: 131–140. 

    Köroğlu, Kemalettin. 2016. “Anadolu’daki Yeni Assur Dönemi Stelleri ve Kaya Kabartmaları: İlk Sonuçlar.” Türk Eskiçağ Bilimler Enstitüsü Haberler 41: 8–12.

    Köroğlu, Kemalettin, and Şeref Yumruk. 2014. “Ergani/Gisgis (Kesentaş) Yeni Assur Kabartması.” Türk Eskiçağ Bilimler Enstitüsü Haberler 38: 2–8.

    Lehmann, C. F. 1900. “Hr. C.F. Lehmann macht Mittheilungen aus englischen Briefen des Hrn. Ellsworth Huntington über armenische Alterthümer.” Zeitschrift für Ethnologie 32: 140–152.

    Thureau-Dangin, F., and Maurice Dunand. 1936. Til Barsib. Paris: P. Geuthner.

    Unger, E. 1925. “Felsdenkmal.” Reallexikon der Vorgeschichte 3: 205–207.

    المحتوى
    إيرهان تامور
    تعديل المحتوى
    ماثيو بيبلز (11/11/19)